"مش لاعب…!!!" جملة من أشهر الجمل التى تترامى إلى مسامعنا فى الوقت الذى يجب عليك ولزاما عليك أن تُكمل اللعب … وفى هذه اللحظة … تجد هذا "الرِخم" الذي أتى فقط ليفسد عليك ما تبقى من متعة اللعبة … لم تعد هذه المقولة خاصة بلعبة فقط تجد فيها الرغبة فى الاستمتاع …. ولكنها أصبحت نمط حياة وجملة يتفوه بها كل من لا يعجبه أى شيئ فى أى وقت خلال أى حوار أو مناقشة أوتخيير أو موقف … يجب علينا ألا ننكر جميعا أننا قد تحولنا بفعل النظام السابق و بفعل القهر و الحرمان والكبت إلى شعب يتفنن فى الهروب … ويكره المواجهة بنسبة كبيرة … و "الشجيع اللي فينا " حين يجد أنه قد أصبح "مزنوقا فى خانة اليك" فى أى مناقشة أو حوار تحتمل الرأي والرأي الأخر فأنه يلجأ إلى أسهل وأسرع الطرق التي نستخدمها جميعا … والتى دائما ما تنحصر بين "هو كدة واللى مش عاجبه يسن سنانه فى الأسفلت" … أو الجملة الاكثر قربا إلى قلبى " كُل زفت" …. بداية معالجة مثل هذا الامر … هو الاعتراف به … ومحاولة السيطرة عليه من حين لآخر فى كل مناقشتنا … وتعلم ثقافة الاستماع والإنصات … وعدم مقاطعة الغير … والإصرار على الاستماع إلى الرأى الآخر مهما بدى هذا الرأى سخيفا عقيما يحتاج إلى ضربة فأس عاتية على رأس صاحبه ..!! فى هذه الأيام التى لا يعلم بها الا الله سبحانه وتعالى … ظهرت هذه الحالة بقوة وشراسة فى إعلان "المقاطعة" … ومع أننى شخصيا من الناس التى رأت فى هذه المقاطعة أفضل وسيلة لوقت ما … وقد استقر فى رأسى ووجدانى راحة ناجمة عن كل ما سيق إلى من حجج و تبريرات حول المقاطعة … وحول صحة عدم إشتراكى فى المسرحية الهزلية … وحول سمو عدم الإختيار بين الخائن واللص …. وكل ما يمكن أن نكون قد سمعناه وقرأناه جميعا من الأسباب التى تدعو إلى المقاطعة , الا اننى مؤخرا جلست أحاور نفسى متسائلا … الى متى سنظل كشعب يهرب تحت مسمى السمو و عدم الدخول فى اللعبة القذرة ؟؟؟ … إلى متى سنظل نلقى بالمسئولية على الوضع القائم وعلى القضاء والقدر و على ما تم فرضه علينا رغما عن أنوفنا …؟؟؟ يقينى أن هذا الوضع سيظل مستمرا أبد الآبدين طالما رضينا أن نعيش فى هذا الدور المُنزوى … طالما وافقنا على أن نُغيّر من أنفسنا كثوار راغبين فى التغيير … ومِلنا إلى الجانب الذى انتقدناه وأصابنا الاشمئزاز من كلماته وهو يقول "هو ايه اللى وداها هناك اساسا ؟!!!" يجب علينا أن نتغير بالمعنى الحقيقى لمفهوم التغيير … يجب علينا أن نختار دائما فى أحلك المواقف … ويجب ألا يكون اختيارنا هو عدم الإختيار … يجب علينا المشاركة لعدة أسباب … أهمها هو إحساسنا بالمسؤولية … وإحساسنا بأدميتنا … وحرصا منا على تفعيل دورنا فى المجتمع كأشخاص تستحق الحياة و تملك القدرة على المقاومة … حين فكرت مليا …. وجدت أننى من الأفضل الف مرة أن أختار بنفسى … طريقة موتي … عوضا عن انتظار الموت يائسا بائسا …. وجدت أنني من الأفضل الف مرة أن أختار من سوف أسقطه بكل قوتى تصحيحا لخطئى فى الأختيار … بدلا من محاولة إسقاط من أتى بغير مشاركتى و محاولة اسقاطه ليست الا بدافع تصحيح أخطاء الآخرين متمتمًا " جاتكم القرف خربتوا البلد". منذ هذه اللحظة … قررت أن أتغير … قررت أن أشارك … قررت أن أختار …. وأن أكون مسؤولا عن اختيارى … وأن أعمل على تصحيح هذا الإختيار إن ثبت خطئه … وأن أسقط هذا الإختيار إن تأكدت من فشله وفساده . سأختار لأننى أريد أن أعمل .. وأريد أن أراقب و أريد أن أُعدِّل و أريد ان أتقدم وأن أخطو خطوات نحو التصحيح لأشعر بأننى إنسان …. لن أجلس منتظرا ما سيأتى وكفى. منذ هذه اللحظة سأتخذ مبدأ جديدا فى حياتى … وسأدعوا الجميع وإياى إلى أن نتوقف عن العويل والصراخ بسبب الحريق الذي لا نعلم جميعا كيف إندلع فى هذه الحفرة … بل سأدعو الجميع إلى أن نتعلم كيفية إخمادها عن طريق … القفز فوق حفرة النار. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك http://facebook.com/sherif.asaad1