كتب رعد اليوسف فضول واستغراب وحيرة .. تعجب واسئلة وتفكر .. ماذا يجري ..ما هذا الذي نشاهده عبر الفضائيات ؟ اسئلة كثيرة تمطر بها سماء الغيب ..فتحاصر العقول.. وتقيد الاجوبة ! . ماذا يعني ان يتوجه الملايين من البشر نحو هدف ما .. وفي مسافات تكاد تقهر العجلات ووسائط النقل ، فكيف تقوى عليها ساقا رجل ، بل امرأة ، بل طفل ، بل عجوز ، والادهى من ذلك معوق ! . تدفق بكل ما تعنيه الكلمة ..تدفق بشري هائل .. انفجار ادمي ، يمضي بقوة ، يقتحم الطرقات ، يمزق الحواجز، لا يعترف بالوهن ، او الضعف ، او الركون الى الراحة . والاغرب ما في الامر ان المسيرة محفوفة بمخاطر القتل الداعشى والتفجيرات . للعجب حضور حقيقي وفعلي ..من اين جاء هؤلاء بالطاقة.. ومن منحهم هذه الارادة ؟! وهل من اجابة منطقية تبرد حرارة السؤال .. وتوضح هذا الامر؟ هل ان حزبا او منظمة او حكومة ، بامكانها تحشيد ربع هذا العدد ولو كان في اكبر فعالية عالمية ؟ وان تقنع الناس يسيرون على الاقدام في ظروف صعبة لمئات الكيلومترات تصل الى600 كيلومتر او اكثر . الاجوبة جميعها تتفق على النفي .. وتزيد في كلماتها لتؤكد استحالة ذلك حتى في ظل منح السائر على قدميه اجرا ومبلغا من المال ! . اذن ما سر نجاح هذه المسيرة السنوية المتجددة ..والمتزايد اعداد المشاركين فيها كل عام . . الحسين ع وليس غيره من سر ! الحسين الذي يعني علي وفاطمة ..وعلي وفاطمة يعني رسول الله ص ..ورسول الله يعني الله جلت قدرته . وهل هذا كل الجواب .. كلا .. ذلك ان المضمون في الاجابة هذه ينطوي على ان الفعالية اسلامية وان الحسين ع رمزا اسلاميا ، في حين انه لم يكن ملكا للمسلمين فحسب ،انه رمزا لعشاق الحرية والعدل والمؤاخاة وان للاديان حصة فيه .. وقد حملت لنا الفضائيات في تقارير تغطيتها اليومية للمسيرة انباء عن مشاركات متنوعة للاخوة المسيحيين والصابئة ومواكب متعددة من دول متعددة واخرى اوربية وغير ذلك . الحسين ع اذن قضية انسانية عادلة ، والانسان يميل الى العدل ، ويمقت الباطل .. يحب الشهيد ويكره القاتل ..وشهادة الحسين ع وشجاعته وتضحياته ، عجزت بطون الكتب .. وروايات التاريخ ان تحمل وتلد مثلها ..اذ انها حية الاوجاع .. متجددة الالام ، مما يجعل الحشود تمضي باصرار الى حيث ذبح رمز الحرية العالمية ، لتعلن الرفض للظلم وطغيان السلطات .. ولتجدد البيعة للحرية والسلام . . وهكذا فالحسين ع هو الرمز العالمي للعدالة والمحبة ..وحينما يقتنع الانسان بالرمز ، فانه يرتقي الى مستوى العطاء الذي يصل الى حد التضحية.. وما هذا السير على الاقدام لمسافات طويلة الا وجها من وجوه العطاء والتضحية للحسين ع ، ووجها من وجوه الولاء والعرفان لثورته وانتفاضته ووقوفه بوجه كل الوان العبودية والانحراف . . وان مدرسة قادها الحسين ع ينبغي على تلاميذها الذين انضووا تحت سقوف صفوفها ان يجتهدوا في التعلم واستلهام الدروس والعبر وما اوصى به الحسين ع من تعاليم وقيم ، وما اراده من وراء ثورته العظيمة . تحية للحسين الثائر..وتحية لكل الثوار الذين يتفاعلون مع ثورة الحسين ع . شبكة الإعلام فى الدانمارك