رئيس المنتدى الزراعي العربي: التغير المناخي ظاهرة عالمية مرعبة    هشام نصر يوجه الشكر إلى اللجنة المنظمة لبطولة إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: هذا ما ينقص الزمالك والأهلي في بطولات أفريقيا    بالمخالفة للدستور…حكومة الانقلاب تقترض 59 مليار دولار في العام المالي الجديد بزيادة 33%    بالصور.. نائب محافظ البحيرة تلتقي الصيادين وتجار الأسماك برشيد    عباس كامل في مهمة قذرة بتل أبيب لترتيب اجتياح رفح الفلسطينية    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    قناة الحياة تحتفل بعيد تحرير سيناء بإذاعة احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    مباشر الدوري الإنجليزي - برايتون (0)-(3) مانشستر سيتي.. فودين يسجل الثالث    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    "انخفاض 12 درجة".. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة الحارة الحالية    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    جوائزها 100ألف جنيه.. الأوقاف تطلق مسابقة بحثية علمية بالتعاون مع قضايا الدولة    هل الشمام يهيج القولون؟    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    وزارة التموين تمنح علاوة 300 جنيها لمزارعى البنجر عن شهرى مارس وأبريل    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    10 ليالي ل«المواجهة والتجوال».. تعرف على موعد ومكان العرض    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    افتتاح مبهر للبطولة الإفريقية للجودو بالقاهرة    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    النيابة العامة في الجيزة تحقق في اندلاع حريق داخل مصنع المسابك بالوراق    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    تأمين امتحانات الترم الثاني 2024.. تشديدات عاجلة من المديريات التعليمية    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب 42 مليون جنيه خلال 24 ساعة    "ميناء العريش": رصيف "تحيا مصر" طوله 1000 متر وجاهز لاستقبال السفن بحمولة 50 طن    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة بأطفيح    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    مدحت العدل يكشف مفاجأة سارة لنادي الزمالك    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرائم «النت» تدق ناقوس الخطر

على رغم كل مزايا وفوائد الشبكة العنكبوتية «النت»، إلا أن الاستخدام السيئ لها، جعلها أسرع الطرق والوسائل لارتكاب أخطر جرائم العصر، وفى مقدمتها الإرهاب، حيث تقوم الكثير من التنظيمات الدولية الإرهابية وفى مقدمتها «الإخوان» و«داعش» بتجنيد عناصر لها عبر النت، تتولى تنفيذ العمليات الإجرامية فى دول بعينها لصالح دول محددة أو مخابرات دول كبرى لها أهداف خاصة فى أى منطقة من مناطق العالم، ويتجلى ذلك فى الشرق الأوسط الذى صار مسرحاً كبيراً للإرهاب الإلكترونى، حيث يصعب على أى جهة أمنية فى العالم السيطرة على هذا «الواقع الافتراضى»، حيث منحت التطورات الإلكترونية المتلاحقة مساحة كبيرة لجماعات التطرف مكنتها من بث سمومها وشائعاتها التى تستهدف تمزيق أركان الدول وزعزعة أمنها واستقرارها.
وجرائم النت لم تعد تقتصر على صناعة الإرهاب فقط أو ترويجه وتدريب عناصره وكوادره وإقامة الندوات واللقاءات لقياداته، وإنما تجاوزت ذلك إلى ما يعرف ب«المخدرات الرقمية» والتى بدأ عدد كبير من الشباب يهفو إليها أو كما قالوا ل«الوفد» (يعملوا أحلى دماغ مع الوهم الإلكترونى).
وهناك أيضاً ما عرفه الخبراء باسم «الانتشاء بالهلاوس»، حيث يتم اصطياد المراهقين المترددين على الإنترنت ب«الضوضاء البيضاء» والموسيقى المخدرة للأعصاب وغيرها من الجرائم التى تكشف الوجه الآخر لأحدث وسيلة تواصل فى العصر الحديث.
«الوفد» فى هذا الملف تدق ناقوس الخطر وتحذر من النتائج وتطالب بسرعة التحرك للعلاج ومواجهة التحديات
الإرهاب الإلكترونى.. أسوأ نموذج لمصائب "النت"
الإرهاب الإلكترونى أصبح أحد أخطر الجرائم التى ترتكب من خلال شبكة الإنترنت، خاصة بعد أن استطاع الإنترنت اختراق جميع الحدود الدولية، وهو ما صار يهدد الأمن القومى.
وتختص وزارة الداخلية بمكافحة الإرهاب الإلكترونى بالمواجهة الفعالة لهذا النوع من الإرهاب من خلال الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق، التى تتابع ما يبث عبر شبكة الإنترنت للتوصل إلى الاستخدامات غير المشروعة لحماية الأمن القومى، وإجهاض المخططات الإرهابية التى تستغل الإنترنت. وبالتالى فهى تتابع ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت، لفحص كل ما من شأنه تهديد الأمن القومى، واتخاذ الإجراءات القانونية لمواجهة ذلك التهديد.
فى البداية يجب أن نشير إلى ما أكدته بعض التقارير الأمنية السنة الماضية من أن جماعة الإخوان جعلت من الإنترنت وكراً لممارسة أعمال العنف والإرهاب عبر إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى بحسابات مزورة للتحريض على العنف والقتل لضباط الشرطة... ولا سيما العاملين بالأمن الوطنى ونشر أسمائهم الحقيقية وأرقام تليفوناتهم وعناوين منازلهم.
والخطير هو ما تقوم به بعض الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم داعش من تجنيد عناصر عبر الإنترنت... علماً بأنه بعد تضييق السلطات فى مصر على مواقع التواصل الاجتماعى ومراقبتها والتى كانت وسيلة لانضمام الشباب لداعش، لجأ «وسطاء» هذا التنظيم الإرهابى إلى تجنيد الشباب من المساجد.
واللافت للنظر أن هذه الجماعات والميليشيات الإلكترونية التابعة لها ومنها الإخوان المسلمين وكل المحرضين على الدولة تستخدم مواقع التواصل بإنشاء صفحات مشبوهة لاستقطاب شباب غير واع وجذبهم بمعلومات تحريضية كاذبة، وكان أبرزها فى الفترة الأخيرة ما تردد عن مشروع قناة السويس والتى أراد الرئيس عبدالفتاح السيسى إنشاءه بأموال مصرية خالصة حتى لا يكون لأى دولة -يمكن أن تمول هذا المشروع العملاق إملاءات على الأمن القومى المصرى.
فقامت هذه الميليشيات بنشر الأكاذيب مثل أن الرئيس أخذ أموال المصريين دون وجه حق، ووعد بدخل يصل لمئات المليارات لخزينة الدولة ولكن هذا لم يحدث. وأيضاً ما تردد عن المؤتمر الاقتصادى والتشكيك فيه والترويج بأن الرئيس خدع الشعب وهم يروجون ذلك بهدف زعزعة الاستقرار.
التحريض الالكترونى
قال اللواء محمد صادق مساعد وزير الداخلية السابق وخبير مكافحة الإرهاب إن التطورات الإلكترونية المتسارعة منحت هامشاً لجماعات التطرف والعنف بما قدمت لهم من فرص نشر واتصال لم تكن متاحة إلى جماعة أو تنظيم خارج عن القانون من قبل، كما مكنت قياداتها من الوصول بأفكارها الهدامة إلى الوصول لجماهير بشكل أوسع مما كانت عليه فى الماضى، مشيراَ إلى أن ذلك ساهم فى تنفيذ العمليات الإرهابية، من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية المتنوعة.
وأضاف «صادق» أن التنظيمات الإرهابية استطاعت الاستفادة من هذا التطور فى الاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أصبحت مصدراً رئيساً للأفكار وصناعة الرأى وغرس القيم فى ظل انغماس نسبة مهمة من الأجيال الجديدة وسط هذه التقنيات وتبادل مضامين رسائل تحمل عنفاً دون رقيب، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن هناك حوادث إرهابية وقعت فى بعض البلدان نتيجة أعمال ارتكبها شباب متحمسون تلقوا التحريض الفكرى، وتدربوا على طرق التنفيذ من خلال محتوى مواقع التطرف والتحريض المنتشرة عبر شبكة الإنترنت.
وقال الدكتور عوض خليل خبير فى علوم الحاسب الآلى- إن كل من يملك الدخول على الإنترنت يمكنه أن ينشئ موقعاً له وينشر عليه ما يشاء من بيانات. ويمكن تتبع هذه المواقع.
فبعض الدول ومنها المملكة العربية السعودية تقوم بعمل ما يشبه الفلاتر أو المرشحات على شبكة الإنترنت لحجب المعلومات التى لا تريد بمجموعات معينة الاطلاع عليها... وتلك التكنولوجيا متاحة... لكنها مكلفة جداً.
لذلك يمكن للحكومة بالتعاون مع بعض الشركات الكبرى عمل هذه التكنولوجيا للتحكم فى المعلومات المنشورة على شبكة الإنترنت.
ونظراً لإمكانية فرض الحماية على تلك المواقع نجد القائمين عليها يقومون بتغييرها من وقت لآخر، وينطبق هذا على مواقع الإرهابيين.. بل إنه يمكن تتبع تلك المواقع ورصد الأشخاص الذين يستخدمونها والكشف أيضاً عن مرتاديها.
مرحلة المواجهة
وحذر مصر أمنى بوزارة الداخلية من خطورة ما سماه بالإرهاب عبر الانترنت، مشيراً إلى أن الإرهاب انتقل من مرحلة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية إلى الإنترنت، حيث يتم التمهيد والتحضير لارتكاب عمليات إرهابية من خلال شبكة الإنترنت تكتمل من خلالها الأعمال التحضيرية، وإعداد مواد أولية متداولة فى السوق يمكن توليفها لإتمام التفجيرات.
وأضاف المصدر الأمنى أن ركائز المنظومة الأمنية التى أدت إلى نجاح المواجهة ضد الإرهاب، انتقلت من مجرد رد الفعل الى مرحلة المواجهة فى المهد. الإجراء الأهم يتمثل فى سعى وزارة الداخلية لاستصدار تشريعات قانونية تسهم فى سرعة محاصرة ما تسميه الإرهاب الإلكترونى وتشمل تغليظ العقوبات على من يمارس جريمة التحريض الالكترونى فضلاً عن تجريم محاولات اختراق الشبكات السيادية، حيث إن قانون العقوبات الحالى لا يجرم إلا الحالات التى ينتج عن الاحتراق فيها تخريب وأحداث أضرار.
اصطياد المراهقين ب«الضوضاء البيضاء» والموسيقى المخدرة
أكدت دراسة عن استخدام الإنترنت فى تعاطى المخدرات «المخدرات الرقمية» Digital Drugs صادرة من وزارة الداخلية قطاع الشئون الفنية الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق إنه حدث تطور جديد فى الفكر الإجرامى باستخدام شبكة الإنترنت كوكر لتعاطى المواد المخدرة!!
وأشارت الدراسة التى أعدها الدكتور أبوسريع عبدالرحمن إلى أن المخدرات الرقمية عبارة عن ملفات صوتية تحتوى على نغمات أحادية أو ثنائية يستمع إليها المستخدم تجعل الدماغ يصل إلى حالة من الخدر تشابه تأثير المخدرات الحقيقية أو على الأقل هذا ما يدعيه البعض.
وقد صممت هذه الملفات الصوتية أو المخدرات الرقمية لمحاكاة الهلاوس وحالات الانتشاء المصاحب لتعاطى المواد المخدرة عن طريق التأثير على العقل بشكل اللاوعى، هذا التأثير الذى يحدث عن طريق موجات صوتية غير سمعية للأذن تسمى الضوضاء البيضاء مغطاة ببعض الإيقاعات البسيطة لتغطية إزعاج تلك الموجات.
ويأتى التأثير المطلوب من خلال سماع تلك الموجات من سماعات أذن استريو لاحتواء الملف على موجتين مختلفتين لكل أذن بالإضافة إلى برنامج متخصص لتلك النوعية من الموسيقى يسمى I- Doser.
ويقوم المستخدم الراغب فى شراء المادة المخدرة باختيار الجرعة الموسيقية ونوعها من بين عدة جرعات متاحة على الموقع، يمثل كل منها نوعاً من أنواع المخدرات التى يرغب فيها هذا المستخدم وسماعات ستريو MP ثم يقوم بتحميل ما تم اختياره وشراؤه من ملفات على مشغل أغانى للأذنين والاستلقاء فى غرفة بها ضوء خافت وتغطية العينين والتركيز على المقطوعة الموسيقية، وتكفى 30 دقيقة للمخدرات المعتدلة أو 45 دقيقة للمخدرات شديدة التأثير.
وبذلك أصبح انتقال المتعاطى إلى أحد الأوكار الإجرامية لشراء المادة المخدرة أو تعاطيها سلوكاً تقليدياً قديماً بدأ فى الأفول والزوال بفضل التقنية الرقمية الجديدة التى أفرزت وكراً جديداً لتعاطى المواد المخدرات يحمل مزايا شبكة الإنترنت، فلم يعد استهلاك المخدرات يقتصر على ما كان يجرى سابقاً بحقنها فى الوريد أو بمضغها أو شمها أو تدخينها وإنما تطور الفكر الإنسانى ليحول نظم التعاطى إلى تعاطى إلكترونى أو تعاطى رقمى يحدث ذات التأثير الذى يحدثه المخدرات الطبيعية أو التخليقية الأخرى.
وأوضحت الدراسة كيفية التعاطى عبر شبكة الإنترنت، إذ يتمثل هذا التطور الحديث فى تعاطى المخدرات عبر شبكة الإنترنت فى جلوس تاجر المواد المخدرة أمام جهاز الحاسب الآلى الخاص به ليتلقى طلبات الشراء للمواد المخدرة عبر موقعه الإلكترونى، وهنا لا يقوم بإرسال أحد تابعيه ليسلم المادة المخدرة المشتراة، وإنما يقوم المشترى بالتعاقد على المخدر الذى يرغبه فى شكل ملفات، وهو ما يعرف ب Download عبر إجراء عملية تحميل المخدرات الرقمية.
ويؤكد المتاجرون فى المخدرات الرقمية من خلال مواقعهم الإلكترونية، على قانونية الملفات الصوتية أو المخدرات الصوتية والإلكترونية، استناداً إلى عدم وجود قانون يمنع تحميل الملفات الصوتية حتى وإن كان لها تأثير المخدر، فاستخدام الموجات الصوتية فى عمليات المحاكاة العقلية للأحاسيس المختلفة أمر مستخدم بالفعل فى مجالات أخرى كالعلاج النفسى وعلاج القلق والتوتر والأرق وعدم انتظام النوم من خلال بث موجات غير سمعية تؤثر فى اللا وعى للتحكم فى الحالة المزاجية.
وحول آراء أطباء المخ والأعصاب حول المخدرات الرقمية التى استند أبوسريع إليها فى الدراسة، أكد الدكتور راجى العمدة، مستشار طب الأعصاب باللجنة الطبية للأمم المتحدة، أن هذه الجرعات من الموسيقى الصاخبة تحدث تأثيراً «سيئاً» على مستوى كهرباء المخ وهذا لا يشعر المتعاطى بالنشوة والابتهاج فقط، لكنه يحدث ما نسميه طبياً ب«لحظة شرود ذهنى»، وهى من أخطر ما يكون لأنهم يشعرون وهماً بأنها نشوة واستمتاع، بينما هى لحظة يقل فيها التركيز بشدة، ويحدث بها انفصال عن الواقع وتكرار اختلاف موجة كهرباء الدماغ بهذا العنف وتأثرها بالصخب يؤدى ليس فقط للحظات شرود ولكن لنوبات «تشنج».
أما الدكتور محمد أحمد عويضة، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الأزهر، فيرى أن استخدام الموسيقى الصاخبة والمرتفعة جداً فى أغراض علاجية ثابت بالعلم، فهى تغنى عن عقاقير الهلوسة التى تستخدم فى العلاج وتسبب الإدمان، وهو ما يعرف بتكنيك «الهولو تروبيك» ويسمح للمستمع بعد فترة بسيطة بالدخول إلى مرحلة تعرف ب«ما قبل الوعى» وهى مرحلة وسط تقع ما بين الوعى واللا وعى، وفيها يسترجع الرنسان ذكريات ويتعايش فى خيارات سابقة قد تكون مؤلمة ولا يستطيع تذكرها فى الظروف العادية، تلك اللحظات قد ترجع إلى لحظات ميلاده، وأشار إلى أن المخدرات الرقمية تدخل الشباب فى حالة مماثلة لتأثير «الهولو تروبيك»، لافتاً إلى أن هذه الطريقة العلاجية يجب أن تتم تحت إشراف طبيب لتحديد نوعية الموسيقى ومدة الاستماع لها، لأن تأثيرها قد يكون «مدمراً»، لأن لها نفس مفعول عقاقير الهلوسة وهى تؤدى للإدمان، ويختلف تأثير المخدرات الرقمية من شاب لآخر، لأن هناك بعض الأشخاص لديهم بؤر صرعية غير مكتشفة وهؤلاء هم من يصابون بالتشنجات لدى سماعهم هذه الموسيقى.
أيضاً استندت الدراسة إلى شرح الخبيرة الأمريكية فى التأثيرات العصبية والنفسية بريجيت فورجو.. هذه الآليات قالت عنها إن المواد الرقمية تعتمد على تقنية النقر فى الأذنين فتبث صوتين متشابهين فى كل أذن لكن تردد كل منهما مختلف عن الآخر.. الأمر الذى يؤدى إلى حث الدماغ على توليد موجات بطيئة مثل الموجات المرتبطة بحالات اليقظة والتركيز، مثل موجة «بيتا» المرتبطة بحالة الاسترخاء و«الفا» سريعة كموجات.
ويشعر المتلقى بحالة من اللا وعى مصحوبة بالهلوسة وفقدان التوازن الجسدى والنفسى والعقلى، وترى «فورجو» أن الاستخدام المفرط للأصوات المحفزة يمكن أن يؤدى على المدى الطويل إلى اضطرابات فى النوم أو القلق تماماً كاستخدام المنشطات التى تستعمل فى بعض الحالات المرضية كعلاج نفسى.
وأشارت الدراسة إلى أن سلطة وضع السياسات العامة المتصلة بالإنترنت هى حق سيادى للدول فهى التى تتمتع بالحقوق، كما تقع عليها المسئوليات فى مجال قضايا السياسات العامة الدولية المتصلة بالإنترنت، ومما سبق نجد أن للدولة الحق فى إدارة الإنترنت داخل الدولة ووضع السياسات العامة التى تكفل حماية حقوق جميع المواطنين وعدم تعرضهم لما يسىء لدينهم أو أخلاقهم، مع السعى لتمكين جميع المواطنين من الاستفادة بهذه التقنية الرقمية المتطورة وتأكيد حماية المواطنين من الآثار الضارة التى تنجم عن استخدام هذه التقنية، وبذلك يحق للدولة أن تضع القيود التى تراها محققة لسياستها العامة ودستورها.
لذا أوصى الباحث بإنشاء إدارات متخصصة لمتابعة ودراسة الظواهر السلبية التى تبث على الشبكة العالمية للمعلومات «الإنترنت» ووضع التصورات المستقبلية لها ومدى إمكانية تأثيرها على مستخدمى الإنترنت داخل الدولة ومقترحات معالجتها ومواجهتها، وأن يتم إنشاء تلك الإدارات المتخصصة فى القطاعات البحثية وأهمها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة تلك الظواهر الإجرامية على شبكة الإنترنت وأهمها إدارة مكافحة جرائم الحاسبات بالإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية.
"المخدرات الرقمية" أحدث بيزنس عالمى
انتشرت فى الفترة الأخيرة عبر «السوشيال ميديا» عمليات البحث عن المخدرات الرقمية وهى عبارة عن نوع من الموسيقى والذبذبات لتحسين المزاج.
لكن هل الهدف من وراء الاستماع إلى المخدرات الرقمية «الالكترونية» هو فعلاً تحسين المزاج وزيادة السعادة والشعر بالنشوة دون الحاجة لتناول الكحول والعقاقير المخدرة ومادة الهيروين والكوكايين؟ هل تعمل المخدرات الرقمية على تحسين مهارات التصور والتخيل وزيادة الثقة والتخلص من القلق؟ أم هى وهم ونوع جديد من إرهاب العقول؟ أم بيزنس عالمى خلف ستار «التكنولوجيا الرقمية»
«الوفد» سألت الدكتورة راندا أبوالمجد رئيس قسم الإدمان بوزارة الصحة وعضو الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان فقالت: إن هذا الملف بعد أن أثير منذ عام عبر وسائل الإعلام لكنه لم يأت إلى العيادات شاب واحد للعلاج من هذا النوع من الإدمان عن طريق سماع الموسيقى الرقمية، وأوضحت «ندا» أن أى ذبذبات كهربائية أو كهرومغناطيسية يمكن أن تؤدى إلى حالات من التشنج حسب الإيقاع الكهربائى فى المخ، ويمكن لأى شخص يتعرض للتليفزيون عن قرب أو يتعرض لجهاز «بلاى استيشن» ويستمع لأصوات وذبذبات معينة فمن الطبيعى أن تؤثر على قاع المخ وتقود إلى نوبات من الصرع والتشنج، وهذا كلام علمى لكن هل المخدرات الرقمية تحدث درجة من الإدمان أو حالة النشوة؟! وترد «أبوالمجد»: أعتقد أنه لم توجد دراسة بمثل هذا الموضوع فلا يوجد مرضى تعافوا من المرض، بحيث تجرى عليهم دراسة تحقق نتائج، وتعتقد «ندا» أنه ما زال هناك الكثير من الوقت على أن يقال إن هناك إدماناً لمثل هذا النوع من المخدرات الرقمية فلا توجد حالة إدمان واحدة للمخدرات الرقمية فى مصر ولكن وقوع أثر يؤدى إلى تشنجات ونوبات من الصرع فمن الممكن جداً أن يحدث.
وأكدت «ندا» أن الإدمان ليس مادة مخدرة بل الإدمان سلوك، وهو سلوك الشخص نحو كيفية التعامل مع أى تصرف.
فمن الممكن أن يكون شخص يلعب «بلاى استيشن ويموت لديه نفس الإحساس بالنشوة والسعادة وكأنه مثل أى شخص يتعاطى مخدرات، مشيرة إلى أن الشخص نفسه هو الذى يحدد إدمانه لهذا الشىء الذى يتعامل معه، فهل بدأ التعود عليه؟ هل زاد عدد ساعات استخدامه والتعرض له؟ هل بدأ يشعر أنه لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية من غير هذا الشىء؟ وإذا توقف عن استخدامه هل يشعر بانسحاب من القلق والتوتر والعصبية والنرفزة؟
وأكدت «ندا» أن الفكرة تعد سلوك إدمان وكيفية تعامل الشخص مع الشىء هو الذى يحدد ما إذا كان مدمناً أم لا؟ بغض النظر عما إذا كانت نوعاً من الموسيقى أو لعبة معينة أو «الواتس آب» أو الهيرويين أو أى مادة مخدرة.
وأشارت «ندا» أيضاً إلى أن إدمان الشباب استخدام الانترنت و«الفيس بوك» وأى سلوك يكتسبه الفرد يجري العمل على معالجته إلى أن يتوقف عنه نهائياً ونعلمه كيف يتفادى الرجوع إليه، ومقاومة التعرض للحظات ضعف.
وأكدت «ندا» أن الإنترنت و«الفيس بوك» بدأ الشخص التعود عليها بشكل كبير تعد إدمان مثل إدمان المخدرات إذا زادت ساعات استخدامها وعند عدم ممارسة الشخص لحياته الطبيعية إلا بوجود الإنترنت و«الفيس بوك» وعندما ينقطع «النت» حياته توقف وينتابه توتر شديد ونرفزة وعصبية وهياج شديد جداً، ففى هذه الحالة نقول إن هذا الشخص مدمن «الفيس بوك» و«النت».
إذن ليس أى شخص يجلس على «الفيس بوك» طوال اليوم نقول عليه مدمن، وتوجه «ندا» رسالة لكل أسرة أن تتوخى الحذر.. خاصة الذين يقولون أنا ابنى ليس مدمن مخدرات، فى حين أنه يغلق على نفسه باب الغرفة ويدمن شيئاً آخر، إذن عندما نجد شخصاً من الأسرة بدأ ينعزل ويجلس بمفرده لأوقات كبيرة، وينعزل عن الأسرة والمجتمع ولم يكن لديه حياة اجتماعية، على الأسرة الانتباه لهذا فوراً قبل أن يدخل لمرحلة الإدمان.
وأكدت الدكتورة إيناس الجعفراوى رئيس المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان أن «المخدرات الرقمية» ليس بها أساس من الصحة، لكنها مجرد فرقعة إعلامية وليست مخدرات.
وأوضحت أن هذا الصوت عبارة عن موجات ترددية سمعية للأذن وكل أذن مختلفة عن الأخرى وبالتالى المخ تحدث له حالة عدم اتزان ويصاب بحالة تشبه الغيبوبة وليس النشوة.، نتيجة الاضطراب الذى يحدث فى المخ، من تردد منخفض فى أذن وأخرى بها تردد عالٍ، وبعد ذلك هذا يؤثر على كل وظائف المخ، مشيراً إلى أن هناك من يقول إنه يمكن أن يعطى ملفاً موسيقياً تحت كافة أنواع مسميات المخدرات مثل عمل دماغ مورفين ودماغ هيروين، وكأنه يشعر بالنشوة الخاصة بالمواد المخدرة، لكن هذا الكلام ليس صحيحاً لم يحدث، ولكى نثبت أن هذا الكلام يحدث وصحيح يجب أن يتم تجريبه على مدمنين، وليكن مدمن هيروين.. لافتة إلى أن لبنان هو الذى أعاد المخدرات الرقمية، خاصة أنهم نفوا من قبل هذا الموضوع.. وقالوا إن المخدرات الرقمية ليست مخدرة، بل إنها تشبه «حفلة الزار» التى يفقد فيها الناس وعيهم.
وقال الدكتور فؤاد أبوالمكارم أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة.. إن هذا الكلام الذى تردد عبر «السوشيال ميديا» والدراسات والأبحاث عن موضوع وجود المخدرات الرقمية أنها نوع جديد من إدمان الشباب يعطى نفس أحاسيس المخدرات فهذا ليس صحيحاً.. هذا الكلام ليس له أساس من الصحة.. وما يحدث مع سماع الشباب ملفات موسيقية بصوت مرتفع غير منطقى.. وهذه الملفات الموسيقية الوهمية المقدمة للشباب هى نتاج شركات تجنى من وراء هذا الموضوع أموالاً طائلة.. ويخضع إليه الشباب، وعما ورد بدراسة العقيد الدكتور أبوسريع أحمد عبدالرحمن الصادرة من الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية عن استخدام الإنترنت فى تعاطى المخدرات الرقمية..
قال «أبوالمكارم» إن ما جاء بالدراسة عبارة عن تجميع ورصد لمعلومات، وليس لها أى أساس علمى من الصحة.. مؤكداً وجود علامات معينة فى علم البيولوجى تقول إن الشخص المدمن يتوافر فيه عدد من الملامح.. منها حدوث نوع من التحمل لمزيد من العائد الإيجابى بتزويد الجرعات.. أيضا ينتابه حالة من القهر فى عمل هذه العملية، وتتمحور حياته حول استخدام هذه الأنواع من الموسيقى وحدوث نوع من «الكريزنج» أو الولع الشديد بهذه بهذه الموسيقى وهذا السلوك.. لكن هذه الموسيقى لا تحدث نوعاً من الإدمان..، لأن الإدمان نجد فيه أن المادة الكيميائية تتفاعل مع نسيج الجسم، والنسيج العضوى وتتحول عمليات النفسية إلى اعتماد عضوى، وتحدث لديه أعراض انسحاب شديد الإزعاج.. وأكد أبو المكارم أن هذه الشعور لم ولن تحدث أثناء حالة سماع النغمات.. إذا لا يوجد شيء أسمه المخدرات الرقمية.. وليس هناك بحث واحد فى المجلات العلمية المحترمة المتخصصة خلال السنوات الماضية عن مصداقية المخدرات الرقمية.. ومن يتكلم عن هذا الموضوع هو مجرد قارئ شاهد معلومات عبر الإنترنت.
وأكد «أبوالمكارم» لم أجد بحثاً أو دراسة علمية واحدة تحدثت عن هذا المجال.. مشيراً إلى أن كل الأبحاث والدراسات التى كتبت عن هذا الموضوع عبارة عن معلومات من الإنترنت و«السوشيال ميديا».. وأضاف أن ما جاء بدراسة «أبوسريع» عبارة عن رصد، وليس بحثاً علمياً يؤكد أن هذه مخدرات أم لا؟
وأضاف أن كل هذه الدراسات والأبحاث ما جاء بها كلام تهريج.. وليست مبنية على أسس علمية.. ولن توجد حالة واحدة منذ بداية انتشار الظاهرة حتى الآن تعاطت المخدرات الرقمية.
الهواتف المحمولة أسرع وسيلة لإنتاج العادات السيئة
فى سبتمبر 2015، أصدر الباحث عباس سبتى، أحدث دراسة عن الأطفال المراهقين والأجهزة التكنولوجية.. أشارت الدراسة إلى تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عن أثر وسائل الإعلام بما فى ذلك التلفاز والوسائل الجديدة «الهواتف المحمولة - الآيباد - ومواقع الإنترنت الاجتماعية» على حياة الأطفال والمراهقين.
أكد التقرير أنه رغم أن وسائل الإعلام ليست السبب الرئيسى فى أى مشكلة صحية بالولايات المتحدة، لكن الدليل يبين أن هذه الوسائل تسهم بشكل كبير فى العديد من المخاطر الصحية لدى الأطفال والمراهقين ويتعلمون العادات السيئة، وصحيح أن هذه الوسائل تساعدهم على الحصول على المعرفة والتواصل إلا أن على الجميع التعاون فى الحد من مخاطر هذه الأجهزة والتقليل من استخدامها من قبل الأطفال والمراهقين وغيرهم.
وذكرت الدراسة أن معدل ما يقضيه الأطفال بين أعمار من 8 إلى 10 سنوات، هو 8 ساعات فى اليوم أمام أجهزة التكنولوجيا، والأطفال الأكبر سنًا والمراهقين يقضون بمعدل 11 ساعة يوميًا، ووجود جهاز التلفاز فى غرف نوم الأطفال والمراهقين يزيد من معدل هذه الساعات، حيث أفاد 71٪ من الأطفال والمراهقين أن لديهم جهاز التلفاز فى غرفة النوم، وهذا يجعلهم فى يقظة ونشاط زائد طوال الليل بدلاً من النوم.
ورغم هذا التغير، يبقى التلفاز بمعدله السائد 4 ساعات فى اليوم، لكن ثلث برامج التلفاز تعرض على الأجهزة البديلة «الكمبيوتر، والآيباد أو الهواتف المحمولة» وتقريبًا معظم الأطفال والمراهقين يستخدمون الإنترنت «84٪» وثلث عددهم يستخدمون الإنترنت فى غرف نومهم، ويقضى الأطفال المراهقون ساعة ونصف الساعة أمام الكمبيوتر يوميًا، ونصف عددهم يدخلون مواقع التواصل الاجتماعى، ممارسة الألعاب الإلكترونية ومشاهدة مقاطع الفيديو، و«75٪» ممن أعمارهم بين 12-17 سنة، يمتلكون الهواتف المحمولة وهى أكبر من نسبة 45٪ عام 2004، وتقريبًا أكثر المراهقين 88٪ يستخدمون الرسائل النصية «textmessaging» ويتحدث المراهقون عبر هواتفهم المحمولة من بقية الفئات العمرية عدا الكبار البالغين، لكن فى ثلاثة الشهور الأولى لعام 2011 المراهقون بين أعمار 13-17 سنة أرسلوا بمعدل 3364 نصًا مكتوبًا كل شهر، ونصف عدد المراهقين أرسلوا 50 رسالة نصية فى اليوم الواحد، وثلث عددهم أرسل 100 رسالة نصية كل يوم، ويدخل المراهقون مواقع التواصل الاجتماعى عبر هواتفهم المحمولة، وحسب تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الشبكات الاجتماعية، خصوصًا «فيس بوك» تعرض المخاطر المحتملة على المراهقين ويمارسون عدة المهام وغالبًا يستخدمون عدة أجهزة فى وقت واحد لكن هذه المهام غير فاعلة، على سبيل المثال استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة يؤدى إلى مخاطر الطرق.
إذ أفادت الدراسة أن ثلث عدد الأطفال والمراهقين لا يلتزمون بقواعد لوقت استخدام هذه الأجهزة، وكثير من الأطفال والمراهقين يشاهدون الأفلام المعروضة فى الإنترنت والتلفاز ودور المسرح والسينما وأكثرها ذات محتوى غير مناسب لسنهم، وهناك 60٪ من المراهقين يرسلون أو يتسلمون الرسائل النصية فى خفية ليلاً عن والديهم، وأفادوا أنهم يعانون قلة النوم والإرهاق بالمدرسة، وأشارت دراسة أخرى إلى أن 20٪ من المراهقين يرسلون أو يتسلمون محتوى إباحياً وجنسياً عبر الهاتف المحمول المرتبط بالإنترنت.
وأعربت الأكاديمية الأمريكية عن قلقها بشأن العنف الإلكترونى.
وقدمت الدراسة نصائح لأطباء الأطفال وأولياء الأمور منها:
- الحد من استخدام وقت الشاشة بين ساعة وساعتين فى اليوم الواحد.
- عدم استخدام الأطفال دون السنتين أجهزة التكنولوجيا.
- وضع التلفاز وبقية أجهزة التكنولوجيا خارج غرف نوم الأطفال والمراهقين.
- دراسة عادات استخدام أجهزة الإعلام للأسر لمعرفة مدى التزامها بتوصيات الأكاديمية الأمريكية.
- مشاهدة برامج التلفاز والأفلام وأشرطة الفيديو المتعلقة بالأطفال والمراهقين من أجل مناقشة الأسرة عن دورها فى تربية الأولاد.
توصيات للمدارس:
أطباء الأطفال خصوصًا الذين يقومون بدور استشارى إلى المدارس لهم أصوات مؤثرة فى المدارس والحى من تشجيع فريق طبى يعمل فى المدرسة والأسرة والحى، لذا يقوم أطباء الأطفال:
تثقيف المجالس المدرسية ومدراء المدارس بشأن المخاطر الصحية لاستخدام الأطفال والمراهقين أجهزة التكنولوجيا غير المراقبة، والحد من هذه المخاطر مثل منع العنف والتربية الجنسية وبرامج الوقاية من تعاطى المخدرات.
تشجيع استخدام التكنولوجيا المبتكرة التى لا تستخدمها المدارس مثل برامج التربية عبر الإنترنت للأطفال.
التعاون مع مجالس المعلمين وأولياء الأمور بشأن الحد من وقت استخدام الأجهزة ومدى مناسبتها للفئة العمرية للطلاب، وبالإضافة إلى استخدام أجهزة التكنولوجيا مثل الآيباد والحاجة إلى وضع قواعد صارمة لسلامة الاستخدام.
تعاون أطباء الأطفال مع الأكاديمية الأمريكية فى الطعن بصناعة الألعاب والتسلية من خلال:
- إقامة حوار مفتوح مع المنظمات الصحية مثل الأكاديمية الأمريكية والجمعية الطبية الأمريكية والرابطة الأمريكية لعلم النفس وجمعية الصحة العامة الأمريكية بشأن المحتوى الاجتماعى الإيجابى لأجهزة التكنولوجيا والتقليل من الآثار الضارة مثل التدخين والعنف والجنس.
- إنشاء قاعدة من البيانات والدراسات لمخاطر الإنترنت.
خطر على الأطفال
وتعليقًا على تلك الدراسة أكد الدكتور إبراهيم غانم، أستاذ علم النفس الاجتماعى بمركز البحوث الاجتماعية، أن عدد الساعات المناسبة التى يمكن أن يقضيها الطفل أمام الألعاب الإلكترونية أو وسائل الاتصال التكنولوجية تتراوح ما بين ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين فى اليوم كحد أقصى، بعد ذلك إذا زاد عدد الساعات عن ذلك يتحول لمرحلة إدمان، وبالتالى يصبح خطر من الناحية النفسية والاجتماعية والعقلية.
وأشار «غانم» إلى أن زيادة عدد الساعات للطفل أمام الأجهزة تجعله يعتمد اعتمادًا كليًا على هذا المصدر فى العلاقات والمعلومات والثقافة والترفيه، ومن هنا يكمن الخطر فى زيادة عزلته عن المحيط الاجتماعى بما فيها الأسرة التى ينتمى إليها، وهم أقرب الناس إليه، وبمرور الوقت تزداد العزلة ويصبح يعيش فى عالم افتراضى أكثر منه فى العالم الواقعى، وهذا له أضرار كثيرة جدًا من أهمها عدم القدرة على التعامل مع مشكلات الحياة الاجتماعية وأكثر عصبية فى الحياة، على عكس ما تطلبه الحياة الواقعية لنا.
مصرفي ذيل سرعة الإنترنت ب 1.7 ميجابايت فى الثانية
أجرت وكالة We Are Social's المتخصصة فى الدراسات التسويقية احصائية حول متوسط سرعة الانترنت فى أكثر من 232 دولة حول العالم، للعام الحالى 2016.
وركزت الوكالة على 30 دولة فقط منها مصر والسعودية والامارات بجانب دول عالمية كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وكوريا الجنوبية والصين وروسيا.
وكشف تقرير نشرته وكالة We Are Social's عبر موقعها الإلكترونى عن سوء خدمات الانترنت الثابت داخل مصر وتذيل مصر القائمة بمتوسط سرعة اتصال بالانترنت بلغ 1.7 ميجابايت فى الثانية وهى نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بباقى البلدان، في حين احتلت كوريا الجنوبية المركز الأول بأعلى سرعة انترنت تقدمها لمستخدميها وبلغ متوسطها 20.5 ميجابايت فى الثانية.
وقد زاد عدد مستخدمى الانترنت فى مصر فى الفترة الأخيرة بنسبة 8٪ وهو ما يعنى استخدام 48 مليون مصرى للشبكة العنكبوتية من إجمالى عدد السكان البالغ 92.45 نسمة، منهم 23 مليون مستخدم يسجلون دخولهم على مواقع التواصل الاجتماعى عبر هواتفهم المحمولة خصوصاً «فيسبوك».
وتلك الزيادة الكبيرة تأتى فى ظل شكوى المواطنين من سرعة الانترنت المنخفضة جداً على مدار العديد من السنوات والتى لم يتم حلها حتى الآن.
كما صنف موقع net index مصر ضمن أبطأ 10 دول فى سرعة رفع الملفات على شبكة الانترنت، وتعد ضمن أقل 17 دولة كفاءة فى تنزيل الملفات من الشبكة العنكبوتية العالمية.
وتحتل مصر، وفقاً للموقع، المركز 175 فى سرعة تحميل الملفات بمتوسط 2.7 ميجابايت فى الثانية و183 فى سرعة تنزيل الملفات بمتوسط 0.79 ميجابايت فى الثانية، من بين 192 دولة يتابعها الموقع، واخرج موقع net index، مصر من تصنيف جودة الانترنت تماما.
وبالنسبة لخدمة الانترنت على الموبايل احتلت مصر المركز 84 فى تحميل الملفات من الشبكة بمتوسط سرعة يبلغ 3.3 ميجابايت فى الثانية مقابل المركز 96 فى سرعة رفع الملفات بمتوسط سرعة 0.8 ميجابايت فى الثانية من بين 112 دولة رصدها الموقع.
واللافت للنظر ان هناك دولاً أقل تكنولوجيا مقارنة بمصر، إلا أنها تفوقت من حيث تصنيف سرعات الانترنت مثل «جامبيا» التى تقع فى المركز 182 عالمياً و«بنين» المركز 80 و«مالاوى» المركز 167 و«فلسطين» المركز 153.
واحتلت السنغال المركز التاسع فى قائمة أقل دول فى سرعات الانترنت بمتوسط سرعة بلغ 0.73 ميجابايت فى الثانية بينما احتلت «كوبا» المركز 186 عالميًا، والثامن بقائمة الدول الاقل فى سرعات الانترنت عقب تقييم متوسط السرعة بها بنحو 0،72 ميجابايت فى الثانية.
وحصلت دولة المغرب على المركز السابع فى قائمة تقييم متوسط الخدمة لديها مسجلة نحو 0.70 ميجابايت فى الثانية، ومحتلة المركز 187 عالميًا، فيما جاءت فنزويلا فى المركز السادس بالتصنيف بمتوسط سرعة تقدر بنحو 0.54 ميجابايت فى الثانية، تسبقها سوريا بالمرتبة الخامسة بمتوسط سرعة -.42 ميجابايت فى الثانية، وقبلها غينيا الاستوائية بالمركز الرابع وافغانستان بالمركز الثالث فيما احتلت الكونغو الديمقراطية المرتبة الثانية وتصدرت بوركينا فاسو قائمة الدول الاقل سرعة فى الانترنت.
.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.