" من الخطأ أن أذكّر القراء يوميا من حكم نورمبرغ . العدوان لم يعد جريمة دولية ذلك لأنها لا يمكن أن تقارن مع تدمير حياة الأجيال القادمة لضمان اكبر المكافات غدا " هكذا بدء " نعوم تشومسكي " مقاله في 7 تموز 2014 ،نعوم تشومسكي المولود في 7ديسمبر 1928 هذا الكنز الكبير ، فكريا ، علميا ، ادبيا ...... هو القائل للحقيقة بطريقة لاذعة من السخرية، وكأنه يريد ايصال مدى الاستياءمن الوضع الراهن، وعلى مدى انزعاجه من كون الحقيقة دائما مغلفة بأبهى الحلل، وكأن الناس قد نسيت من أن أصل الألماس هو حجرأسود. كتبه ومقالته تتحدث تقريبا عن وضع أميركا بين دول العالم، ولماذا هذه الأهمية المعطاة لها بالرغم من امتلائها بالأخطاء، ولا من رقيب ولا من حسيب ف"أوباما" بحسب "تشومسكي" قاد من الخلف المعركة في ليبيا فالحلف الثلاثي : فرنسا ،انجلترا،والولاياتالمتحدة فعلا بليبيا وتحديدا" سرت " ما فعلوه ب "غروزني في نهاية حرب الشيشان الدامية في روسيا كما ويتحدث عن علاقة اميركيا بتدمير العراق وافغانستان هذه التفاصيل الموجودة دائما في مقالته كما وكتبه وبالاخص! كتابه المشهور والاكثر اهمية بحسب "ساوث اندبرس"،"ادوارد غاليانو "، "هواردزن " الذين اعطوا المدح الكثير بحق هذا الكتاب ل"تشومسكي" واعتبروه منظومة مروعة من المعلومات عن الولاياتالمتحدة في العالم "سنة 501 الغزو المستمر " هذا الكتاب الذي يتحدث فيه عن تاريخ دموي اسود كما عودنا دائما بطريقته الساخرة بدءا من ابادة سكان العالم وصولا الى سياسة السيطرة والافقار التي اعتمدتها اوروبا واميركا في ذلك الوقت متبعين منهجا اساسيا هو اعتبار الناس لديهم "بهائم في صورة بشر " كما وصفهم امبراطور المانيا ماكسيميليان (1756_1825) كما وأنهم "حيوانات تجارب " فأميركا رأت بالحرب الأهلية على أرض السلفادور اختبار مثالي لتجارب مبدأ النزاعات ذات الشدة المنخفضة ،وهي نفسها التي اعتبرت ان الفيتنام هي مخبر عامل للانتفاضة الهادمة التي تطبق بمختلف صورها كما واعتبر أن "البنغال لم تعرف الهدوء ثانية الى أن تم اعتصارها تماما" هذه هي أمريكا التي تساهم في تدمير كل من حولها على حساب توسيعها الاقتصادي المادي والنفطي، وهي نقسها تدعم اسرائيل على ذلك وتقوم بتغطيتها، فمثلا قال أحد الصحفيين الاسرائيليين عن العرب "داني رونشتاين": "..حكما ذاتيا يستطيعون فيه ظله جمع الزبالة على الاراضي المخصصة لهم ، والتي لم تستول عليها اسرائيل طالما لا تحتوي الزبالة علب صفيح تحمل ألوان العلم الفلسطيني " لقى هذا القول الدعم الاميركي لذلك لم تقم اي دولة عربية بالاستنكار.. فلماذا؟؟؟؟ نعم كلنا نعلم ما تفعله أميركا واسرائيل، والكل يحمل البغض لكليهما، لكن! لماذ الفعل عند العرب هو الكلام فقط؟ ويبقى مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع ؟ ولماذا هذا النوم العميق ؟ لماذا الصمت ؟