محللون: انتخاب «عون» مجرد ملء لمقعد شاغر.. والانقسامات السياسية الجذرية ستظهر عند تشكيل الحكومة ينتخب مجلس النواب اللبنانى، بعد غد الاثنين، الزعيم المسيحى ميشال عون رئيسا للجمهورية ما سينهى عامين ونصف العام من شغور فى المنصب انعكس شللا فى المؤسسات كافة، لكنه لن يكون كافيا لوضع حد للانقسام السياسى العميق بين الفرقاء على خلفية نزاع دام مستمرا فى سوريا المجاورة. ويأتى الانتخاب فى إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف اللبنانية الذين يختلفون حول كل شىء تقريبا، لا سيما حول الموقف من الحرب السورية. وتشمل التسوية، بحسب ما أصبح واضحا من التصريحات المعلنة، أن يكلف الرئيس الزعيم السنى سعد الحريرى الذى تبنى ترشيح عون أخيرا بعد خلاف طويل، تشكيل حكومة جديدة. وقالت الباحثة فى «مجموعة الأزمات الدولية»، سحر الأطرش لوكالة الصحافة الفرنسية إن «انتخاب عون ليس عصا سحرية. سينهى الشغور الرئاسى بالتأكيد، لكنه لا ينهى الأزمة السياسية وترهل المؤسسات والانقسام الكبير حول ملفات داخلية وأخرى خارجية على رأسها الحرب فى سوريا». وأضافت الأطرش أنه لا يمكن الحديث عن «تحالف سياسى»، بل عن «تلاقٍ آنى من الصعب أن يستمر، لأن مصالح الأطراف أساسا متضاربة حول كيفية تقاسم السلطة». من جهتها، قالت استاذة العلوم السياسية فى جامعة القديس يوسف فى بيروت، كارول شراباتى «من الماضى الذى نعرفه والشخصيات التى تحالفت مع بعضها والجو السياسى السائد، لا شىء يضمن الذهاب أبعد من تعبئة موقع شاغر»، مضيفة: «نحن أمام تحالف مصالح ولكل طرف حساباته...». ويستبعد أن يفوز عون من الدورة الأولى التى تفترض حصوله على أكثرية الثلثين من إجمالى 128 عضوا فى البرلمان، لكن سيتم التصويت مباشرة فى دورة ثانية يكتفى فيها بأغلبية النصف زائد واحد، أى 65 صوتا. ويحظى عون (81 عاما) إلى جانب كتلته (20 نائبا)، بتأييد 28 نائبا على الأقل من كتلة تيار المستقبل بزعامة الحريرى، ونواب حزب الله (13 نائبا)، وكتلة حزب القوات اللبنانية (8 نواب)، بالإضافة إلى مستقلين، كما أعلن الزعيم الدرزى وليد جنبلاط أن «غالبية» أعضاء كتلته (11 نائبا) سينتخبون عون. وفى بلد يقوم على التحاصص الطائفى فى مقاعد البرلمان والحقائب الوزارية والمناصب العليا فى الدولة وصولا إلى الوظائف العادية، يتوقع أن تكون مهمة تشكيل الحكومة شاقة وطويلة. الأطرش عادت وأعربت عن توقعها بأن «نشهد انقساما جذريا عند تأليف الحكومة، وسنكون على الأرجح أمام مزيد من الصراعات الداخلية عند بحث كيفية توزيع الحصص». وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان فى مايو 2014. ودعى مجلس النواب منذ أبريل 2014 إلى الانعقاد 45 مرة، من دون أن ينجح فى انتخاب رئيس.