تحذيرات من تنفيذ المليشيات الشيعية عمليات انتقامية بحق سكان المدينة العرب السنة واجهت القوات الحكومية العراقية، أمس، مقاومة عنيفة من مسلحى تنظيم داعش فى مدينة الفلوجة، ولم تتمكن من تطويقها بالكامل رغم إحرازها تقدما فى بعض جبهات القتال، وذلك فى الوقت الذى حذر فيه مراقبون من تنفيذ الميليشيات الشيعية المشاركة فى حملة تحرير الفلوجة عمليات انتقامية بحق سكانها من العرب السنة. وقال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدى، قائد عمليات تحرير الفلوجة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «هناك مقاومة من قبل تنظيم داعش، حيث شن مسلحو التنظيم هجوما ضد القوات العراقية فى منطقة النعيمية» الواقعة عند الأطراف الجنوبية للفلوجة. وأضاف الساعدى أن «نحو مئة مسلح من داعش نفذوا الهجوم بدون استخدام عجلات مفخخة أو هجمات انتحارية». وأكد قائد عمليات تحرير الفلوجة أن «القوات العراقية تصدت للهجوم وقتلت 75 مسلحا، وواصلت تقدمها باتجاه مركز المدينة»، دون أن يفصح عن عدد الضحايا فى صفوف قواته. وأوضح مصدران مطلعان آخران أن طيران التحالف الدولى بقيادة واشنطن، ومروحيات الجيش العراقى ساهمتا فى التصدى لهجوم التنظيم. وفى واشنطن، أقرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بأن الهجوم على الفلوجة «صعب». وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس إن «اليومين الماضيين أظهرا أن تنظيم داعش لديه النية للقتال». فى غضون ذلك، قال بيتر هوكينز، ممثل منظمة «اليونسيف» فى العراق فى بيان له أمس، إنه «وفقا لتقديرات (منظمة) اليونيسف، هناك ما لا يقل عن 20 الف طفل محاصرون داخل المدينة»، مضيفا أن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسرى وضغوط امنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم». من جهتها، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إنه بالرغم من أن الأهمية الاستراتيجية للفلوجة أقل من مدينة الموصل، إلا أن لتلك المدينة السنية دلالة رمزية كبيرة للحكومة العراقية و«داعش» على حد سواء. ونقلت الصحيفة عن هشام الهاشمى، مستشار الحكومة العراقية للشئون الأمنية، قوله إن «الفلوجة مهمة لقيمتها الرمزية عند تنظيم داعش»، مضيفا أن «المدينة قريبة من بغداد وتحديدا البنية التحتية السيادية غرب العاصمة العراقية لاسيما المطار الدولى، كما أنها أول مدينة احتلها التنظيم فى محافظة الأنبار عام 2014». وحذر مراقبون، حسب الصحيفة، من تنفيذ الميليشيات الشيعية المشاركة مع القوات الحكومية العراقية فى حملة تحرير الفلوجة، عمليات انتقامية، بدعوى أن المدنيين الذين بقوا فى المدينة متعاطفين مع التنظيم الإرهابى. وكان أوس الخفاجى، زعيم ميليشيا أبى الفضل العباس الشيعية، قد دعا فى مقطع فيديو الأسبوع الماضى، إلى تطهير العراق باستصال ورم الفلوجة، قائلا إنه لا يوجد وطنيون فى المدينة. من جانبه، رأى الدكتور رانج علاء الدين، الباحث والزميل المشارك فى المركز الدولى لدراسة التطرف بكينجز كوليدج لندن أن «العراق يمكنه استعادة الفلوجة لكنه يحتاج أن يكسب القلوب والعقول لكى يهزم داعش». وقال علاء الدين فى مقاله المنشور فى «جارديان»، أمس، إن «السكان العرب السنة المحليين فى أماكن مثل الفلوجة لا يثقون فى الحكومة العراقية التى يسيطر عليها الشيعة، والتى لم تفعل شيئا يذكر لتهدئة المخاوف بشأن نظامها الشمولى بخاصة خلال فترة رئيس الوزراء السابق نورى المالكى (20062014) والتحيز الطائفى. وأضاف علاء الدين أن «دور الميليشيات الشيعية أيضا يزيد من حدة التوتر، فهم متهمون بارتكاب فظائع طائفية ضد العرب السنة، فضلا عن أعدادهم الكبيرة ومواردهم المالية والعسكرية واستقلاليتهم عن الدولة».