قالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية, إن تنظيم الدولة "داعش" وضع خطة محكمة للغاية, تسببت في عرقلة تقدم القوات العراقية والميليشيات الشيعية الموالية لإيران باتجاه مدينة الفلوجة غربي العراق. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 يونيو, أن القوات العراقية والميليشيات الشيعية والضربات الجوية من الحلفاء الغربيين يقاتلون 900 مسلح فقط من تنظيم الدولة داخل الفلوجة, ورغم ذلك فشلوا في اقتحامها. ونقلت الصحيفة عن مسئولين عسكريين أمريكيين قولهم إن المدافعين عن المدينة شيدوا دوائر من الشراك الملغمة, التي صممت لتدمير أي قوة متقدمة، وأقاموا منازل متفجرة بأكملها إذا دخلها أي شخص فإنها تنفجر وتحطم نصف مساحة الحي الذي توجد به, وهو ما شكل مفاجأة للقوات المتقدمة باتجاه المدينة. كما نقلت عن المتحدث باسم التحالف الغربي العقيد كريستوفر كارفر قوله :"إن لدى المدافعين بنادق آلية ثقيلة ومدفعية ومورتر وألغاما ومواقع دفاع معقدة، بالإضافة إلى الأنفاق". وكانت صحيفة "وشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن القوات العراقية والميليشيات الشيعية الموالية لإيران والتحالف الدولي الذي يقدم إسنادا جويا، فشلوا في اقتحام مدينة الفلوجة غربي العراق, بعد 12 يوما من القصف المتواصل على هذه المدينة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 يونيو, أن العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة "داعش", أدت أيضا إلى تراجع القوات المتقدمة، حيث يعمد التنظيم إلى العمليات الانتحارية والقصف, بالإضافة إلى المواجهات المباشرة في إعاقة تقدم القوات المهاجمة. وتابعت " توجد أيضا حالة استياء بين العراقيين السنة الذين يرون أن الولاياتالمتحدة متحالفة مع إيران والميليشيات الشيعية في معركة الفلوجة, بدليل أن إيران أرسلت مستشارين عسكريين إلى أرض المعركة على رأسهم قاسم سليماني زعيم فيلق القدسالإيراني". واستطردت الصحيفة " الميليشيات الشيعية عرف عنها روح الانتقام من العرب السنة وقيامها بأعمال وحشية بحقهم, حيث سبق لجماعات حقوق الإنسان الدولية أن اتهمت تلك الميليشيات باعتقال وتعذيب وإعدام واختفاء قسري للمئات من العراقيين السنة". وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن هناك مخاوف حقيقة من أن تؤدي أعمال الميليشيات الشيعية الانتقامية إلى زيادة معدل العنف الطائفي وقبول العراقيين السنة بتنظيم الدولة, رغم قسوة هذا الخيار بالنسبة لهم". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قالت هي الأخرى إن رغم القصف المتواصل الذي تشنه القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعي المدعومة من إيران على مدينة الفلوجة غربي بغداد منذ عدة أيام, إلا أن المعارك لا تزال تدور رحاها خارج المدنية في ظل شن تنظيم الدولة هجمات مضادة شرسة لعرقلة تقدم هذه القوات. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في مطلع يونيو أن مشاهد الدبابات والآليات المتفحمة تدل على شراسة المعارك, التي تدور حول المدينة في منطقة أقام فيها تنظيم الدولة شبكة معقدة من الأنفاق. وتابعت الصحيفة أن معارك الشوارع داخل الفلوجة لم تبدأ بعد، ونقلت عن قائد منظمة بدر الشيعية هادي العامري قوله :"إن سير المعارك قد يتباطأ من أجل محاولة إعطاء الفرصة للمدنيين من أهالي الفلوجة لمغادرتها", حسب ادعائه. ونبهت "نيويورك تايمز" إلى أن الفلوجة سبق أن استعصت على القوات الأمريكية في إبريل 2004 وأجبرتها على التراجع، إلى أن شنت عليها هذه القوات هجوما آخر بعد سبعة أشهر, تكبدت خلاله الولاياتالمتحدة مائة قتيل. وأوضحت الصحيفة أيضا أن نحو خمسين ألفا من المدنيين لا يزالون محاصرين في الفلوجة دون غذاء أو دواء منذ فترة طويلة، وأنهم يتعرضون للقصف المدفعي والصاروخي من كل الأنحاء، مع تزايد المخاوف من تعرض المدينة لكارثة إنسانية. وتتعرض الفلوجة منذ حوالي أسبوعين لقصف عنيف، فيما نقلت "الجزيرة" عن الضابط في قيادة الجيش العراقي بمحافظة الأنبار وليد الدليمي قوله إن القوات العراقية لم تتمكن من اقتحام المدينة، وذلك بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها مقاتلو التنظيم". وأضاف أن القوات العراقية لا تزال تقاتل في أطراف المدينة لكسر دفاعات مسلحي تنظيم الدولة للدخول إلى الفلوجة، مشيرا إلى أن التنظيم يستخدم في المحور الجنوبي من المدينة عناصره المزودين بمختلف الأسلحة والصواريخ، في حين يلجأ في المحور الشمالي من الفلوجة إلى السيارات المفخخة والانتحاريين والقصف الصاروخي لمنع تقدم القوات العراقية. وتابع الدليمي "التنظيم المتشدد يعتمد بشكل كبير على قناصة متمركزين فوق المباني وأسطح المنازل في أطراف المدينة". وتقول الأممالمتحدة إن خمسين ألف مدني ما زالوا داخل المدينة, فيما قال برنامج الأغذية العالمي في مطلع يونيو إن الوضع الإنساني في المدينة يتفاقم مع نفاد مخزونات الغذاء وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات لا يستطيع أغلب السكان تحملها. وقال بيان برنامج الأغذية العالمي إنه يتعذر إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة وإن شبكات توزيع الأغذية في الأسواق لا تزال معطلة. وأضاف "الطعام الوحيد المتاح لا يأتي من الأسواق بل من المخزونات التي ما زالت لدى بعض الأسر في منازلها". وكانت مفوضية شئون اللاجئين أكدت في 31 مايو أن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ أن بدأ الجيش العراقي حملة قبل أسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة من التنظيم، وأشارت إلى أن معظم الفارين كانوا يقطنون في مناطق على أطراف الفلوجة.