الجمعية الأوروبية للكبد تؤجل إصدار البروتوكولات العلاجية الجديدة حتى سبتمبر المقبل أدوية فيروس «سى» المحلية لها نفس فاعلية المستوردة.. ونسبة الانتكاسة لا تزيد عن 25% الأدوية بريئة من تحور الفيروس.. وعلاجات جديدة لعلاج الحالات الأصعب 1540% من الأشخاص الذين يصابون بعدوى الفيروس يتخلصون منه تلقائيًا دون أدوية قال د.شريف عبدالفتاح أستاذ الكبد والجهاز الهضمى فى الأكاديمية الطبية العسكرية والرئيس السابق لجمعية الكبد الإفريقية، إن الجمعية الأوروبية للكبد أعلنت تأجيل إصدار الخطوط الاسترشادية الجديدة لعلاج الالتهاب الكبدى الفيروسى «سى» حتى سبتمبر المقبل، مؤكدة أن توصياتها لم تتغير عن توصيات 2015. وأضاف عبدالفتاح، فى حوار مع «الشروق» على هامش مؤتمر الجمعية الأوروبية للكبد المنعقد حاليا فى برشلونة، سبب تأجيل إصدار الخطوط الاسترشادية والبروتوكولات العلاجية هو عدم إجراء الدراسات الكافية على الأدوية التى تم الإعلان عنها خلال الأشهر الماضية، لافتا إلى أنه وفقا البروتوكول الأخير فإن عقار كيوريفو هو الأنسب لعلاج المرضى من النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر. وأشار إلى أن جميع البروتوكولات العلاجية التى تتضمنها التوصيات الحالية مدرجة فى البرنامج القومى لمكافحة الفيروسات الكبدية، وأن الأدوية المحلية لها نفس كفاءة الأدوية المستوردة، ولفت إلى أن نسب الانتكاسات نحو 25% بين المرضى وذلك بسبب البدء بعلاج الحالات الأصعب، مشيرا إلى أن أغلب دول العالم تستهدف خفض معدلات الإصابة بالفيروس إلى 1% فقط، وأن مصر تحتاج إلى 15 سنة للوصول إلى ذلك والقضاء على المرض. وفيما يلى نص الحوار.. بداية.. ما هى الخطوط الاسترشادية الجديدة لعلاج الالتهاب الكبدى الوبائى سى؟ وما هى أهمية هذه البروتوكولات؟ الجمعية الأوروبية للكبد أعلنت تأجيل إصدار الخطوط الاسترشادية الجديدة لعلاج الالتهاب الكبدى الفيروسى سى حتى سبتمبر المقبل، وأكدت أن توصياتها لم تتغير عن 2015. لعدم إجراء الدراسات الكافية على الأدوية الأحدث ولم يتم الاتفاق التام حول استخدامها، ودارت العديد من النقاشات حولها، ولكنها اكدت عدم كفاية النتائج بما يضمن فاعليتها ويجعلها تدرج عالميا. وأهميتها أنها تضع العلاجات التى يجب أن تتبناها البرامج القومية فى جميع الدول والأدوية الأنسب لكل حالة على حدة، كما تم خلال المؤتمر مناقشة النتائج لمختلف الأنواع من الأدوية على أرض الواقع، ودراستها من حيث الدليل العلمى. وما هو البروتوكول العلاجى الحالى لعلاج النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر وفقا لدرجة الاستجابة؟ البروتوكول شمل عدة أدوية خلال فترات علاج تتراوح من 1224 أسبوعا ولكل منها محظورات، وجاء عقار كيوريفو الأكثر تأثيرا على النوع الجينى الأول والرابع، لكنه غير مناسب لمرضى التليف سوى من الدرجة الأولى فقط، ويليه عقارى سوفوسبيوفير المعروف ب«سوفالدى»، مع سميبريفير المعروف ب«أوليسيو»، ثم سوفالدى مع دكلاتاسفير المعروف ب«دكلانزا»«، وفى نفس فاعليته سوفالدى مع ليديباسفير المعروف ب«هارفونى». ما هى أهم التقييمات التى يتم اختيار نوع العلاج على أساسها؟ يتم اختيار الأدوية الأفضل بعد معرفة هل المريض مصاب بتشمع (تليف) الكبد أم لا، ومعرفة درجة التليف إذا كان مصابا. ما مدى اتفاق توصيات الجمعية الأوروبية للكبد مع نظيرتها الأمريكية؟ توصيات مؤتمر للجمعية الأمريكية تتطابق مع الجمعية الأوروبية لأمراض الكبد إلى حد كبير، باستثناء أن الأولى ما زالت تدرج العلاج الثنائى سوفالدى مع ريبافيرين فى بروتوكولاتها رغم أنه أن هناك العديد من الأبحاث عن تراجع معدلات الاستجابة له. ما هى أبرز التوصيات الخاصة بطرق تشخيص المرض؟ وضعت كل من منظمة الصحة العالمية والجمعية الأوروبية للكبد طرق اكتشاف فيروس سى على رأسها اختبار الأجسام المضادة للفيروس، والفئات التى يجب أن يتم البحث بينها منها المخالطون لمريض بالفيروس، والعاملون فى القطاع الصحى ومن يتعرضون لممارسات الحقن، كما أن الفئات العمرية التى تتعرض للإصابة وهى فى الخارج من 4560 سنة بينما تنخفض فى مصر لتشمل الفئة العمرية فوق ال30 سنة. بعض المرضى الذين يتم علاجهم بالأدوية وتظهر الفحوصات استجابتهم للمرض مازالوا حاملين للأجسام المضادة.. ما هو تفسير ذلك؟ ليس كل من لديه أجسام مضادة مريضا بفيروس سى، كما أن هناك نسبة من 1540% من الأشخاص الذين يصابون بعدوى الفيروس يتخلصون منه تلقائيا باستجابة مناعية ومقاومة دون الحاجة إلى علاج، وذلك فى الغالب يحدث خلال أول 6 أشهر من العدوى، لكن الحالات المزمنة لا تتخلص منه. هل البروتوكولات العالمية تتفق مع الأدوية المتاحة فى مصر؟ وهل تختلف معدلات الاستجابة لها فى الخارج عن عن مصر؟ جميع الأدوية المدرجة بهذه البروتوكولات العلاجية متاحة ضمن البرنامج القومى لمكافحة الفيروسات الكبدية، ونسبة استجابتها مماثلة للنسب العالمية. لكن النسب العالمية أوضحت أن معدلات الاستجابة لاستخدام سوفالدى مثلا تتعدى ال90% وهو ما لم يحدث فى مصر؟ لا بد أن نشير إلى أن اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بدأت بعلاج الفئات الأصعب وإعطائها الأولوية، لذلك جاءت النتائج أقل من النسب العالمية وبلغت نسبة الاستجابة من 7080%، وهى نسبة جيدة لأن هذه الفئة كان لا يمكن علاجها وحتى العلاجات المتاحة مسبقا لم تتجاوز نسبة استجابتها 15% فقط، كما أن بعض المرضى لم يلتزموا بالإرشادات العلاجية، وأحب أن أطمئن المرضى أنه حتى الفئات الأصعب ستتاح لهم علاجات ترفع نسبة الشفاء فى الوقت القريب. ما هى الفئات التى تراها الأصعب حاليا؟ الحالات المتقدمة من مرضى التليف الكبدى، الذين خضعوا لعلاجات متعددة مسبقا وانتكست حالتهم. هل الأدوية المثيلة المحلية لها نفس فاعلية الأدوية الأجنبية؟ نعم، ونتائجها جيدة للغاية. بعض المرضى يرفضون العلاجات بعد الانتكاسة بدواء معين خوفا من التحور، فهل دائما سببه الأدوية؟ لا.. هناك بعض الحالات التى طور نفسه فيها الفيروس دون استخدام أى علاجات، ولم نقف مكتوفى الأيدى أمام أى مريض لم يستجب لمرة واحدة لمجرد هذا التخوف، ولا أنصح بالانتظار وعدم علاج المرض خوفا من التحور والعلاجات الحالية نتائجها تتجاوز ال90%. وضح لنا ماذا يعنى تحور الفيروس؟ ومتى يحدث؟ التحور هو أن يطور الفيروس نفسه ليكون من الصعب علاجه بنفس الأدوية الموجودة، وهناك نوعان من التحور أحدهما يحدث لفترة طويلة قد تصل إلى 4 سنوات، والآخر لفترة قصيرة لا تتجاوز ال3 أشهر. والتحور موجود فى كل دول العالم وأوروبا وأمريكا وليس مصر فقط، وهو غير معروف السبب. وهل قدمت الجمعية الأوروبية للكبد توصيات خاصة بالتعامل مع المنتكسين أو مع تحور الفيروس؟ الجمعية لم تقدم توصيات حول الانتكاسات، ولكل نوع من الانتكاسات بروتوكول علاجى خاص به، وقد يكون من الأفضل انتظار المريض لأدوية أكثر فاعلية لحالته. كيف ترى مستقبل العلاجات؟ يوجد جيل جديد من العلاجات فى المستقبل القريب تقترب نسبة الشفاء به من 100%، وتقلل من تاثير تحور الفيروس. الخلاف حول نسبة المصابين بالمرض بعد أن أعلنت وزارة الصحة أنها لا تتجاوز ال4 ملايين مريض فى حين قدرته بعض الجمعيات الطبية المصرية بأكثر من 10 ملايين مريض.. كيف تراه؟ أيا كانت النسبة بين المصريين، فمن المؤكد حتى وإن اختلفت التقديرات فإن مصر من أعلى الدول فى معدلات الإصابة ولدينا عدد كبير من للمرضى ولا يمكن إنكار ذلك. متى يمكن لمصر التخلص من فيروس سى؟ معظم دول العالم تتطلع إلى القضاء على الفيروس وخفض معدلات الإصابة به إلى أقل من 1%، وأرى أنه لا يمكننا الوصول إلى ذلك قبل 2030. المؤتمر الدولي للكبد