لقد كان السقوط المريع للكتلة الشرقية وعلى رأسها الإتحاد السوفياتى قد هيأ الفرصة للصهاينة الذين كانوا ينتظرونها لخلق إمبراطورية جديدة أميريكية وبتوجيه صهيونى إسرائيلى 0 فقد قامت الولاياتالمتحدة الأميريكية ببناء قواعد عسكرية فى الجمهوريات الإسلامية التى كانت منضوية تحت سلطة الإتحاد السوفياتى وكذا بلدان أوروبا الشرقية وهذا من إنضمام هذه البلدان فى مغامراتها العسكرية فى كل أرجاء العالم 0 حيث الولاياتالمتحدة الأميريكية قد تنبهت إلى هذه الخطة التى بدأت فصولها تتكشف بوضوح مباشرة بعد فخ غزو صدام حسين للكويت 0 وهذا مما جعل الخليج يصبح قلعة عسكرية منيعة لحماية مخططات الصهاينة وأحلامهم فى تحقيق إمبراطوريتهم الموعودة 0 فكان هناك غزو خارجى وحرب إستباقية أميريكية ضد ما يسمى بالدول المارقة هذا مع التهديد المتنامى الذى أصبح يشكله الإندفاع الأميريكى نحو الهيمنة على السلام العالمى هذا وتبقى الولاياتالمتحدة الأميريكية ترى أن الشعوب درجات وهذه تعتبر نظرة عنصرية وغير أخلاقية 0 كما أن الولايات مقتنعة بفكرة أن التراث اليهودى المسيحى شئ والتراث الإسلامى شئ آخر ولا يمكن أن يلتقيا أو يجتمعا بل إنهما فى صراع دائم وسيستمر هذه إلى وقت غير معلوم 0 وأن ماحدث فى 11 سبتمبر 2001 إلا تعبير عن جوهر الصراع بين المخزون الثقافى والتراثى بين المسلمين من جهة واليهود و المسيحيين من جهة ثانية 0 مع أن الإسلام دين توحيدى مثل الديانية المسيحية والديانة اليهودية ولا يوجد أى خلاف بينهما على هذا الصعيد 0 كما تتهم الولاياتالمتحدة الأميريكية بأنه دين غير قابل للتطور وهو على عكس المسيحية واليهودية 0 وهكذا تحشر الولاياتالمتحدة الأميريكية الإسلام فى خصوصية ضيقة تستعصى على كل تقدم أو إصلاح 0 وهى أن الإسلام دين المتخلفين والمسيحية واليهودية دين الحضاريين 0 وهكذا تبقى الولاياتالمتحدة الأميريكية الدولة الوحيدة فى العالم المسئولية عن شيوع مصطلح الشرق الأوسط وتعمل على تعميمه لكى يحل محل مصطلح الوطن العربى 0 كما نها تعتبرمصطلح الوطن العربى هو مصطلح عنصرى 0 بينما مصطلح الشرق الأوسط الكبير هو مصطلح منفتح على كل من إسرائيل وتركيا وإيران وقد يصل إلى دول أخرى يتسع لها هذا الشرق الأوسط الغير محدود الطاقات والإمكانات 0 لأن وجود الدول العربية بصيغتها الحالية يعوق عملية التطور فى إتجاه خريطة الولاياتالمتحدة الأميريكية الجديدة 0 وأن قيام الولاياتالمتحدة الأميريكية بتقسيم الدول العربية ليس بمؤامرة على الدول العربية وإنما هى إعادة إدماج لها فى فضاء جغرافى أوسع وهذا مما يجعلنا نقول بأن هدف الولاياتالمتحدة من إستبدال مصطلح الوطن العربى بمصطلح الشرق الأوسط الكبير هو دمج إسرائيل فى المنطقة ثم الإستمرار0 فى توسيعه لكى يشمل أمما أخرى غير عربية كالفرس والأتراك وكذا الأفغان0 وهذا طبعا من أجل إذابة العرب فى خصوصية أكبر منهم ولا علاقة لهم بلغتهم أو تراثهم الأدبى 0 وكان الرئيس الأميريكى السابق جورج بوش الإبن قد أخذ هذا المصطلح لكى يطرح مشروعه عن ما يسمى بإصلاح الشرق الأوسط الكبيروإعادة تشكيله0وهى بهذا المعنى تريد أن يشمل منطقة شاسعة واسعة تمتد من حدود المغرب الأقصى وحتى حدود أفغانستان وباكستان وبالتالى يصبح لا وجود لعالم عربى وإنما يصبح هناك ما يمكن تسميته بإطار جغرافى تختلط فية الأعراق واللغات فلا يصبح ما يسمى بدولة عربية كسوريا أو العراق أو مصر أولبنان وإنما يصبح هناك هناك شيعة وسنة وأكراد الشرق الأوسط الكبير وعرب وبربر فى شمالى أفريقيا 0 وبهذا تصبح الولاياتالمتحدة الأميريكية فى نظر الإسرائيليين هى دولة الخير فى مواجهة دول عربية شريرة 0 لأنها لاتطمح فى ثروات الدول العربية ولا تتخلف مع إيران بدون فائدة ولا تمثل الإستعمار الجديد بل هى جغرافيا تقع بين محيطين فهى بعيدة عن العرب الأشرار0 وأنها ليست دولة إستعمارية ولا تخرج بجنودها إلى أنحاء العالم محاولة الإستحواذ على ما لشعوب أخرى من موارد وأرض ونفط 0 كما أن الولايات لاتسعى إلى إقامة إمبراطورية على الأرض ولن تكون إمبرالية بل هى تسعى إلى إقامة عالم تصبح الحرية والرخاء والسلام ملكا لكل الشعوب وليس مجد إمتياز للأقلية0 هذا من جهة ثانية هناك من يرى بأن الولاياتالمتحدة الأميريكية هى اليوم تقف فى منتصف الطريق من دون إكمال مشروعها الإمبراطورى مع أنها تمتلك قدرات إقتصادية وعسكرية هائلة حيث قبل غزوها للعراق كانت أكثر 732 منشأة عسكرية فى أكثر من 130 دولة 0 وأن ميزانية وزارة دفاعها تعادل ميزانية مجموع الدفاع فى الدول الخمسة عشر التى تأتى بعدها مباشرة 0 كما يشكل إنفاقها العسكرى 45 بالمائة من الإنفاق العسكرى لكل دول العالم ال 189 0 إضافة إلى كونها الدولة الوحيدة فى العالم التى تمتلك الحاملات الفائقة0 هذا وإذا ما تم مقارنة الولاياتالمتحدة الأميريكية بإبريطانيا سابقا ومعرفة نقاط الإختلاف بينهما فيما يتعلق بدور الإثنين كقوة عالمية مهيمنة 0 فإن مجموع الإنتاج الإجمالى المحلى الأميريكى لعام 2002 هو فى الحقيقة ضعف الناتج الإجمالى المحلى الصينى وأكثر من خمس مجموع الناتج العالمى وأكثر من مجموع الناتج الإجمالى المحلى لكل من اليابان والألمان وانجليز مجتمعين وهذا يتجاوز الضعفين مما كانت تحققه بريطانيا العظمى من الإنتاج العالمى يوم كانت تهيمن على الأسواق العالمية0 ومن هنا يمكن القول بأن الولاياتالمتحدة تعتبر أغنى بكثير مما كانت عليه إبريطانيا فى أى يوم من أيامها هذا إضافة إلى سيادة الثقافة الأميريكية 0ولقد كانت الولاياتالمتحدة الأميريكية تبحث عن خطط جديدة لإختراق الدول حيث قامت بتدعيم الحركات والأحزاب المعارضة وهو ما أطلق علية مصطلح حرب الأفكار0 كما بحث عن صيغ جديدة الهدف منها تلافى أخطاء وكالة مخابرا تها ومشاكل تورط إدراتها فى حروب مكلفة 0 وتوصلت إلى نتيجة مفادها هى أن الأسبقية تعطى للإختراق عبر ما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى وهذا من أجل جعل منظمات المجتمع تقوم بالدور الذى كان بالإمكان أن تقوم به المخابرات الأميريكية من قبل فى هذه لبلدان التى تم إختراقها 0