أطلق مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية تحذيرًا من "خطورة إصدار تنظيم «داعش» الإرهابي لقائمة اغتيالات مرتقبة، تشمل أكثر المسلمين المسؤولين نجاحًا في أوروبا وأمريكا والمملكة المتحدة"، مؤكدًا "عزمه على تصفيتهم بعد وصولهم لمناصب رفيعة في هذه الدول، وذلك بسبب ارتدادهم عن الدين الإسلامي"، على حد وصف التنظيم. وذكر المرصد، في بيان له اليوم الثلاثاء، أن "هذه الخطوة تأتي في إطار سعي التنظيم الإرهابي «داعش»، الحثيث لتحقيق نبوءته حول نهاية التاريخ، وتحقيق الصدام بين أتباع الأديان السماوية وإضفاء القدسية والرسالية على مشروعه الساعي إلى تحقيقه، عبر إثارة الأحقاد والصدامات بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات السماوية، وهو ما يتم إجهاضه بشكل دائم ومتكرر عبر المؤسسات الإسلامية الوسطية والمستنيرة، والشخصيات المسلمة الفاعلة في الغرب". وأضاف المرصد، أن "التنظيم الإرهابي قام بنشر تلك القائمة في مجلة «دابق» التابعة له، والتي شملت أسماء إسلامية بارزة في عالم السياسة مثل «هوما عابدين» مساعدة المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، والنائب الجمهوري الأمريكي كيث إليسون أول مسلم في الكونجرس، وعضوي البرلمان البريطاني سعيدة وارسي وساجد جافيد، حيث طالب التنظيم الإرهابي، مقاتليه وأنصاره في الدول الغربية بقتل المشاهير من المسلمين في عالم السياسة، والذين وصفهم بالصليبيين العلنيين، معتبرًا أنهم ينفذون قوانين الكفار". وشدد المرصد على أن "خطورة تلك القائمة تنبع من اعتماد التنظيم الإرهابي استراتيجية «الذئاب المنفردة»، والتي تتلخص في تجنيد أعداد كبيرة من المتطرفين حول العالم، وجذبهم فكريا إلى منهج التنظيم الإرهابي، ليكونوا نواة لأعمال العنف في المستقبل بشكل فردي، حيث حرص التنظيم في الآونة الأخيرة على إمداد تلك الأعداد من الأفراد بكل ما يحتاجونه من مواد علمية ومصورة تشرح كيفية القيام بأعمال إرهابية تخدم أهداف التنظيم دون اتصال أو تواصل مع عناصر «داعش»، حتى لا يسهل رصدهم والقبض عليهم من قبل السلطات المحلية. ولفت المرصد إلى أن "فرص تعرض تلك الشخصيات إلى عمليات تصفية من جانب «الذئاب المنفردة»، تبقى مرتفعة في ضوء امتلاك «داعش» لكثير من الخلايا النائمة والعناصر الكامنة والتي يطلق عليها مسمى «الذئاب المنفردة»، وهو ما يجعل تلك الشخصيات والنماذج الإسلامية الناجحة في مرمى التهديد المستمر من جانب التنظيم الإرهابي وأتباعه". وأوضح أن "الهدف من إعلان تلك القائمة من جانب «داعش» إنما هو إرهاب وتخويف للقيادات وللعلماء المسلمين لأجل إثنائهم عن القيام بدورهم في تصحيح المفاهيم المشوهة والمغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتقديم النماذج الناجحة والمشرفة للمسلم، كي تظل صورة المقاتل الداعشي هي الصورة النمطية عن المسلمين حول العالم".