رحب الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، بالتعاون مع دولة جنوب السودان، مؤكدًا أن القيادة السياسية والوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بجنوب السودان وتعمل على تقوية أواصر الصداقة القائمة بين البلدين، إدراكًا لأهمية التعاون الثنائي في التعليم العام والفني والتدريب من أجل التنمية في كلا البلدين. جاء ذلك خلال توقيع وزير التربية والتعليم، اليوم الأحد، اتفاق تعاون تعليمي مع دينج دينج هوك وزير التعليم العام والتوجيه بجمهورية جنوب السودان. وأضاف الشربيني أن الوزارة على أتم الاستعداد للتعاون مع جنوب السودان في مجالات تدريب المعلمين من خلال الأكاديمية المهنية للمعلمين، ومراكز التدريب، والاطلاع على تجربة التعليم المجتمعي ونظام الفصل الواحد في التجمعات السكنية المحدودة التي تتناسب مع جنوب السودان، والاطلاع على تطوير المناهج، ومدارس المتفوقين، بالإضافة إلى نموذج التعليم الفني وربطه بسوق العمل، متمنيًا تحقيق نهضة تعليمية فى جنوب السودان. من جانبه، قال وزير التعليم بجنوب السودان: "إننا نتطلع إلى التعاون مع مصر؛ لأننا في حاجة للدعم المصري لكي ننهض بالتعليم، ومن ثم يتحقق التقدم والرفاهية والتنمية للبلاد". وأضاف "هناك العديد من التحديات التي تواجه جنوب السودان منها عدد الطلاب الذي يبلغ (1.8) مليون طالب، ونطمح في توفير فرص تعليمية لجميع الطلاب، مشيرًا إلى أن المعلمين هناك يحتاجون إلى تأهيل حتى يؤدوا واجبهم على أكمل وجه، في الوقت الذى لا تتوافر فيه أعداد كافية من المدارس، فضلا عن احتياج البلد إلى الدعم والعون في مجال التعليم الفني أيضًا؛ لتحقيق نهضة تعليمية بجنوب السودان. يأتى هذا الاتفاق رغبة من البلدين طبقًا للاتفاق الثقافي المبرم بين حكومتي البلدين الموقع في القاهرة بتاريخ 15/10/2012، ويهدف إلى وضع إطار للتعاون والشراكة بين الطرفين في مجال التعليم العام والتعليم الفني. ويتبادل الطرفان الخبرات والمعلومات وأحدث الإصدارات في مجال المناهج والكتب الدراسية، وتطوير طرق التدريس في مجال التعليم الفني والعام. وترسل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية معلمين في جميع تخصصات التعليم على سبيل الإعارة، بناء على طلب وزارة التعليم والعلوم والتكنولوجيا بجمهورية جنوب السودان، وفي حدود الإمكانات المتاحة، ويتم الاتفاق عبر القنوات الدبلوماسية. كما ينص الاتفاق على أن يعمل الجانبان على معادلة الشهادات، وفقًا للوائح والقوانين المعمول بها في كلا البلدين، وتشجيع الطرفين على تبادل الزيارات بين المسئولين والخبراء في مجال التعليم، وتبادل الخبرات في مجال التدريب وتنمية مهارات المعلمين، والاستفادة من تجربة البلدين في هذا المجال. واتفق الطرفان المصري والسوداني على الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. ونص الاتفاق على أن يقوم الجانب المصري بإعادة تشغيل الثلاث مدارس المصرية: (واو ورور جوبا) المنشأة من الحكومة المصرية والمسلمة إلى جنوب السودان مع تذليل كافة المشاكل بالطرق الدبلوماسية بين البلدين، وبذلك يوفر الجانب المصرى قوى بشرية متمثلة في (المعلمين قوى فنية متمثلة فى التجهيزات الفنية)، وقوى إدارية متمثلة في مديري المدارس، على أن يكون الإشراف للجانب المصري، ممثلا في رئيس البعثة التعليمية المصرية والإداريين الذين سيتم إيفادهم إلى دولة جنوب السودان. كما تضمن الاتفاق التعرف على التجارب الرائدة فى مجال التعليم العام المطبقة فى مصر، مثل نظام: (مدارس المتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا) ودعم الطلاب الموهوبين في كلا البلدين، مع الاهتمام بالجانب التطبيقي والتكنولوجي والتدريب عليه.