الدكتور محمد على البقلى ناظر مدرسة الطب، وكبير اطباء وجراحي مستشفى قصر العيني فى عام 1813 م ولد الطبيب المصري، محمد على البقلى في زاوية البقلي (إحدى قرى مركز الشهداء بالمنوفية حاليًا) ,,حرص والده حرصا شديدا على تعليمه فالحقه بأحد كتاتيب القرية ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ ………… وعند بلوغه سن التاسعة الحقه والده أحمد أفندي البقلي بمدرسة ابى زعبل التى انشأها محمد على باشا الكبير فمكث فيها ثلاث سنوات أتم فيها قراءة القرآن، وتلقى بعض مبادئ العلوم اللغوية , ثم انتقل البقلى إلى المدرسة التجهيزية فمكث فيها ثلاث سنوات اخرى فأظهر من الذكاء والاجتهاد ما حبب فيه أساتذته فنقلوه إلى مدرسة الطب في مصر … اجتهد فى تحصيل دروسه مظهرا نبوغا واضحا متفوقا على اقرانه مما دفع ناظر المدرسة كلوت بك الى الاهتمام به ورعايته فالحقه بالبعثة التي ارسلت لفرنسا لدراسة العلوم الطبية، فالتحق بمدرسة الطب بباريس "وبذل غاية جهده في تحصيل العلوم الطبية والجراحية وشهد له جميع اساتذتها بالتفوق على من معه مع كونه اصغرهم سنا" …. اجناز طبيبنا الامتحان الشفوى بجداره ولم يبق عليه سوى تاليف الرسالة الطبية التي ينال بها دبلوم الطب، فالف رسالة طبية في الرمد الصديدي المصري، فمنحته كليه الطب الباريسية شهادة الدبلوم فى الطب . …. فى عام 1837 عاد البقلى لمصر بعد ان سبقته إليها شهرته ، فعين حال وصوله جرَّاحاً أول وأستاذاً للعمليات الجراحية والتشريح الجراحي، وأنعم عليه محمد علي باشا برتبة صاغقول أغاسي (رائد)، ولم تمض بعد ذلك مدة حتى نال رتبة البكباشي ( مقدم ) .. وعندما اعتلى عباس باشا الاول عرش مصر اظهر النقلى نبوغا منقطع النظير فى عمله ولاسيما الجراحة.. مما شكل خطرا على الاطباء الاوروبيون الذين أوغروا صدر الباشا فأمر بنقله إلى ثمن( قسم ) قيسون ليتولى التطبيب فيه على نفقة الحكومة، ولذيوع صيته تحوَّل المرضى من جميع الانحاء الى ى ثمن قيسون، وقل الوارد على مستشفى قصر العيني، وظل هكذا لمدة خمسة اعوام . .. اما فى عهد سعيد باشا ونظرأ لذيوع شهره هذا الطبيب النابه فقد اصدر الباشا امرا بتعيينه كبيرا لجراحي مستشفى قصر العيني ووكيلا لمدرسة الطب ومدرسا للجراحة بها، متخذا منه طبيبه الخاص منعما عليه بالعديد من الرتب ومنها رتبة اميرلاي، ثم كبيرا لأطباء الالايات السعيدية ورتبة المتمايز . .. في عهد الخديوي اسماعيل باشا عين ناظرا لمدرسة الطب ورئيسا لمستشفى قصر العيني ، كا حصل على النيشان المجيدى من الرتبة الثالثة تقديرا لجهوده في مكافحة الكوليرا التي انتابت مصر سنة 1865 .. كما عينه الخديوى اسماعيل رئيسا لاطباء الحملة الحربية التي جردها على الحبشة بقيادة السردار راتب باشا، فادى خدمات جليلة لجنود الحملة، حتى استشهد 1876 بعد ان وقع في الاسر في ايدي الأحباش حيث تم أسره في كلبش مع جندي سوداني صغير السن وتم اقتيادهم لمعسكر على مسافة بعيدة مهرولين . ونظرا لكبر سن اليقلى باشا لم يستطع الهرولة , فقام الجندى السودانى بقتله للتخلص من بطىء خطواته ومن شده التعذيب والضرب التى يتعرض لهما فتركوه جثة هامدة في العراء … ومما يذكر انه اصدر سنة 1865 مجلة اليعسوب بالاشتراك مع الدكتور ابراهيم دسوقي بك وهي أول مجلة طبية عربية طبية تصدر فى مصر باللغة العربية شهريا واتخذت المجلة شعارا لها الآية القرآنية: "يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس". وتوقف اصدارها بوفاة البقلى عام 1876 … وله في الطب مؤلفات كثيرة منها : كتاب "روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرة" وكتاب "غرر النجاح في اعمال الجراح" وكتاب "نشر الكلام في جراحة الاقسام" وكتاب "غاية الفلاح في اعمال الجراح" طبع سنة 1865. … وتخليدا لذكراه تم تسمية شارع باسمه في منطقة النزهة بمصر الجديدة وهو شارع محمد علي البقلي. .. رحم الله هذا الطبيب النابه وادخله فسيح جناته اميمه حسين