مدينه عموريه مدينة صغيرة من أجمل مدن دولة الخلافة العباسية تقع على الحدود الفاصلة بين دولة الخلافة العباسية ودولة الروم البيزنطية ,وتمكن ملك الروم من الاستيلاء عليها بعد ان هاجم مدينة "زبطرة " ، وارتكب فيها الجرائم البشعة ، فقتل الصغير والكبير ، وسبى من النساء أكثر من ألف امرأة بعد أن ذبح أطفالهن ، ومثَّل بمن وقع في يده من المسلمين وسمل أعينهم وقطع أنوفهم وآذانهم ، فأسر من أسر ، وسبى من سبى من أهل هذه المدينة الصغيرة الجميلة . ….. كان في عداد الأسرى فتاة رائعة الجمال ، سيق بها إلى سوق العبيد ، وصار المنادي ينادي عليها لبيعها . أفقبل أحد رعايا الروم … ففتنه وأعجبه جمال الفتاة فاشتراها من النخاس ودفع ثمنها . ولما أخذ الرجل الرومي الفتاة من يدها ، محاولا التحرش بها مممسكا بطرف جلبابها صارت تبكي بأعلى صوتها صارخةً : " وامعتصماه ، وامعتصماه " لافته أنظار الناس جميعاً وهي تبكي وتصرخ ، فبدأ سيدها الرومي يجلدها بسوطه وصت صياحها المتكرر قائلا لها :. وماذا يقدر عليه المعتصم وأنى له بي وبالغ في أذى المرأة وزج بها إلى السجن ؟ ……………. رأى احد الرجال الواقعة فنقلها للمعتصم فما لبث ان انتفض وهب واقفاً من مجلسه ،وألقى بكوب الماء الذي كان في يده ،وكتب رسالة إلى تيوفيل ملك الروم قائلاً له : من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي … وانطلق المعتصم رأس جيش كبير، جهّزه بما لم يعدّه أحد من قبله من السلاح والمؤن وآلات الحرب والحصار، حتى وصل إلى منطقة الثغور، ودمّرت جيوشه مدينة أنقرة ثم اتجهت إلى عمورية في جمادى الأولى 223 ه / أبريل 838م وضرب حصارا على المدينة المنيعة دام نصف عام تقريباً، ذاقت خلاله الأهوال ….. استسلمت المدينة، ودخلها المسلمون في 17 رمضان سنة 223 ه / 13 أغسطس 838م بعد أن قُتل من أهلها ثلاثون ألفا، وغنم المسلمون غنائم عظيمة، وأمر الخليفة المعتصم بهدم أسوار المدينة المنيعة وأبوابها وكان لهذا الانتصار الكبير صداه في بلاد المسلمين، وكان أول ما فعله المعتصم تحرير المرأة المسلمة من السجن قائلا لها : هل أجابك المعتصم قالت نعم. اتى المعتصم بالرجل قائلا للمراة قولى قولك فيه فقالت : أعز الله ملك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي. بحسبي من الفخر أنك انتصرت فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له. فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها: لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأرًا لك. ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر. ………….. تناول الشعراء هذا الحدث فى قصائدهم ومن اشهرهم الشاعر ابو تمام الذى قال عنه : فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطبِ فتْحٌ تفتّح أبواب السماء له وتبرز الأرض في أثوابها القُشُب ………. ووا معتصماه اين انت الان ؟ اميمه حسين