بوابة شموس نيوز – خاص :إنطلاقا من مقولة إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا أقول بإن كرة القدم بمتعتها وشعبيتها وشعبية نجومها وجنونها طبعا و الذي أصبح يسيطر على الكبار والصغار رجالاً في الجزائر اليوم، قد جعل هذه اللعبة طبعا تصبح حباً وأملاً وعشقاً، وهو طبعا مما يستوجب على كل العاملين في حقل كرة القدم والرياضة عامة في الجزائر اليوم من إداريين ولاعبين ومدربين ومشجعين التحلي بالأخلاق الرياضية السمحة لأنهم في الحقيقة من المفروض أن يكونوا هم القدوة، كما يجب أيضا أن تكون أخلاق العاملين في المجال الرياضي هم أولى من يتميز بالصفات المطلوبة كمحدد أساسي للانخراط في العمل الرياضي لأن الاهتمام والتمسك بالأخلاق الحميدة والقيام بالتصرفات السليمة التي تنم عن خلق رفيع، وأخص هنا اللاعبين لأنهم القدوة لملايين البشر الذين يتابعونهم ويتعلقون بهم ويعشقونهم، وبالتالي يتأثرون بتصرفاتهم، فإن كان لاعب كرة القدم خلوقاً وروحه طيبة فإن ذلك سيؤثر إيجاباً في المتابعين والمشجعين، خاصة البراعم والناشئين، كما ستتجسد تلك الصفات الجميلة في شخصياتهم وينعكس في حياتهم اليومية، خاصة تلك التصرفات التي تظهر عند الفوز والخسارة على حد السواء وهذا طبعا مما يشيع المفهوم الراقي لكرة القدم الجزائرية بأنها مجال للتنافس الشريف والسعي من أجل تحقيق الإنجازات واعتلاء منصات التتويج وتحقيق الألقاب بالمنافسة بالبذل والعطاء والتضحية وفقاً للقانون والعدل وتقبل النتيجة بروح عالية 0 هذا طبعا مع الإيمان القاطع بأن كرة القدم هي هدف ومعنى وأن الفوز والخسارة هي إحدى مفرداتها في النهاية وعلى الجميع أن يتقبل ذلك بالروح الرياضية السمحة 0 هذا طبعا وتبقى الأخلاق الرياضية بشكل عام سلوك مكتسب ينتج عن البيئة المحيطة باللاعب منذ نعومة أظفاره ومن خلال سلوكيات أفراد أسرته ومجتمعه الصغير في مكان السكن أو المدرسة ومجتمعه الكبير في البلد الذي يقطن فيه، فالنسيج الاجتماعي يشكل المكونات الأخلاقية للأفراد ويعتبر من أهم المقومات التي يتم عليها تأسيس قاعدة سليمة وبناء متين للاعب كرة القدم في عالم اليوم 0 هذا طبعا وتتضاعف أهمية الأخلاق لارتباط المستديرة الساحرة بشريحة الشباب الجزائري التي على أكتافها تبنى حضارة الأمة الجزائرية0 نقول هذا طبعا لأن كرة القدم في الحقيقة ما هي إلا جملة من المبادئ والقيم تعتمد على زرع الثقافة الرياضية وتأصيلها وتعليمها للناشئة وتربيتهم عليها حتى يتخلقوا بها في سلوكياتهم العامة والخاصة وداخل ملاعب كرة القدم وخارجها وتسخيرها لخدمتهم الخاصة وللمجتمع والوطن، فالأخلاق صادرة عن النفس الإنسانية لتعبر عن شخصية صاحبها وطبائعه، ومن هنا تأتي أهمية الأخلاق حيث لها التأثير الكبير في سلوك الإنسان الجزائري وتصرفاته وأفعاله وردود أفعاله وعلاقته بالمجتمع وبالآخرين، فأي عمل يقوم به الإنسان الجزائري في حياته سيكون مراقباً من قبل ضميره ومسيرا تبعا لأخلاقه، وأهمها في مباريات كرة القدم على وجه الخصوص، حيث إن التنافس الشريف وإثبات الذات والقدرة على التفوق بالوسائل المشروعة وضمن ظروف المنافسة العادلة والبعيدة عن الخروج عن الخلق الرياضي القويم، تلك الأمور لها أهمية أكبر من تحقيق النتائج وحصد الألقاب 0 هذا طبعا وستبقى كرة القدم الجزائرية عبارة عن المبادئ الرياضية التي كانت وما زالت وستظل منهجاً ومنبراً للأخلاق والقيم والمبادئ والمثل العليا، خاصة وأنها في الحقيقة تعتبر ترويضا للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس 0 لذا يجب أن يتحلى اللاعب بالأخلاق الفاضلة لأن تحقيق الانتصار والصعود إلى قمة الشهرة يحتاج إلى جهد ومثابرة وتفان وإخلاص ومقدرة على الصبر واستخلاص الإبداع والتميز والتمتع بالتواضع 0لأن الشهرة في كثير من الأحيان تجعل الإنسان صوابه وتنسيه أمورا كثيرة وتغير في سلوكياته، بل تؤدي في أغلبية الأحيان، خاصة عند ضعاف النفوس، إلى الانحراف إن لم ينضبطوا بالأخلاق. هذا طبعا وتبقى هناك معايير أخلاقية يجب التحلي بها وأمور تحكم لاعب كرة القدم في تصرفاته وتجعله من زمرة اللاعبين الخلوقين كإحترامه حقوق وإنسانية الآخرين إن كانوا زملاء أو خصوما، وأن يتعامل معهم بعدل ومسؤولية وعدم إيذائهم بالقول أو الفعل، أو يفعل ما يعرض سلامتهم البدنية أو النفسية للإيذاء، هذا من جهة ومن جهة ثانية هناك أيضا معايير أخلاقية للجمهور الموجود في الملاعب ونتيجة لانفعالهم وعدم السيطرة على أعصابهم قد لا تمثل الأخلاق الرياضية معاني جوهرية لهم، فكل المشجعين لا يتمنون ولا يقبلون الخسارة وفي بعض الأحيان يقوم الجمهور بتصرفات غريبة ومنافية للأخلاق نتيجة تعرض فريقهم لخسارة ما، فيخرج المشجعون عن طورهم فيشتمون الحكام واللاعبين والمدربين ويشتمون جماهير الفرق المنافسة ولا يقف الأمر عند الشتم والإهانات فقط، بل يتعدى ذلك إلى التعرض للاعبي وجماهير الفريق المنافس وضربهم، وأحياناً ينتهي بهم الأمر إلى إحداث الأذى الجسيم، إن كل هذه الأعمال تدل على البعد الأخلاقي الضعيف والضيق والتعصب الأعمى، هذا طبعا ويبقى الأمثل والأفضل هو أن يتمتع جمهور كرة القدم الجزائرية بثقافة تشجيع فريقه بلا تعصب ودون استخدام ألفاظ سيئة ضد الفرق المنافسة، كما يجب أن يستمر في تشجيع فريقه عند هزيمته ليتجاوز هذه الهزيمة. وبذلك يكون تشجيع الجمهور مثالياً بعيداً عن التعصب أو إحداث الشغب، فالتعصب الأهوج وانعدام الثقافة الرياضية من العوائق الرئيسة في مسيرة تقدم كرة القدم الجزائرية وبنائها السليم. أما الإداريون في عالم كرة القدم الجزائرية في الحقيقة لا فرق بينهم وبين المشجعين العاديين إلا من رحم ربي، فهم الذين يثيرون المشجعين بحركاتهم واعتراضاتهم على الحكام وغيرهم، أما الذين ينحرفون ويتخطون الحدود بمحاولات الرشا لأي جهة كانت فهؤلاء يقودون دفة سفينة كرة القدم الجزائرية إلى الهلاك، ولأن مثل هذه الأمورعادة تؤدي إلى فضائح تهز قوى عرش الكرة الجزائرية خاصة فضائح التلاعب بالنتائج لذا طبعا لابد من ضوابط إيمانية تضبط أخلاق مسيري كرة القدم الجزائرية، حتى وأن كنا في الأساس متخلفون من ناحية المستويات العليا في لعب كرة القدم ونحتاج إلى عقود ولا أقول إلى سنين عديدة وأزمنة مديدة لنحقق بطولات عالمية فعلينا أن نتمسك بأخلاقياتنا، لأنها طبعا تعتبر عزاؤنا الوحيد التي تشعرنا بجمالية وروعة الأخلاق التي تسود حولنا من خلالها روح المحبة والمودة والألفة. هذا طبعا ويبقى على المدربين، وهم قادة الفريق، أن يعملوا على تهدئة اللاعبين وتوجيههم والسيطرة عليهم وإعادتهم إلى وعيهم وعدم الانخراط معهم في السب والشتم والاعتراض على قرارات الحكام مهما كانت أو التعدي على الخصوم بمبررات أو دون مبررات، وعدم استخدام الحركات التي يحاولون من خلالها التأثير في قرارات الحكام، فالمدرب الهادئ المتزن المتعقل يستطيع بحكمته إعادة الأجواء إلى طبيعتها ويستطيع فرض العقوبات على اللاعبين المشاغبين كسبيل لردعهم عن أخطائهم، أما المدرب العصبي الهائج المتسرع فيسيء إلى نفسه وإلى الآخرين ويزيد الأمر سوأً في وقت يحتاج فيه الجميع إلى إنسان عاقل يتحكم في الأمور، وقد تشتعل المدرجات نتيجة اعتراضاته، والمدرب الذي يتمتع بأخلاق حميدة رفيعة يتخرج من بين يديه لاعبون يتمتعون بصفاته وأخلاقياته نفسها. هذا طبعا ويبقى للإعلام الرياضي الجزائري أيضا دور كبير في نشر الأخلاق الرياضية، فهو الذي يجب عليه أن تقود عملية التوجيه والإرشاد والتعليم، وهو الوسيلة الأنسب لنشر الوعي والأخلاق الفاضلة، وعن طريقه يمكن إعادة المجتمع الرياضي الجزائري إلى المنهج الصحيح السليم وهذا طبعا بنشر الفضائل ومحاسن التحلي بالخلق القويم، فسكوت وسائل الإعلام الرياضيعن بيان الأخطاء ومعالجتها يؤثر بشكل كبير في عالم كرة القدم الجزائرية، هذا طبعا مع زرعها الروح الإيمانية في الرأي العام الشباني التي تقود نحو الأفضل، هذا طبعا ويبقى الإيمان الكامل بأن كرة القدم هي فوز وخسارة، وامتلاك الروح الرياضية وتقبل النتائج مهما كانت، والعمل الجاد والمتواصل لتحسينها وفق الأنظمة والقوانين، كلها أمور مهمة لبناء كرة قدم جزائرية مزدهرة، هذا طبعا مع فتح المجال لإبتكار الشعارات واختيار العبارات المؤثرة التي لها تأثير كبير في تقويم الرياضة ونشر الأخلاق الرياضية السمحة التي تساعد الشباب الجزائري على الاستمتاع بكرة القدم 0 هذا من جهة ومن جهة ثانية لا بد من إبتكار أسلوب فاعل أيضا وهو فضح الممارسات الخاطئة التي تقود إلى تردي خلق كرة القدم الجزائرية ووضع الحلول لمعالجتها، لذا طبعا فإن مسؤولية الإعلام الرياضي الجزائري تعتبر على درجة كبيرة من الأهمية لذا طبعا يجب أن ترتكز على نشر الوعي الرياضي وبيان محاسن الأخلاق وكشف الممارسات والأساليب التي لا تمت إلى لعبة كرة القدم بصلة.