ومن الاشياء التي كانت متوفرة في النوبة الغريقة ولم اجد مثيلاتها في النوبة المستنسخة او اي مكان اخر (كيدنكرجو) اي الحجارة الكاملة النضج وكانت عبارة عن حجارة سوداء شديدة الصلابة من الصعب كسرها ولم تكن كبيرة .. تقريبا كانت بحجم راحة اليدين معا بيضاوية او مفلطحة والبيضاوية كانت تستخدم في عمليات الطحن والسحق للمواد الغذائية الصلبة . ولم يكن يخلو بيت في النوبة الغريقة من (الجاو) وكانت عبارة عن قطعة كبيرة من حجر جرانيتي وعليها كانت تتم عمليه الطحن والسحق بواسطة تلك الحجارة وكانت تسمي بالنوبية (جاوينكوللو) . وكانت تلك الحجارة كثيرة في النوبة الغريقة وكانت متناثرة باحجام صغيرة ومتوسطة مختلفة علي الرمال الصفراء فكانت تشكل لوحات سيريالية جميلة وكانت متناثرة في قطاعات عريضة من الصحراء !! واذكر ان والدي رحمه الله حينما كان يزور القرية كان يهتم بجمع الحصوات النادرة حيث كانت تلك الحصوات جميلة وتكاد تكون شفافة وبألوان زاهية. وعرفت فيما بعد انه كان يبيعهم لجواهرجي وعلمت ان تلك الحصوات كانت تستخدم كفصوص للحلي والخواتم واذكر ان صديقه المرحوم صلاح عمر اعطاه ذات مرة حصوة من تلك الحصوات لم اري مثلها علي الاطلاق وقال لي والدي انه باعها بمبلغ عشرون جنيها ارسلهم لصديقه في وقت كان العشرين جنيها تغطي تكاليف شراء شبكة عروس.. وكانت هناك هضاب تحتوي الحجارة الرملية التي لم تكن تستعصي علي الكسر حيث كانت تستخدم في عمليات البناء والتشييد وكانت تسمي (سومي) وكانت هناك ايضا مرتفات من الجيرالابيض كنا نستخدمه في طلاء البيوت واحيانا كان يضاف اليها بعض الالوان مثل زهرة الغسيل وكذلك الوان طبيعية حمراء كنا نستخرجها ايضا من بين الصخور . وكان هناك جبال نأخذ منها ما نسمد بها زراعتنا تسميدا طبيعيا ممكن ان يكون نوعا من انواع الفوسفات وكان يطلق عليه (غسسا gassa) … ثم غرقت الجبال التي كانت تمدنا بالخير وغرقت الاحجار السوداء وغرقت ايضا الحصوات التي كانت نوعا من انواع الاحجار الكريمة وايضا كان مصدرا للدخل .. وارغمنا علي ترك بلادنا وخسرنا وايضا خسرت مصر الكثير بغرق بلادنا …. يحيي صابر