صنداى تايمز: مرحلة ما بعد تحرير الفلوجة تحدد مستقبل التنظيم الإرهابى.. والبيشمركة تكتشف شبكة أنفاق فى شمال العراق حذر تقرير غربى من بروز نسخة جديدة لتنظيم «داعش» الإرهابى بعد انتهاء المعركة التى تقودها القوات العراقية بدعم مليشيات شيعية، لتحرير الفلوجة منذ أيام، إذا لم تسحن بغداد إدارة مرحلة ما بعد طرد الإرهابيين من المدينة. ونقلت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، عن الكولونيل كريستوفر كارفر، المتحدث باسم التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش»، تحذيره من أن أمام الحكومة العراقية الكثير لفعله إذا أرادت المضى قدما فى عملياتها من دون أن تغذى صنع نسخة جديدة من «داعش» بعد هزيمتهم. وأضاف كارفر «لا نريد أن نرى دورات العنف تلك تعيد ما سبق أن رأيناه فى منتصف عقد 2000، عندما كنا هنا فى آخر مرة»، فى اشارة إلى دورات العنف الطائفى التى أعقبت سيطرة أمريكا على الفلوجة بعد معركتين كبيرتين عام 2004. الصحيفة قالت إن بعض قدامى المحاربين الأمريكيين الذى اشتركوا فى الهجوم السابق على مدينة الفلوجة، حذروا من أنه سيكون من الصعب على الحكومة ألا تطلق العنان ل«الميليشيات الطائفية» المتهمة بارتكاب جرائم جمة بحق المدنيين. ونقل التقرير عن أحد هؤلاء العسكريين، الكولونيل المتقاعد دوجلاس مجريجر، إشارته إلى أن «الميليشيات الشيعية» تبدو أكثر فاعلية بكثير من قوات الجيش العراقى، والتى هى بنظره، «ينقصها التدريب ومعتمدة كليا، فى الغالب، على القوة الجوية الأمريكية والمستشارين الأمريكيين لفعل أى شىء تقريبا». وينقل التقرير عن مسئولين عسكريين أمريكيين قولهم إن المتحصنين داخل المدينة قد صنعوا حلقة من الفخاخ والمصائد صممت لإلحاق الدمار بالقوات المتقدمة إلى المدينة التى تواجه فيها قوات الجيش العراقى مسنودة بالميليشيات الشيعية ومقاتلى القبائل السنية وضربات التحالف الجوية، نحو 900 من مسلحى تنظيم «داعش» فى مدينة يوجود بها خمسين ألف نسمة. وقال الكلونيل كارفر: «لقد فخخوا منازل بأكملها بالقنابل، ومن ثم إذا دخل أى شخص إليها سيواجه كمية من المتفجرات تكفى لتفجير المنزل كله وتدمير نصف الحى الذى يقع فيه». وأضاف «أن لديهم (أى عناصر داعش) مدفعية ثقيلة ومدافع رشاشة وهاونات وألغام ومواضع دفاعية معقدة مع أنفاق». وينقل التقرير عن مسئولين عراقيين قولهم إنه فى مرحلة ما بعد «داعش» ستكون هناك مرحلة انتقالية لمدة شهر، تسلم المدينة بعدها لنحو 5000 من رجال الشرطة من أبناء مدينة الفلوجة. على صعيد متصل، اكتشف مقاتلو البيشمركة الأكراد شبكة أنفاق معقدة لمسلحى «داعش»، تحت قرية المفتى التى تمكن هؤلاء المقاتلين بإسناد من طيران التحالف الدولى، من استعادتها من أيدى التنظيم الإرهابى، حسب صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية. ونشرت الصحيفة صورا لأحد الأنفاق الذى تقول إن نظامه معقد وبنى بخبرة، ويصل عمقه فى بعض الأجزاء إلى عشرة اقدام، ويمتد لنحو ربع ميل. ونقلت عن الملازم بالبيشمركة، سعد عمر، قوله إن «مدخل النفق بنى داخل مدرسة لأنهم يعلمون أن طائرات التحالف لن تقصفها، ويمتد النفق من هناك فى ثلاثة اتجاهات». وأضاف أن واحد من الافرع الثلاثة، يمر تحت خط قتال البيشمركة وداعش قبل سقوط المدينة، متابعا: «فى اليوم الأول من المعارك، استخدمه قناصو «داعش» لإطلاق النار علينا، لقد استفادوا من قدرتهم على رؤيتنا من دون أن نتمكن من رؤيتهم». واستطاعت قوات البيشمركة، خلال الفترة الماضية، دفع مسلحى «داعش» إلى الغرب نحو معقلهم فى مدينة الموصل، بعد أن استعادت نحو 50 ميلا من الأراضى فى شمال العراق. وقال قائد العمليات فى قرية المفتى عطو زيبارى، للصحيفة إن قواته دخلت إلى هذه الأنفاق لملاحقة مسلحى التنظيم المتحصنين تحت الأرض، فى آخر أيام المعركة. ووصف زيبارى كيف فضل أحد عناصر التنظيم تفجير نفسه بحزام ناسف على الاستسلام.