** مبروك تأهل منتخب مصر لكأس العالم بدون هزيمة فى 10 جولات، وقد حقق الفوز فى 8 مباريات وتعادل فى مباراتين.. وقد فرحنا بالتأهل، وباللعب للفوز على غينيا بيساو من أجل الثقة، والرقم القياسى الجيد، وهو ما يناسب الأجواء الاحتفالية. فالاحتفالات لم تكن لتصلح والفريق مهزوم أو حتى متعادل. وتلك هى الحقيقة وهذا ما طالبت به قبل المباراة التى وصفها بعضهم فى أنها «تحصيل حاصل» أو «هامشية» دون إدراك لأهمية الثقة والإنجاز والأرقام والتصنيف والمذاكرة والتركيز وهو ما أظن أن بعض هذا أو كله كان هدفا لحسام حسن فى تلك المباراة دون تعالٍ أو استهتار أو اعتبارها مجرد تحصيل حاصل كما حسبها بعضهم. ** فرحت وفرحنا بهذا التأهل لأنه منتخب مصر، وليس منتخب حسام، وليس منتخب الجوهرى ولا منتخب حسن شحاتة، ولعل تلك التسميات تختفى فى إعلامنا الرياضى. وسأظل أطالب أن نلعب «كورة» فى كأس العالم، فقد تأهلنا من قبل 4 مرات ولم نحقق الفوز، وغابت شخصية الفريق فى كل المباريات ما عدا مباراة هولندا 1990 تحت قيادة الكابتن محمود الجوهرى. ** كانت مجموعتنا سهلة، ولا يمكن التغاضى عن ذلك، ولكننا تأهلنا بينما سبق ولعبنا فى مجموعات سهلة ولم نتأهل. وحين تفوز جزر الفارو على التشيك فى تصفيات كأس العالم القادمة 2/1 فإن ذلك لا يعنى أن جزر الفارو سوف تنافس على لقب المونديال، تحت فكرة أن كرة القدم لم يعد بها أسماك صغيرة وحيتان، فما زالت فى اللعبة تلك الحيتان وأسماك القرش والباركودا، ما زالت موجودة وتظل مرشحة للألقاب الكبرى فى مختلف البطولات (فقط راجع سجل أبطال المونديال وأبطال إفريقيا وأبطال آسيا وأبطال أمريكا الجنوبية).. إنها منتخبات تتبادل الألقاب. والتغيير فى كرة القدم قد تراه فى تطور المستويات من فرق لا تعرف كيف تلعب كرة القدم إلى فرق تلعبها أفضل، ومن فرق مهزومة مسبقا، إلى فرق مقاومة. ومن فرق غير معروفة إلى فرق عرفناها. لكن تظل خريطة الأبطال للأبطال. ** نموذج تجربة المغرب هو قمة التغيير، فالفريق الأول تأهل للدور قبل النهائى فى كأس العالم 2022. ومنتخب الشباب ها هو يتأهل إلى دور الثمانية لكأس العالم فى تشيلى بعد أن هزم أمريكا 3/1، وسبق له الفوز على إسبانيا والبرازيل. وهذا التطور فى الكرة المغربية وفى منتخباتها نتاج مشروع مدروس. فانتصارات المنتخبات المغربية لم تحسب على أنها «مفاجآت من العيار الثقيل». ** وهنا توجد ظاهرة غريبة، فكأس العالم للشباب لم تعد مهمة، ولا يتابعها أحد لا إعلام ولا جمهور معظم الجمهور. وربما يقال الآن إنها بطولة ضعيفة، وفقيرة، ومن أسف أن مجلس الأمن مثلا لا يساوى حين نكون خارجه، ويكون حدثا حين نكون داخله، مع أن الدخول أو الخروج له إجراءات تمنح الكثير من دول هذا الحق. وبالطبع مؤتمر دافوس الاقتصادى غير مهم حين نغيب عنه ويكون مهما جدا حين نحضره.. أليست كأس العالم للشباب حدثا رياضيا مهما.. «بلاش السؤال الصعب ده» هل سافر مدرب أو مدربين من مصر لمتابعة هذه البطولة وتحليل أداء منتخبات المستقبل؟ هل سافر إلى تشيلى من يمتهنون تحليل كرة القدم ويهتمون بها وعناصرها؟ «بلاش السؤال الصعب ده بلاش السفر لأنه مشوار ومكلف»، هل يتابعها أهل المهنة وأهل الخبرة ولو بالمشاهدة وبالقراءة؟ ** أليس فى طريقة «شرشر التعليمية القديمة.. قبل مراحل تطوير التعليم». كانت هناك مقولة صحيحة وبسيطة وهى: «إن تذاكر تنجح»!.