في نهاية القرن 19 وصف إميل زولا الصحافة بأنها: فيروس المعلومات المفرطة التي اخترقتنا إلى العظام. وفي تلك الفترة اخترع الأخوان لوميير السينما التي أثارت حينها غضب عدد من الخبراء، واتهمها الأطباء بأنها نفسياً تسبب الأزمات العصبية والهلوسة واضطرابات البصر. شيء مماثل قيل عن الإذاعة، ثم اتهم بعدها التلفزيون بكل ما هو سيئ، وعده الكثير من المتخصصين عاملاً لتخدير عقول المشاهدين وتشجيع الأطفال على العنف، ويقوم بتحويل المواطنين إلى جمهور سلبي. اليوم تقريباً نردد الشيء نفسه حول الشاشات المحيطة، وشبكات التواصل الاجتماعي، للدرجة التي دفعت علماء النفس للربط بين هذه التقنيات واضطرابات التركيز. مما لا شك فيه أن وسائل الإعلام في كل عصر تشكل تقريباً علاقتنا بالعالم، وبالفضاء العام من حولنا. ومن الطبيعي أن يجري كل جيل مناقشات مماثلة حول الجديد الذي يغزو حياتنا. غير أن الثابت أيضاً أن القلق الحقيقي هو من المغالاة في الانغماس في عوالم المعلومات ونظائرها الافتراضية، وهو ما يحدث دائماً في ظل عدم التوازن بينها وبين الكتاب والفاعليات المباشرة الأكثر إنسانية