نعم قارئي العزيز .. هذا هو واقع الأمر منذ البداية و لكننا تهاونا في حق أنفسنا و تواضعنا أمام إمكانياتنا و تواكلنا إلى حد الخضوع الذى جذبنا للخلف لحد التراجع عن الشعور بقدراتنا و قوتنا وأضاع ثقتنا بأنفسنا لعقود متتالية ,رغم كل ما نمتلكه كشعب من قوة إرادة و صمود فإن هناك دائماً خوف من الأخر أن نمتلك زمام أمورنا من سياسة لإقتصاد و لقوة عسكرية ومؤسسات تدار بيدنا لهذه الدولة العريقة فالعالم أجمع يعلم تماماً قدرة المصرى علي الصمود و البناء عبر التاريخ و قدرته على لفظ أي دخيل أو طامع مهما كانت قوته . و من هنا كانت دائماً و (مازالت) الحرب الضروس لمقاومة أي إستقرارنا أو أى تقدم أو نماء سواء علي المستوي الداخلى أو الخارجي .. يا أهل بلدي .. يا شعب مصر لا نريد الإعتماد على من قاموا بمحاولات عديدة لقهرنا .. كفانا الإعتماد علي الآخر ليخطط لنا و يتحكم في مصائرنا .. انت مصرى و أنا مصرية .. نحن مصر التي يطمع الكل فيها و يسعى الجميع و يتفنن و يخطط لسحب و ابتلاع مواردها و طاقاتها الطبيعية و البشرية .. أين نحن من كل هذا ؟ ألا نشعر بقيمة ما نمتلك ؟ أليس هناك غيرة على أرضنا و أنفسنا ؟ لماذا نهلل عند ركوب أي رئيس جديد لكرسي الرئاسة بأمريكا ظناً منا أنه سيأتي إلينا بالنصر و رغيف العيش و الجنة التي لا تُطال إلا من خلالهم ؟ ألم نتعلم بعد ؟ ألم تصل الرسالة واضحة وضوح الشمس بإنه يجب علي الكل أن يخطط لنفسه و أن يعمل على حماية أرضه و كرامته و مقدراته ؟ ألم تصلنا حقيقة أن كل رئيس يأتي لهذا المنصب أمامه ملف و استراتيجية موضوعة على مكتبه وترشحه للرئاسة يكون بمثابة موافقة نهائية على تنفيذها و أولها المحافظة على مصالح إسرائيل داخل المنطقة العربية .. مهما كانت الوعود و مهما اختلف التكتيك و المنهج لتنفيذ هذه الإستراتيجية و لكن الهدف واضح لا يتغير لأن فيه المصلحة المشتركة للهيمنة على خيرات المنطقة ( التي لا يقوم شعوبها بإستثمار خيراتها لصالح أنفسهم و لا لخير البشرية) من وجهة نظر الطامعين شعوب لا تريد الصحوة من غفوتها و لكن خلقت لكي تعتمد على الغير و بالطبع هم الغير فأولي بهم ان يحاولوا أن يبتلعوا خيرات المنطقة من خلال تأمين وجود و استقرار الكيان الاسرائيلى ) بدلا من ان يقوموا بتأمين استقرارنا نحن .. . لا نريد ان نخدع انفسنا بمحاولات المغازلة الأمريكية للنظام بمصر .. فالسياسة تجبرك ان تتعامل بإحترام مع العقول التي تعرف كيف تفكر و تتحاور و تتخذ اصعب القرارات في ظل الأزمات و الكوارث و هذا ما نمتلكه الآن و هذا ما أثبتته القيادة المصرية للعالم .. ترامب يريد أن يضع يده في يد أقوى الأنظمة المتواجدة على الساحة العربية ( كفكر و استراتيجية فعالة بخطوات ناجزة على جميع المستويات ) خاصة و ان العالم كله الآن في مرحلة إعادة صياغة داخليا وهذا على مستوى العلاقات و التحالفات الكبرى التي تحدث الآن من الشرق إلى الغرب .. جملة أكررها دائماً أنه لا مكان بهذه المرحلة إلا للقوي فكراً و عتاداً و من يستطيع استباق الأخر بخطوة ) فلا مكان للضعيف أو المتخاذل أو لمن يفتقر للذكاء .. عالم اليوم و الغد لا يرحم من لا يعلم قيمة نفسه و قدرها بالفعل و على أرض الواقع . لنثق بأنفسنا و ننظر بترقب و حذر .. و نعتمد على انجازتنا نحن , لا مكان للتشكيك و لكن الفرصة الوحيدة الصحيحة هي الصمود و البناء و تقوية مكانتنا لنحصل على مكانة محترمة تفخر بها أجيال مصر القادمة لما قمنا نحن بتوفيره لها .. تحيا مصر الكرامة .. العمل .. البناء "قوتك في صمودك" .