حذرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت من امكانية اشتعال نيران الفوضى الطائفية في العراق من جديد، بينما يناضل الجنود العراقيون (ومعهم عدد كبير من الميليشيات الشيعية) لتحرير مدينة الفلوجة المحاصرة من قبضة تنظيم داعش الارهابي. وذكرت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن هذه الميليشيات المدعومة من قبل الحكومة المركزية في بغداد نجحت بالفعل في طرد عناصر داعش من مدن هامة في العراق، لكنها شكلت في الوقت ذاته تعقيدا في مجرى الأمور أمام التحالف العسكري المدعوم من جانب الولاياتالمتحدة، والذي تشكل بهدف القضاء على تنظيم داعش "السني".فهذه الميليشيات استطاعت بالفعل أن تملأ الفراغ الناجم عن ضعف القوات العراقية المسلحة لكن الدوافع الدينية في اجندتها زادت من خطر الانقسامات الطائفية في العراق. ورأت الصحيفة أن هذا المشهد يمثل مشكلة خاصة بالنسبة للأوضاع في الفلوجة، لاسيما وهي تعد في قلب المدن السنية في العراق؛ حيث يمتلك سكانها تاريخا حافلا من التمرد. فقد اشعل مسلحو تنظيم القاعدة قبل عقد من الزمان فتيل التمرد المسلح ضد القوات الأمريكية عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. فيما مكنت مشاعر الغضب المتنامية تجاه الحكومة في بغداد تنظيم داعش من الاستيلاء على مقاليد السلطة في المدينة عام 2014. وأفادت الصحيفة بأن الحكومة العراقية أمرت الميليشيات الشيعية بالبقاء بعيدا عن اعمال القتال داخل المدينة فيما أعلن الجيش الأمريكي رفضه منحهم دعما جويا خوفا من ان يساعد انضمامهم للقتال داعش في تجنيد السكان المدنيين لصالح قضيتهم. من جانبه، يقول ماجد الجريسي، وهو زعيم قبلي من الفلوجه لكنه فر إلى بغداد عند دخول داعش للمدينة، إن هذه الميليشيات تحارب لأجل اجندتها الطائفية مثلما تحارب داعش لاجل طائفيتها...لذا فنحن نرفض تماما انضمامهم للمعركة. واعتبرت الصحيفة أن التقدم النسبي للقوات العراقية في اتجاه دخول المدينة يبدو انه تلاقى مع تباطؤ بشكل كبير من جانب داعش لشن هجمة مرتدة شرسة. ورغم ذلك فإن التنظيم الإرهابي فخخ المدينة برمتها بالعديد من العبوات الناسفة والقناصة والانفاق الخفية التي من شأنها أن تساعد مقاتليه على شن هجمات مفاجئة. وقالت:" إن هذه الميليشيات –التي تتشكل من أغلبية شيعية وتعرف باسم وحدات التعبئة الشعبية- لديها تاريخ حافل بشن الهجمات الانتقامية ضد السنة التي رأت انهم موالون لتنظيم داعش. وقد اتهمتها منظمات حقوق الانسان العراقية والدولية بإرتكاب اعمال تعذيب واعدام قسري وخطف. وأضافت (واشنطن بوست) أن المسئولين العراقيين يخشون من أن يعمل مسلحو داعش على استغلال السمعة السيئة للميليشيات الشيعية بين اوساط السكان المدنيين هناك. ويبدو أنهم يروجون بأن أي هجوم حكومي ضد المدينة سوف ينتج عنه مذبحة طائفية.