لا سياسة قوية بدون مجتمع قوي يمتلك ادواته

قد يعتقد البعض ان هذا الكلام بعيد عن السياسة و لكن لا سياسة قوية بدون مجتمع قوي يمتلك ادواته و يعمل علي تطوير نفسه و اصلاح ما قد يَفسُد ، و لهذا قررت التطرق لعدة نقاط غاية في الأهمية لما لاحظناه جميعاً و عانينا منه بالسنوات الأخيرة و منه كوننا شعب يعشق التفنن في البحث و الاستنتاج و الاسهاب والسرد سواء بإسلوب منطقي أو غير منطقي أمام أي قضية أو خبر يُطرَح علي الساحة .. فجأة نري ان الكل اصبح خبير و ضليع في تحليل الأمور و الملفات المحتلفة، المهم هومحاولة اثبات تواجدنا داخل الحدث و اننا علي علم بتفاصيله حتي لو بالإدعاء .. المشاركة شئ جميل و رائع و لكن لها أصول : ان نستقي المعلومة من المصدر الموثوق به ، ان نمتلك ثقافة الإستماع بدون مقاطعة حتي نستفيد و نتعلم أكثر ، ان لا نتكبر عن اعلان عدم معرفتنا بالمعلومة فهذا شئ طبيعي و لا ينتقص مننا (فلم نولد علي علم بكل شئ) يا ريت نزرع داخلنا الفضول للبحث و التقصي و جمع اي معلومة تساعدنا علي ابداء الرأي بصورة عقلانية تكون ذات مصداقية ، عندما نفعل ذلك ستتولد الثقة بالنفس و يظهر الرقي في تبادل الحوارات ، لن يكون هناك مقاطعة و لن يكون هناك صوت عال ولا صراخ يصم الأذن بالمناقشة (لأن الصراخ و الصوت العالي و المقاطغة هي دليل علي اننا لا نمتلك حُجج قوية و نريد فرض رأينا بالقوة ) مما يدل علي الضعف .. عندما تمتلك حُججك استمع و لا تقاطع الي آخر مدي ، ثم اعرض ما تمتلك من معلومة صادقة او نتيجة بحث موثوق في مصدرة بكل هدوء و كياسة و ثقة .. و ستوفر مجهودك و وقتك و تعلم الآخر ثقافة الاستماع و تترك بصمة قوية في كل الحاضرين ..
الوقت و الجهد نعمة من الله يجب استغلالها بصورة جيدة ..
نشر ثقافة الإصلاح بين أفراد المجتمع الواحد واجب علينا جميعا و منه حسن الاستماع و التحاور ، احترام الأكبر سناً ، النعاطف مع كبار السن ، مراعاة الأخوة و الأخوات الأصغر، تواجد الأب و الأم و الخالة و العم للقيام بدورهم في الإرشاد و التوجيه و الإحتواء العاطفي و النفسي و التفاعل معهم أهم بكثير من جمع المال و ضياع اولادنا وسط ما يدور حولنا من صراعات ، الترابط الأُسري هو النبتة الأصلية للمجتمع ، كلما اجتهدنا في تقويتها و رويناها بحب و اهتمام كانت جذورها قوية ، صامدة ثابتة للأبد جيل بعد جيل .
التكافل بيننا و لم الشمل بين فئات المجتمع هو سر وجودنا منذ بدء التاريخ و سيظل الخير بداخلنا بإذن الله .. سارع و ازرع و اعدل " المايل" ترجع لنا مصر بتاعتنا القوية اللي اتعلم منها العالم و اللي مازالت تبهره بصمودها .. و تحيا مصر