ونباتات الخروع (اكونج akonj) كنت تجدها وبكثرة علي حواف الترع والمصارف في النوبة الغريقة وتنمو بسرعة وتكبر وان كانت جذوعها ليست قوية وتعطي انتاجا وفيرا وكان يتم عصر بذورها واستخراج ما يعرف بزيت الخروع من تلك البذور والتي تسمي بالنوبية (اكونجين نووي akonjen noy) وكلمة (نوي) بالنوبية تعني الدهن او السمن او الزيت واذكر ان الفنان صالح ولوليه رحمه الله وصف العجوزة بانها تستخدم زيت الخروع في شعرها حينما قال في اغنية من اغنياته (اكونجين نوويلوغ اوركا توريجا..) ووصف العجوزة بأوصاف لاتليق ..واذكر ان جدتي رحمها الله كانت كل عام وفي وقت معين كانت تتعاطي زيت الخروع وكذلك امها ويبدو ان هذا كان شائعا في قريتنا او في النوبة الغريقة بصفة عامة واتذكر ان من تلد كانت تتعاطي من زيت الخروع !!.. ويبدو ان هذا الزيت يساعد علي تنظيف المعدة مما يقي جسم الانسان من بعض الامراض وقد حاولت جدتي ان تعطيني من هذا الزيت او كما يسمي (شربة زيت الخروع) الا انني لم استطع ان اتقبل مذاقه الغير مقبول علي الاطلاق .. وحاولت مرارا وتكرارا وذلك بخلطه مع شراب الكركديه حتي يكون مقبولا وفي القاهرة حاولت امي ان تعطيني مخلوطا بالبيبسي ومع هذا لم استطع تقبله والقليل الذي تسرب منه الي معدتي كان له التأثير المطلوب ولا ادري لماذا في القاهرة كان من يتعاطي هذا الزيت يتناول شوربة الفول النابت ؟..وحتي الان هناك بعض كبار السن ممن اعرفهم وارتبط بهم بصلة القرابة يتعاطونه كل عام .. وأيضا كنا نستخدم بذور شجر السنط التي تسمي (القرض) وبالنوبية تسمي (جورتي jortty) في علاج بعض حالات السعال وكذلك في دباغة الجلود حيث كنا نقوم باستخدام جلود الماعز ( قربة ) بعد دباغتها في عملية فصل الزبدة وتسمي بالنوبية (فروو(furooعن اللبن الرايب وايضا كنا نستخدم جلد الماعز في تغليف الدف المسمي بالنوبي (تار) وكان يتم تسخينه حتي يعطي صوتا قويا في( الاراجيد.) اي الرقص النوبي….حياتنا في النوبة الغريقة كانت تعتمد علي ما ننتجه من الارض ومن ما نقوم بتربيته في بيوتنا من انعام ودجاج وحمام وارانب حياة كانت اقرب الي الفطرة والطبيعة التي تسعي اليها الان كل الشعوب لتجنب الاثار الجانبية التي تولدت من المدنية الزائفة …….يحيي صابر