وسط حالة من التخبط والسفسطة لغير المتخصصين حول العلاجات الدوائية الحديثة لفيروس الكبدى «سي» ومدى كفاءتها وفاعليتها ومستقبل علاج مرضى الكبد، حرص قسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العينى على عقد لقاء علمى أمس الأول لمناقشة جميع المستجدات المحلية والدولية والخطوط الاسترشادية العالمية الموصى بها من الهيئات الدولية لعلاج مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى »سي«، بمشاركة أساتذة واستشاريى الكبد فى جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية والأزهر والمنيا وأسيوط والمستشفيات التعليمية ومستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات التابعة للقوات المسلحة والشرطة والمعاهد التعليمية وأعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة. ولكون الملتقى هو التجمع الأكبر لكل خبراء أمراض الكبد فى مصر للعصف الذهنى حول أفضل البرامج العلاجية للمريض حاليا وكذلك للتوصية بالبروتوكولات العلاجية المثلى للحالات التى تعرضت لانتكاسات بعد العلاجات الدوائية الحديثة، فقد حرص «الأهرام» على متابعة فعاليات الملتقى العلمى ثم الانفراد بعقد ندوة خاصة مع عدد من كبار الأساتذة من المشاركين للوقوف على آخر المستجدات العلاجية وكذلك مناقشة المتخصصين فيما يثار على الساحة حول العلاجات الدوائية. وإيمانا منا بأهمية استقاء المعرفة من أصولها وتحرى الدقة حرصنا على توضيح عدد من الحقائق العلمية للمريض وقارئ «الأهرام» أولا وقبل أى شيء. وقد أسهم هذا اللقاء فى التأكيد على تطابق البروتوكولات العلاجية مع ما هو متبع بالمراكز العلاجية التابعة لوزارة الصحة.. وإلى نص الندوة: الأهرام: فى الفترة الماضية أثيرت أقاويل حول كفاءة العلاجات الدوائية لمرضى فيروس «سي» وتضارب فى الأرقام والنسب حول الانتكاسات من العلاجات الجديدة، وكذلك آليات العلاج المثلى لهم واحتمالات إصابة المرضى بالفيروس من جديد.. ما هو رد أساتذة الكبد على ذلك؟ د. شريف عبد الفتاح: من المهم الإشارة إلى أن العلاجات الحديثة لفيروس سى تتطور سريعا، فكل عدة أشهر تعتمد الهيئات الدولية أدوية جديدة وجميعها مدعمة بأبحاث وتجارب سريرية للوقوف على مدى كفاءة العلاجات الدوائية. فالتطور فى العلاج سريع جدا ولذلك فمن المهم أن تقام مثل هذه الملتقيات العلمية بصورة دورية لتبادل الخبرات حول المستجدات والبروتوكولات العلاجية الجديدة ونقل هذه الخبرات لشباب الأطباء عبر الجمعيات الطبية المختلفة. فالهدف هو أن تكون كل العلاجات الدوائية الحالية والمستقبلية مراجعة ومعتمدة من أساتذة الكبد. وكل العلاجات الدوائية السابقة كانت مدعمة بالأبحاث العلاجية الموثقة. ومما لا شك فيه أن دواء »سوفالدي« الذى أتاحته وزارة الصحة هو دواء أساسى ومهم سواء فى البروتوكولات العلاجية السابقة أو الحالية أو حتى المستقبلية، كما تشير وتوصى الدراسات الدولية، كما أنه من الأدوية الأساسية للحالات التى تعرضت لانتكاسة بعد البرنامج العلاجي. إضافة إلى ذلك فمن المهم الإشارة إلى إشادة منظمة الصحة العالمية بالبرنامج القومى لعلاج فيروس »سي« واعتباره بمثابة برنامج مرجعى لعلاج المرضى بالدول النامية طبقا للمعايير العالمية واعتمادا على أفضل وأحدث العلاجات الدوائية التى توصل لها العالم. الأهرام: فى البداية نود توضيح السبب من عقد هذا الملتقى وأهم النتائج له؟ د.أيمن يسري: فى ظل الوضع الحالى وجدنا أن هناك مابين 6 و 7 ملايين مريض لفيروس سى وعدد المتخصصين من أساتذة الكبد فى مصر محدود للغاية لا يتعدى 100 أستاذ واستشارى ولايمكنهم تقديم الخدمة العلاجية لكل هؤلاء المرضي، وفى ظل سياسات الدولة لإتاحة العلاجات الدوائية الحديثة بمراكز العلاج بوزارة الصحة وكذلك القطاع الخاص فإن ذلك يعنى أن حوالى 2000 أو 3000 من شباب الأطباء بالمحافظات المختلفة سيقومون بكتابة الأدوية لمرضاهم. وسعيا للحد من الخطأ الطبى وكذلك نشر المعرفة قمنا بعقد هذا الملتقى العلمى والوصول إلى بروتوكول علاجى مرجعى وخطوط ارشادية واضحة ومبسطة تساعد الأطباء فى كتابة أفضل العلاجات الدوائية لمرضاهم طبقا لحالاتهم الصحية وآليات المتابعة الدورية والتحاليل التى يجب إجراؤها خلال أو بعد العلاج وسبل رصد مدى الاستجابة للعلاج. والمفيد كذلك فى هذا الأمر أنه يسهم فى الحد من فوضى العلاج بالأدوية الحديثة عبر وضع آليات ومعايير مصرية بالاعتماد على الدراسات المحلية والدولية وخبرات كبار أساتذة الكبد فى مصر. الأهرام: ما هى المعايير التى تمت مراعاتها فى وضع مسودة البروتوكولات العلاجية، وإلى أى مدى تتوافق هذه البروتوكولات مع الدراسات الدولية؟ د. أشرف عمر: إن ما شهدتموه اليوم هو مناقشة علمية متخصصة طبقا للمعايير الدولية بهدف وضع البروتوكولات العلاجية المثلى طبقا للحالات المختلفة للمرضي، حيث تم تقسيم الحضور إلى خمس مجموعات طبية، الأولى لمناقشة بروتوكول العلاجات الدوائية لمرضى فيروس سى الذين لايعانون من تليف الكبد، والمجموعة الثانية لمناقشة بروتوكول العلاج لحالات التليف الكبدى المتقدم، والمجموعة الثالثة لمناقشة العلاجات الدوائية لمرضى الكبد الذين يعانون مضاعفات بالكلي، ثم المجموعة الرابعة وناقشت العلاجات الدوائية المثلى لمرضى فيروس سى الذين قاموا أو سيجرون عمليات زرع كبد، ثم المجموعة الخامسة والأخيرة لمناقشة البروتوكولات العلاجية للحالات التى حدثت لها انتكاسة بعد العلاج الدوائى أو أصيبت بالفيروس مجددا. وفى كل مجموعة بحثية روعى عند وضع اقتراح البروتوكولات العلاجية الأخذ فى الاعتبار الدراسات السريرية المحلية والدولية وكذلك المعايير العالمية لاعتماد أى بروتوكول علاجى والتى تأخذ فى الاعتبار مدى كفاءة العلاج و الأعراض الجانبية له والدراسات المرجعية والسريرية حول العلاج الدوائى وكمية المعلومات المتداولة محليا وعالميا حول تأثير العلاج الدوائي، ثم أخيرا العامل الاقتصادى ومدى قدرة الدولة على توفير العلاج. وهذا العامل الأخير كان من المعايير الهامة فى حالة تساوى كفاءة العلاجات الدوائية المقترحة بكل مجموعة وذلك حتى لا نثقل كاهل الدولة بعلاجات دوائية فى حين أن البدائل تحقق نفس الغرض. الأهرام: ما هى أهم التوصيات لملتقى أطباء الكبد؟ الدكتور جمال عصمت: إن دعوة كلية طب قصر العينى شملت نحو 97 استاذ كبد واستشاريا كممثلين للجامعات المصرية ومعاهد البحث العلمي، ومنهم جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر وأسيوط، إلى جانب ممثلين عن المستشفيات التعليمية بوزارة الصحة والجيش والشرطة، وذلك من أجل مناقشة علاج فيروس سى فى مصر من واقع خطوط العلاج الاسترشادية العالمية ونتائج الأبحاث المصرية. وقد أكد الحضور فعالية وأمان العلاجات المتاحة حاليا، كما أن الأدوية المصرية «الجنيس» لها نفس الكفاءة والجودة للدواء المستورد، وهو ما يشير إلى الانفراجة فى علاج مرضى فيروس «سي» فى مصر من خلال الجهود الممتدة على مدار الفترات الماضية لوزارة الصحة واللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية. وبالتالى يظل المجهود الرئيسى الآن ممثلا فى التزام الأطباء باتباع البروتوكولات العلاجية وشرحها بوضوح للمرضى من أجل إنجاح العلاج، بالإضافة إلى اليقظة لاكتشاف الإصابات الجديدة ومنع حدوثها وكذلك حماية من تم علاجهم من التعرض للعدوى ثانية. وقد أوصى المجتمعون بمناقشة ومراجعة المستجدات على العلاج لاعتمادها من أساتذة الكبد بشكل دورى سواء للعلاجات الحالية أو تلك المزمع إدراجها فى المستقبل، وذلك فى ضوء الأبحاث العلمية وقواعد الطب المبنى على الدليل وبما يتماشى مع البروتوكولات العالمية فى كيفية العلاج المناسب وكيفية متابعة المريض أثناء وبعد العلاج وكذلك حالات عدم استجابة المرضى للتعامل معها. الأهرام: كيف سيتم توصيل هذه التوصيات والخطوط الاسترشادية بعد اعتمادها لشباب الأطباء؟ د.أيمن يسري: هناك مسارات سيتم تفعيلها، حيث سيتم منح نسخ من الخطوط الاسترشادية لجمعيات الجهاز الهضمى والكبد المتخصصة والتى بدورها ستوصلها للأطباء الأعضاء بالجمعية، كما سنقوم بتوفير ذات التقارير للجنة القومية للفيروسات الكبدية علما بأن بروتوكولات اللجنة هى ذاتها ما توصلنا له وهو ما يؤكد كفاءة الخدمة العلاجية التى تقدمها المراكز العلاجية التابعة لوزارة الصحة. الأهرام: هل هناك آلية لرصد كفاءة البرنامج العلاجى فى مصر بالمقارنة بدول العالم التى تعانى من فيروس أو التى تطبق بروتوكولات علاجية شبيهة لعلاج مرضاها؟ الدكتور إمام واكد: تعد إشادة منظمة الصحة العالمية بتجربة مصر فى علاج مرضى فيروس «سي» وكونها نموذجا يحتذى به فى إتاحة العلاج للمصريين. وتبلغ نسب الاستجابة بالعلاجات الحديثة فى المرضى المصريين 72% و90% للمرضى المصابين بالتليف وغير المصابين بتليف على التوالي، وهى نسب تتماشى مع الأرقام العالمية حيث تراوح معدلات الاستجابة للبرتوكولات المطبقة فى دولتى جورجيا والولايات المتحدةالأمريكية نحو 74% للحالات التى لا تعانى من تليف متقدم بالكبد و50% لحالات التليف المتقدم. ولذا كان يتوجب علينا، بحسب قول الدكتور واكد، أن نحتفظ بما تم تحقيقه بل وتحسينه للأفضل من خلال وضع توصيات تستند إلى قواعد الطب المبنى على الدليل العلمى ومن ثم وضعها بين يدى الأطباء للاسترشاد بها فى التعامل مع مرضى فيروس سي، على أن تشمل هذه التوصيات توصيف العلاج الملائم لكل حالة. ويشير وأكد إلى أن مجموعات العمل الخمسة من كبار الأطباء المتخصصين تولت بالدراسة المستفيضة فرعا محددا من أفرع علاج فيروس سي، من أجل مناقشة الحالات المرضية والوصول إلى التوصيات الخاصة بها. الأهرام: من الأقاويل المثارة حاليا فى الإعلام أن العلاجات الدوائية الحالية حققت نتائج أقل مما أظهرته التجارب السريرية، وكان من الأجدى الانتظار لحين ظهور علاجات دوائية أفضل على حسب ما يفترض حدوثه فى المستقبل. ما هو تعليقكم على هذا الأمر؟ الدكتور يحيى الشاذلي: الاجتماع بمثابة رسالة إلى الأطباء عن كيفية التعامل مع المرضي، وذلك بالاتفاق بين أساتذة المجال الممثلين لمختلف الجامعات المصرية ولجنة مكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، من أجل تحديد بروتوكول علاج يناسب التطبيق المحلى وبما يتماشى مع التوصيات العالمية، وهو ما تطبقه اللجنة فى تطوير البروتوكولات العلاجية السابقة والحالية. وحتى نكون منصفين للخدمة العلاجية التى تم تقديمها للمرضى على مدار السنوات الماضية قبل اعتماد «سوفالدي» كان المرضى مقسمين لمجموعتين الأولى لاتعانى من تليف كبدى متقدم وتعالج ب «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» بنسب نجاح 30% إلى 40%، والمجموعة الثانية التى تعانى من تليف ولم تستجب لعلاج المجموعة الأولى وهذه النسبة الكبيرة من المرضى لم تكن تعالج أصلا نظرا لضعف وظائف الكبد وحالتهم الصحية التى لا تسمح بإعطاء الإنترفيرون، كما لم يكن يتواجد أى دواء آخر، باختصار كانوا يعانون مضاعفات المرض بلا تدخل علاجى فعال. ومع اعتماد السوفالدى عالميا ودخوله مصر حيث لم يكن هناك دواء حديث فعال غيره أصبح هناك باب أمل لإنقاذ مئات آلاف من مرضى المجموعة الثانية لترتفع نسب نجاح العلاج لهذه المجموعة من صفر إلى 70% . أما المجموعة الأولى فارتفعت نسب نجاح العلاج بعد إدخال الدواء الجديد من 40% إلى 90%، وبالتالى فإن ما تم هو نقلة نوعية فى الخدمة العلاجية للمرضى وفقا للعلاجات المعتمدة دوليا فى كل مرحلة زمنية، كما ساهمت مثل هذه السياسات التى أقرتها اللجنة القومية للفيروسات الكبدية ووزارة الصحة فى رفع نسب الشفاء من الفيروس وإنقاذ آلاف المرضي. وفى كل مرحلة يتم اعتماد أدوية حديثة دوليا وتظهر الدراسات الإكلينيكية سلامتها وكفاءتها يتم إدراجها للعلاج بمصر بعد إقرار الدراسات اللازمة واعتماد إدارة الصيدلة التابعة لوزارة الصحة. الأهرام: كيف سيتم التعامل مع الحالات التى لم تستجب للعلاج؟ د.هشام الخياط: الحالات التى فشلت مع العلاج لا يجب أن يخافوا، فهناك بروتوكولات علاجية لهم تصل نسبة نجاحها 90% كما أن هناك علاجا للانتكاسات التالية أيضا. وأحب أن أشير إلى أن السياسات العلاجية التى تنتجها الدولة من إتاحة ودعم الدواء «الجنيس» دفعت مرضى من مختلف دول العالم للمجيء والعلاج فى مصر كما نرى فى عياداتنا الخاصة، حيث يرد علينا مرضى من ألمانيا وأمريكا وإيطاليا للعلاج فى مصر خاصة أن بعض البروتوكولات العلاجية ليست معتمدة فى بلادهم إضافة إلى ارتفاع سعر الدواء فى هذه البلاد. الأهرام: أثير أيضا بعض الكلام حول دور اللجنة القومية للفيروسات الكبدية فى تأخير اعتماد بعض الأدوية الحديثة ما صحة هذا الأمر؟ وإلى أى مدى لن يتم فى الأدوية الحديثة الاستعانة بالريبافيرين أو السوفالدى فى البروتوكولات العلاجية؟ د. جمال عصمت: دورنا باللجنة القومية هو التوصية بالدواء المناسب للمريض المصرى من حيث كفاءة العلاج والجدوى الاقتصادية، فى حين أن لجنة الصيدلة بوزارة الصحة هى التى تقوم بمراحل تسجيل الدواء وكذلك تسعيره. وبالتالى فإن ما يثار حول أسباب تأخر دخول أدوية مقارنة بأخرى مثل «هارفوني» أو «كيوريفو» فهذه القرارات ليست من سلطات أو اختصاصات لجنة الفيروسات الكبدية. الأهرام: أثيرت بعض الأقاويل أن العلاجات الدوائية الحديثة تسبب تحورا لفيروس سى ما صحة هذا الأمر؟ الدكتور هشام الخياط: من المهم الإشارة إلى أن اختلاف نتائج الدراسات الإكلينيكية ليس بعيدا عن نتائج العلاجات على المرضي، ففى الدراسات السريرية هناك عملية انتقاء للمرضي، فى حين أنه عند تطبيق العلاج تختلف نسب النجاح بدرجات محدودة فى حدود 10% وهى نسبة مقبولة علميا. وحول حقيقية التساؤلات المثارة عن تحور فيروس سى بين المصريين، فإن جميع العلاجات الجديدة المتعاطاة بالفم لا تسبب أى تحورا فى الفيروس، سواء كان هؤلاء المرضى من غير الملتزمين بالعلاج أو من تعرض منهم لانتكاسة. وفى حال فشل العلاج بالسوفالدى يتم إعطاء المرضى العلاجات البديلة الأخرى وفقا لما حددته القواعد الاسترشادية المعترف بها دوليا وتتمثل فى إعطاء السوفالدى مصاحبا ب «الدكلانزا» أو «الليدبسفير»، حيث يظل السوفالدى هو حجر الأساس فى كل العلاجات المطروحة حاليا وتلك المنتظر طرحها فى القريب العاجل. ويؤكد الدكتور الخياط الدور المهم وراء إتاحة الأدوية الحديثة فى المراكز التابعة لوزارة الصحة ليتوفر العلاج للمرضى غير القادرين. وكذلك توفيره بأسعار قليلة نسبيا فى الصيدليات إلى جانب الأدوية المصنعة من خلال الشركات المحلية، مما أدى إلى انخفاض تكلفة العلاج وهو ما جعل مرضى من دول أخرى يأتون إلى مصر بحثا عن الشفاء من فيروس سي. الأهرام: بالنسبة للجنة القومية ما تقييمكم لنتائج الملتقى العلمى والبروتوكولات العلاجية التى تم التوصل إليها؟ د.وحيد دوس: فى حقيقة الأمر هذا الملتقى الذى دعا إليه قسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العينى بالغ الأهمية لأن نتائج البروتوكولات العلاجية التى أوصى بها مطابقة للبروتوكولات العلاجية التى أصدرناها ونفعلها بالمراكز العلاجية التابعة لوزارة الصحة. وهذا النوع من العمل البحثى يؤكد أننا نسير على المسار الصحيح وأن البروتوكولات الدوائية التى نتيحها للمرضى متوافقة مع المعايير العالمية فى جودة العلاج وكفاءته وكذلك البعد الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، فإن تأكيد أساتذة الكبد والمتخصصين فى لقائهم على أن دواء سوفالدى من المهم إدراجه ليس فقط فى علاج المرضى ولكن أيضا للحالات التى تعرضت للانتكاسة بعد العلاج كما تشير البحوث الدولية، هو تأكيد على صحة المسار العلاجى المتبع فهذا الدواء هو مكون أساسى فى البروتوكولات العلاجية للمرضي، إضافة إلى الأدوية الأخرى والتى يتم تغييرها وتحديد نسبها حسب الحالة الصحية للمرضي. إضافة إلى ذلك فإن الدراسات أثبتت أنه لايوجد تحور جينى للفيروس بسبب العلاج الدوائى سوفالدي، وتأكيدا على ذلك أنه يعاد استخدامه ضمن البروتوكولات العلاجية للحالات التى تعرضت لانتكاسه أو أصيبت بالفيروس مجددا. الأهرام: ما تقييمكم لآلية العقد الدورى لمثل هذه الملتقيات العلمية لدراسة المستجدات فى البروتوكولات العلاجية؟ د. مجدى الصيرفي: هذا الأمر مهم جدا ومفيد أن تشترك جميع الجامعات والمراكز البحثية فى التحديث الدورى للبروتوكولات العلاجية وجمع كل أساتذة بحوث الكبد، كما أنه يدعم البروتوكولات التى أصدرتها اللجنة القومية للفيروسات الكبدية فمنذ بدء دخول الأدوية الحديثة مصر أصدرت اللجنة 3 بروتوكولات، وكان بعض أعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ممن شاركوا فى كتابة توصيات منظمة الصحة العالمية مثل د.وحيد دوس ود.منال حمدى السيد ضمن 30 أستاذا من مختلف دول العالم. كما راجعت هذه التوصيات وأقرتها لجنة دولية أخرى ضمت د.إمام واكد و9 أساتذة من مختلف دول العالم. إضافة لذلك ضمت منظمة الصحة العالمية عددا من أعضاء اللجنة القومية كمستشارين لمنظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية مثل د.جمال عصمت. وقبل البدء فى العلاج قامت اللجنة القومية بدعوة 100من كبار اساتذة الكبد فى مصر يمثلون مختلف الجامعات المصرية ووزارة الصحة والقوات المسلحة والشرطة، وتمت مناقشة والاتفاق على بروتوكول العلاج قبل تطبيقه بموافقتهم جميعاً، وكان البروتوكول مماثلا لتوصيات منظمة الصحة العالمية والجمعيات الامريكية والأوروبية للكبد. الأهرام: ما إمكانية أن تكون هناك إدارة للاتصال الجماهيرى مع أطباء الكبد المتخصصين واللجنة القومية للفيروسات الكبدية للرد على الاستفسارات والشائعات التى تتردد كثيرا فى الإعلام؟ د.منال حمدى السيد: بشكل عام نحن نعمل من خلال اللجنة القومية على تدريب شباب الأطباء بالمحافظات ونقل الخبرات والبروتوكولات العلاجية المستحدثة بصورة دورية، كما سنعمل خلال المرحلة المقبلة على وضع آلية للرد بصورة دورية على استفسارات الإعلام والمرضى والجماهير عبر الموقع الإلكترونى التابع للجنة القومية بحيث يتم الرد على جميع التساؤلات إضافة إلى طرح نتائج الدراسات السريرية وكذلك نسب الاستجابة للعلاج بصورة دورية. إضافة إلى ذلك فإننا فى المرحلة الحالية فى حاجة توثيق نتائج الاستجابة للعلاج ولتحقيق ذلك فنحن نطالب المرضى الذين أنهوا البرامج العلاجية أن يعودوا لمراكز العلاج بعد 3 أشهر من نهاية العلاج لإجراء التحاليل والتأكد من أنهم تخلصوا بالفعل من الفيروس، وتشجيعا لهم فإننا سنصدر شهادات تفيد بشفائهم التام من فيروس سى كما سيفيد هذا الإجراء فى تقدير نسب الحالات التى تتعرض للانتكاس وكذلك سرعة إدراجهم فى البروتوكولات العلاجية البديلة. شارك بالندوة: د.شريف عبد الفتاح: أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بالأكاديمية الطبية العسكرية د.أحمد الجارم: استاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب جامعة القاهرة د.أيمن يسري: أستاذ ورئيس قسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العيني د.جمال عصمت: أستاذ امراض الكبد بطب قصر العينى وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية د.مجدى الصيرفي: أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بقسم الأمراض المتوطنة بطب قصر العينى وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية د.يحيى الشاذلي: أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس، وعضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية د.أشرف عمر: أستاذ الكبد بطب القصر العيني، وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية د.هشام الخياط: أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد «تيودور بلهارس» د.إمام واكد: أستاذ الكبد بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية وعضو اللجنة القومية للفيروسات الكبدية د.منال حمدى السيد: نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية وأستاذ طب الأطفال بطب عين شمس د.وحيد دوس: رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية