لقد فشل المشروع الأميريكى الصهيونى فى العراق خاصة وفى الشرق الأوسط عامة لأن الولاياتالمتحدة الأميريكية قد دخلت فى الحرب ضد العراق دون تخطيط كاف لفترة مابعد الحرب0 وهذا طبعا مما جعل مشكلات العراق تتفاقم وبدون إيجاد حلول مناسب0 فى ظل إنشغال جورج بوش وإصراره على هدف واحد وهو سرعت سحب القوات وتقليل وجودهم فى العراق بأى ثمن 0 وقد تكون المشكلة أكبر من الشخص جورج بوش بل المشكلة فى أسلوب صنع القرار فى الإدارة الأميريكية حتى وإن كان الرئيس جورج بوش لا يمتلك الخبرة الكافية ومع هذا يفرض يفوض صلاحيات كبيرة لوزرائه 0 فحتى المسئولين عن عراق مابعد صدام حسين 0 لم يكن الرئيس جورج بوش يسألهم عن شئ فهو يستمع إليهم ويساندهم وقد يمضى أن يسألهم فى التفاصيل الحقيقية ويقوم بتشجيعهم على القضايا المهمة0هذا وقد كان يسود سلوك الطاعة والخوف والولاء وكذا الهيبة فى مجلس الرئيس جورج بوش حيث كان الرئيس جورج يمنع مساعده من مناقشته فى القضايا والخخلافية 0 وهذا طبعا معناه أن ثقافة النظام السياسى فى الولاياتالمتحدة الأميريكية لا تشجع النقاش الحر كما هو مفترض 0 كما أن الرئيس جورج بوش قد أجبر ممثل الولاياتالمتحدة الأميريكية فى مجلس الأمن بإقناع العالم بوجود أسلحة دمار شامل بالعراق 0 وهذا طبعا من أجل إستخدام قضية أسلحة الدمار الشامل لتبرير الحرب على العراق0 طبعا وكانت نتيجة هذه الحرب وهذا العدوان على الشعب العراقى الشقيق نصف مليون قتيل وجيش أميريكى جيش أكبر وأقوى دولة فى العالم قد أصبح يتخبط فى أكبر هزيمة له منذ حرب الفيتنام 0 كما أن سياسة جورج بوش الذى كان فى حربه على العراق يشبه هتلر وبريجنيف قد دفنت فى رمال بلاد الرافدين 0 كما أن جورج بوش لايزال ينكر كيف يمكنه فعل ذلك لكن فى الحقيقة الذين مروا عبر التاريخ والذين تجمعهم الحماقة ذاتها عندما تواجههم الكوارث بإثباتات دامغة يلتجئون إلى الخيال مقتنعين أنه طالما يعدهم جنرلاتهم بالنصر فإن القدر سيلين لصالحهم والنصر يكون حليفهم 0 كما لا ننسى بأن من بين رؤساء الولاياتالمتحدة الأميريكية جورج بوش وحده بل حتى الرئيس جيمى كارتر قد إمتدح شاه إيران بأن إيران واحة إستقرار فى المنطقة وهذا طبعا قبل أيام قلائل فقط من قيام الثورة الإسلامية التى أتت بالخمينى إلى السلطة0 وكذلك الرئيس الروسى ليونيد بريجنيف فقد أعلن إنتصار الإتحاد السوفياتى فى أفغانستان بينما كانوا مقاتلو تنظيمات إسلامية يحتلون قواعد القوات الروسية 0 كما أنه ليس هناك أدنى شك بأن اللمحافظين الجدد قد كانوا يخططون لغزو العراق 0 وكانوا فق ينتظرون أن تأتيهم الفرصة 0 وقد جاءتهم الفرصة بالفعل بمجى عملية عملية 11 سبتمبر 2001 لتفتح الباب على مصراعيه لإستكمال المشروع الصهيونى من خلال تكريس الوجود العسكرى فى منطقة الخليج وغزو أفغانستان واحتلال العراق والعمل على تقسيمه بعد إسقاط نظار صدام حسين 0 وهذا ما جعل الولاياتالمتحدة تقود حلفائها إلى حرب عالمية محصورة ولكنها فى الحقيقية نستطيع أن نقول بأنها غير محدودة حرب تجرى وفق مخطط صهيونى فى الإدارة الأميريكية 0 لكن يبقى القول بأن الولاياتالمتحدة الأميريكية قد شعرت بخيبة أمل بعد خسارتها فى العراق0 فهى فى الحقيقة لم تنجح فى تحقيق هدفها النهائى وهو طبعا ربط بغداد مع واشطن بحلف إإستراتيجى جديد0 كما أن حلمها بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كما كان يرى خبرائها بل ظلت متماسكة ماعد طبعا الإقليم الكردى الذى تبلورت فى دستور فى دستور بريمر بعض المزايا النوعية منها مثلا تخصيص 17 بالمائة من ميزانية الدولة لهذا الإقليم0 0 كما أن هذه الخسارة قد كانت متوقعة من جبهة المعارضة للحرب فى الولاياتالمتحدة الأميريكية0 حيث كانت ترى المعارضة أن هذه الحرب هى إهانة للجيش الأميريكى بإرساله للحرب بسرعة وبدون إستعداد وبدون معدات مناسبة 0 وبدون أية خطة شاملة لمرحلة مابعد الحرب لإعادة التنظيم السياسى هناك 0 حيث أصبحت القوات الأميريكية لا تتحمل المسئوليات الأمنية للعراق كله فقط بل تتحمل حتى مسئوليات إعادة تشكيل البنية السياسية كذلك 0 هذا فى وقت كانت ترى فيه الدول الغربية أنها إذا إستطاعت القيام بعملية التقسيم للدول العربية الكبرى والفاعلة كعراق ومصر السودان الجزائرسوريا فإنها تستطيع بعد إنهاء تطبيق إستراتيجية التقسيم هذه أن تعود بالعالم العربى إلى ما قبل الفتح الإسلامى0 أى منطقة مقسمة إلى دويلات تصبح بعد ذلك تصبح دولة عبرية متماسكة مدعومة عسكريا من الولاياتالمتحدة الأميريكية والغرب تقف على القمة فى فلسطين0 كما أن هذه الدولة المغروسة غرسا طبيعيا فى الجسد العربى أيضا قد تصبح دولة طبيعية بل ودولة قائدة0 وهذا يقودنا طبعا إلى القول بأن التقسيم هو فى واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التى هى اليوم تعانى من شذوذ بنيوى بإعتبارها جسدا غريبا غرس غرسا بالمنطقة العربية0 وقد قال الرئيس الإسرائيلى السابق شمعون بيريز : لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن فليجربوا قيادة إسرائيل إذن0 هذا وقد قام الغرب والصهيونية العالمية بغرس إسرائيل فى قلب المنطقة العربية لتحقيق هذا الهدف 0 فحيث ههناك عالم عربى يتسم بقدر من الترابط 0 طبعا وبشكل من أشكال الوحدة يعنى فى رأى الدول الغربية وعلى رأس هذه الدول الولاياتالمتحدة الأميريكية سيشكل طبعا ثقلا إستراتيجيا واقتصاديا وعسكريا 0 كما أنه قد يشكل عائقا أمام الأطماع الإستعمارية الغربية 0 وفى إطار الوحدة والتماسك 0 هذا مما قد يجعل فى رأى الولاياتالمتحدة الأميريكية إسرائيل جسما غريبا قد ترفضه المنطقة 0 وهذا مما يعيقها عن القيام بدورها الوظيفى كقاعدة للمصالح الغربية 0