شهد عام (2015) أحداثا كثيرة مهمة ومصيرية، ويمكن القول إنه كان عام الصمود والتحدى وانتصار الإرادة المصرية، واستكمال خريطة المستقبل لثورة 30 يونيو 2013 بعد انجاز الاستحقاق الثالث بانتخاب مجلس النواب، وهو أيضا عام انطلاق المشروعات القومية العملاقة، بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. وكان «بريد الأهرام» «نبض مصر» كما وصفه الراحل الأديب الكبير نجيب محفوظ، كعادته دائما يرصد ويتابع وينشر الأفكار والرؤى ويسجل للتاريخ بكل الصدق والتجرد والشفافية ما يدور على أرض المحروسة الى جانب دوره الانساني، فالبريد كان ومازال منبعا للخير والحب والجمال، يرفع دائما راية الأمل والتكافل والتراحم، ويعمل بالحكمة القائلة «بدلا من أن تلعن الظلام، عليك أن توقد شمعة». وفى هذا التقرير نرصد أحوال مصر خلال العام الماضي، كما سجلها قراء وكتاب «بريد الأهرام»، وسوف نجيب من خلالها على الأسئلة التالية: ما الذى كان سيحدث لمصر لو لم تقم ثورة 30 يونيو؟ ما هى مكانة القوات المسلحة المصرية فى قلوب وعقول أبناء الوطن؟ الرئيس عبدالفتاح السيسي.. كيف يراه المصريون؟ هل تراجع الإرهاب؟.. وعاد الأمل والأمان والاستقرار؟ ما حجم التحديات الخارجية التى يواجهها شعب مصر؟ ما هو مشروع العام وما معناه ومغزاه؟ استراتيجية مكافحة الفساد وآليات ذلك.. هل تغيرت؟ حديث ثورة 30 يونيو: لقد أنقذت هذه الثورة أمن مصر القومى من كارثة محققة، وفى ذلك يقول لواء د. إبراهيم شكيب.. فى رسالة له بعنوان «الاجابة نعم»: قبل حلول 30 يونيو 2013 بأيام خرج الرئيس الأسبق محمد مرسى صوتا وصورة بعبارة «سنة واحدة تكفي» وأغلب الظن أنه كان يقصد أن سنة واحدة تكفى للصبر على تحمل «رذالات المعارضة» لحكم الاخوان، ومن ثم يمكن الزعم بأن مخططا متكاملا للسيطرة على مفاصل الدولة كان قد تم اعداده بالفعل على أمل تنفيذه مع بداية العام الثانى لحكم جماعته، كما تجدر الاشارة الى تصريح خطير لهيلارى كلينتون فى الفترة التى سبقت 30 يونيو 2013 حين قالت إن الجماعة لم تف بكل تعهداتها المتفق عليها حتى الآن؟؟ والاستنتاج هنا المؤكد.. أن الجماعة كانت تخطط لأن تلقى بكل ثقلها لتحقيق هذه التعهدات المتفق عليها خلال شهر يوليو 2013.. ومن هنا تأتى أهمية زلزال خروج 33 مليون مصرى يوم 30 يونيو فى ثورة عارمة سحبوا فيها الثقة من النظام الإخوانى وطالبوا برحيله، وهكذا قال الشعب كلمته التى استند اليها وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى لإنقاذ مصر من الاختطاف يوم 3 يوليو 2013، لو لم يحدث ذلك لتعرضت مصر لسلسلة من الكوارث أبرزها ما يلي: { استكمال الإخوان مخططهم لإجراء عملية غير مسبوقة لاستبعاد العناصر المعارضة من مؤسسات الدولة خاصة فى الجيش والشرطة والقضاء والإعلام.. ويتردد أن أسماءهم كانت معدة سلفا فى كشوف جاهزة. { احتمال مؤكد لدخول المصريين فى أتون حرب أهلية لأول مرة فى التاريخ، وتحويل حلم الجماعة الإرهابية الى حقيقة بشأن إعلان خضوع سيناء لما يسمى «الخلافة الإسلامية». { كانت مصر لا قدر الله ستلقى مصير العراق وسوريا وليبيا واليمن. ومع رسالة «الكتلة الحرجة» د. سمير قطب.. تظهر القراءة المنصفة الواعية للمشهد الحالى بأن الشعب المصرى فرض ارادته وأزاح نظاما ترهل وفقد حيويته فى 25 يناير 2011.. ولكن وبمنتهى النبل ظن أنه حقق أهدافه ولم يكن يعلم أن هناك من أعد نفسه وتحالف مع أعداء مصر حيث تخلل طبقات المجتمع مستغلا حاجة المحتاج، وجهل الجاهل، ونهم الطامع وكون ظهيرا مسلحا بكل ما عرفه تاريخ الإرهاب من أسلحة مدعمة بعقيدة فاسدة ترى أن الوطن تربة عفنة والشعب المصرى كافر وإنهم هم فقط المتدينون وسدنة الإسلام وحماته واستعانوا بمجموعة من الإرهابيين والمرتزقة وربوهم وسلحوهم ليدمروا مؤسسات الدولة ويقتلوا أبناء مصر وباعوا فى سبيل ذلك كل شيء الأرض والعرض والشرف.. وهنا تحركت الكتلة الفاعلة وخرج الملايين فى 30 يونيو 2013 بمنتهى الرقى ودون اراقة دماء فطهروا وطنهم من الفئة الضالة التى ظنت أنها استولت على مصر وأعادت الأمور الى نصابها وتصدت للشر بيد تحمى وتدافع ويد تبنى وتعمر.. هذا هو شعب مصر العظيم. مكانة القوات المسلحة فى قلوب وعقول المصريين: قواتنا المسلحة هى كلمة السر فى الحفاظ على استقرار مصر واستمرارها.. ومع الرسائل: «هكذا أنت يا مصر» د. سمير محمد البهواشي، وإشادة بالمؤسسة العسكرية التى بقيت شامخة رغم تأخرنا كثيرا على جميع المستويات فى السنوات الثلاثين السابقة، فهى الوحيدة التى حافظت على النزاهة والجدية والانتاج فحمل رجالها أسلحتهم بيد وباليد الأخرى شاركوا فى كل مشروعات التنمية واشارة الى دور جيش مصر فى الفترة العصيبة من تاريخنا عندما تراجع الاقتصاد، حيث فتح خزائنه التى هى مخزون استراتيجى لوقت الحروب فأنشأ المخابز وساعد فى استكمال المشروعات. وها هو المارد (يقصد الشعب المصرى وقواته المسلحة) يحفر قناة السويس الجديدة فى عام واحد ليبهر العالم بقدرته الخارقة وارادته العظيمة. ورسالة «أسود سيناء» د. يسرى عبدالمحسن.. فعلها أسود سيناء رجال القوات المسلحة وأثبتوا للعالم أنهم بحق خير أجناد الأرض، فلقد لقنوا المعتدين الغاشمين درسا لن ينسوه وحافظوا على كرامتنا وعلو شأننا، ولذلك نحن مدينون لهم بحياتنا.. ويجب أن نرفع لهم القبعة تعظيما وإجلالا. وأتوقف هنا لأشير الى دور القوات المسلحة فى مكافحة الإرهاب فى سيناء من خلال عملية «حق الشهيد».. وكلنا نتابع بكل فخر واعزاز جهود جنودنا البواسل فى حربهم ضد الإرهاب المدعوم سياسيا وعسكريا ولوجستيا من دول ترى أن مصر تقف حجرا عثرة أمام طموحاتها الإقليمية والدولية. ورسالة «أيها الأبطال» أ. محمد مدحت لطفى أرناءوط.. على كل مصرى أن يرفع القبعة تحية لجنودنا الأبطال الذين يتصدون بكل شجاعة وبسالة للارهابيين.. فالجندى حامل السلاح ورافع راية النصر يحارب كل معتد أثيم ويصون الأرض والعرض وجاء اسمه فى القرآن الكريم «وإن جندنا لهم الغالبون». ورسالة «قصة فيديو» أ. هادية المستكاوي.. الجيش هو حصن الأمن والأمان لمصر ولهذا بدأت المؤامرة الكبرى بمحاولة اقصائه عن المشهد لكنها لم تنجح، فحاولت رفع راية بذيئة تهتف بسقوط القتلي، ويعلم هؤلاء الطامعون أن الطريق الى الدمار مرهون بازاحة حائط الصد المنيع (جيش مصر). و«روشتة نجاح» أ. محمود فكري.. واشادة بمنظومة الأداء الرائع لوحدات من قواتنا المسلحة لاغاثة شعب الاسكندرية أثر ضربة الطقس السييء والسيول حيث تمكنت من شفط المياه وفتح الطرق واعادة الحياة الى طبيعتها، ولا شك أن نجاح القوات المسلحة فى تنفيذ أى مهمة مدنية توكل إليها، يرجع الى دقة توزيع المهام ثم المتابعة الميدانية للأداء، وتصويب الأخطاء فورا ثم مراقبة ميدانية لدقة التنفيذ من جهاز الاشراف حتى يتم العمل على أكمل وجه، فما أحوجنا لتطبيق هذه المنظومة فى كل نواحى حياتنا، وروشتة النجاح هى الدقة فى التنفيذ مع المتابعة المستمرة، ومازالت الرسائل تنهال على البريد مؤكدة حب المصريين للجيش المصرى ووقوف الجميع خلف قواتنا المسلحة «درع مصر» و«يا أهل الفن» أ. سامى أديب سمعان الذى يطالب بانتاج أفلام سينمائية تظهر بطولات وتضحيات رجال الجيش والشرطة بعد خروج الشعب فى 25 يناير 2011، ثم ثورة الشعب الحقيقية فى 30 يونيو 2013 وحتى الآن على غرار أفلام «الرصاصة لاتزال فى جيبي» و«الطريق الى ايلات» بدلا من أفلام المقاولات التى تنشر كل ماهو قبيح وتترك حضارة وجمال مصر وأصالة شعبها وسماحة الاسلام والمشروعات القومية مثل قناة السويس الجديدة.. وغيرها. ويبقى أن أقول إن الجيش المصرى بقوته وعقيدته وإرادته قد أحبط كل المؤامرات الخارجية والمتمثلة فيما سموه «الشرق الأوسط الجديد» وسيظل حصنا للأمن والأمان والاستقرار ليس لمصر فحسب بل للمنطقة العربية كلها. د. أحمد فوزى توفيق الأستاذ بطب عين شمس وجبرتى «بريد الأهرام» الحلقة الثانية غدا