«مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    أحزاب القائمة الوطنية تعقد اجتماعا اليوم لبحث استعداداتها لانتخابات مجلس النواب    أستاذ جولوجيا يكشف أسباب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل    بدء أولى اجتماعات اللجنة الخاصة لإعادة دراسة المواد محل اعتراض    «عاشور»: تنفيذ مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة بتكلفة 24 مليار جنيه    95 منظمة دولية وإقليمية تشارك في «أسبوع القاهرة الثامن للمياه»    عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت 4-10-2025 والشعبة تكشف توقعات الفترة المقبلة    أسعار الفاكهة اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 فى أسواق الأقصر    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية عن مشروع إحياء منطقة طلمبات المكس    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 4 أكتوبر 2025    50 فدان أرز غرقوا بسبب زيادة منسوب المياه.. مزارعو "دورة الدوايدة" بالإسماعيلية يستغيثون: نطالب بتحويل المصرف المغطى لمكشوف لاستيعاب المياه (صور)    زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: مهمتنا الآن منع إفشال خطة ترامب    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    موعد مباراة ريال مدريد أمام فياريال في الدوري الإسباني.. والقنوات الناقلة    ب«100 لجنة».. بدء التسجيل ب «عمومية الاتحاد السكندري» لتعديل لائحة النظام الأساسي للنادي اليوم (صور)    «الداخلية» تضبط 13 شركة ومكتب سياحي بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    أجواء حارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم في القاهرة والمحافظات    «الداخلية»: ضبط 443 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم مروع بالطريق الدائري في الفيوم    قبل ثاني الجلسات.. ماذا قالت سارة خليفة أثناء محاكمتها في قضية المخدرات؟    التضامن: فريق التدخل السريع تعامل مع 662 بلاغًا خلال شهر سبتمبر 2025    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    «قوته مش دايمًا في صالحه».. 5 نقاط ضعف خفية وراء كبرياء برج الأسد    مهرجان الإسكندرية يحتفي بفردوس عبد الحميد في ندوة تكريمية اليوم    ستحصل على معلومة جوهرية.. حظ برج القوس اليوم 4 أكتوبر    نور إيهاب ل"فيتو": اعترافي بجريمة الاغتصاب في «نور مكسور» هزّني نفسيًا!    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    إجراء أولى عمليات زراعة قوقعة سمعية في مستشفى أسوان التخصصي    «الرعاية الصحية»: من بورسعيد بدأنا.. والتكنولوجيا الصحية لم تعد حكرًا على أحد    من غير مواد حافظة.. طريقة عمل الكاتشب في البيت لسندوتشات الأطفال    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    رئيس الوزراء الكندي يلتقي مع ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل    مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025.. الأهلي والزمالك في صدارة الاهتمام وظهور محمد صلاح أمام تشيلسي    الزمالك في اختبار صعب أمام غزل المحلة لاستعادة صدارة الدوري    مواعيد مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    مراسلات بدم الشهداء في حرب 1973.. حكاية المقاتل أحمد محمد جعفر.. الدم الطاهر على "الخطابات" يوثق البطولة ويؤكد التضحية .. الرسالة الأخيرة لم تصل إلى الشهيد لكنها وصلت إلى ضمير الوطن    «الصحة» تطلق البرنامج التدريبي «درب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بمنشآتها    سوما تكشف كواليس التعاون مع زوجها المايسترو مصطفى حلمي في ختام مهرجان الموسيقى العربية    الخبراء يحذرون| الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة الرموز ويفتح الباب لجرائم الابتزاز والتشهير    اللواء مجدى مرسي عزيز: دمرنا 20 دبابة.. وحصلنا على خرائط ووثائق هامة    عبد الرحيم علي ينعى خالة الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    ثبتها حالا.. تردد قناة وناسة بيبي 2025 علي النايل سات وعرب سات لمتابعة برامج الأطفال    اليوم.. إعادة محاكمة شخصين في خلية بولاق الدكرور الإرهابية    "ضد الحظر" خطوات شحن شدات ببجي uc عبر Midasbuy.. مجانا مضمونة 100%    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    مباشر كأس العالم للشباب - مصر (0)-(1) تشيلي.. الحكم يرفض طلب نبيه    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    محافظ المنيا يوجه برفع درجة الاستعداد لمتابعة فيضان النيل واتخاذ الإجراءات الوقائية بأراضي طرح النهر    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاورات تشومسكي في كتاب جديد: أنظمة القوة

يطل المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي كل بضعة أعوام بكتاب يحمل بين دفتيه مجموعة حوارات حول الأوضاع العالمية وموقف الولايات المتحدة من تطورات المشهد العالمي ومستقبل الهيمنة وهي الحوارات التي تحمل رؤية ثاقبة من عالم اللغويات والسياسة الأشهر عالميا..
الكتاب الجديد يحمل عنوانأنظمة القوة:حوارات حول الانتفاضات الديمقراطية العالمية والتحديات الجديدة أمام الإمبراطورية الأمريكيةحيث يدير الصحفي ديفيد بارساميان مدير مشروع الراديو البديلأولترناتيف راديوالداعم للصحافة المستقلة في الولايات المتحدة الحوارات الممتدة مع المفكر الكبير حول قضايا شتي من بينها الإمبريالية الأمريكية الجديدة والإنتفاضات العالمية بحثا عن الحرية سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق أخري عن الفترة من2010 إلي2012وهي الفترة التي شهدت تغيرات عميقة في المنطقة وخارجها.يتحدث تشومسكي عن المخاطر التي تنتظر الربيع الديمقراطي في العالم العربي وموقف الولايات المتحدة, في غياب الحلفاء التقليديين, والأزمة المالية الأوروبية وتطورات حركة الإحتجاجإحتلوا وول ستريتوالنظام السياسي الأمريكي.ت
1- الإنتفاضات
يقول تشومسكي إن انتفاضات الربيع العربي ضد الحكم الاستبدادي كان لها مقدمات أو شرارات أطلقتها ومنها ما حدث في مصر في السادس من إبريل2008 عندما تظاهر العمال في المدينة الصناعية الأكبر في مصر ثم مضي العمال في نضالهم حتي52 يناير2011 والأمر نفسه في تونس فقد كانت هناك حركات احتجاجية ومقاومة للسلطة قبل أن يحرق البائع المتجول محمد بو عزيزي وكانت تنتظر الشرارة لتخرج ضد الديكتاتوريات في العالم العربي, ويري تشومسكي أن التاريخ الأمريكي نفسه يحمل تجارب مماثلة مثلما حدث قبل حركة الحقوق المدنية الكبيرة في البلاد التي أطاحت بميراث ثقيل من العنصرية ومنها حوادث صغيرة ومخاوف من قمع السود في الجنوب, مثل احتكاك بين طالبين علي مقعد الدراسة في الجنوب الأمريكي وهي حادثة اشعلت الاحداث وصنعت فارقا في التاريخ.
ويسأل المحاور تشومسكي عن موقع الربيع العربي في التاريخ, فيقول إن الإنتفاضات العربية هيتمرد ثلاثيفهو من جانب تمرد ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب وجزئيا أيضا هو تمرد علي السياسات الليبرالية الجديدة التي سادت لعقود وتمرد ضد عمليات إحتلال اجزاء من العالم العربي لسنوات طويلة.ويطرح تشومسكي رأيا جديدا مثيرا حيث يقول أن الربيع العربي قد بدأ فعليا في نوفمبر من عام2010عندما سعت حركة التمرد في الصحراء الغربية للحصول علي استقلالها من المغرب فقامت بإنشاءمدينة الخياموسعت لدي مجلس الأمن الدولي للحصول علي الاعتراف ثم قامت القوات المسلحة المغربية بإزالة المدينة في وقت قامت فرنسا-بمساعدة أمريكا-بإجهاض مساعي الحركة الصحراوية.وعن التمرد علي سياسات الليبرالية الجديدة التي عادة تحتاج إلي حكومات ديكتاتورية لمساندتها, يقول تشومسكي إن دول أمريكا اللاتينية قد تمكنت من التحرر من ثنائية السياسات الليبرالية الجديدة التي يدعمها البنك والصندوق الدوليان ووزارة الخزانة الأمريكية ومن الديكتاتوريات مما أهلها لوضع جديد علي الساحة الدولية.ويقول إن الأطراف الثلاثة المشار إليها في دعم السياسات الليبرالية الجديدة سبق لها أن أشادت بسياسات حسني مبارك في مصر قبل أشهر من الثورة علي حكمه.ويري تشومسكي أن موجة الانتفاضات والاحتجاجات في مناطق عديدة من العالم ومنها حركةإحتلوا وول ستريتهي نتاج مقاومة الليبرالية الجديدة التي يراها الكثيرون تمزق جسد الديمقراطيات الغربية حيث أسهمت تلك السياسات في الاعوام الثلاثين الأخيرة في تركيز الثروة في قبضة1% من السكان في مقابل معاناة قطاعات عريضة من الركود وسياسات إعادة الهيكلة والأزمات المالية المتكررة ومن أكثر الفئات المضارة في الولايات المتحدة نفسها هم الأمريكيون من أصل إفريقي حيث لا تتجاوز الثروة في أياديهمعشرما يملكه البيض في البلاد.كما يشير تشومسكي إلي أن دور الحركة العمالية في مصر وتونس لعبتا دورا في نجاح الإنتفاضات ضد النظامين السابقين ويقول أن مشاركة العمال في انتفاضة ميدان التحرير قد ساهمت في نجاح الثورة وأن فتح المجال العام سوف يدفع الحركة العمالية إلي مزيد من المكاسب في المستقبل رغم أن الجماعات الأكثر تنظيما-الإسلام السياسي-هي التي نجحت في كسب الإنتخابات.
ومن زاوية أخري, ينظر المفكر الشهير للتدخل الغربي في ليبيا من وجهة أن موقف الدول الثلاث التي قامت بفرض القرار الدولي لإقامة منطقة منع الطيران وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لم يكن محايدا في تطبيق القرار الدولي بل تلك الدول تدخلت لإسقاط العقيد معمر القدافي عندما رأت أن الحكم القمعي في دولة بترولية مهمة ينهار وبالتالي تحولت القوي الكبري من الحياد إلي مناصرة المعارضة في أقل من ست ساعات علي صدور القرار الدولي.وهو نوع من التدخل لا يحدث الا في حالات معينة ترتبط بالمصالح المباشرة.
2-أمريكا والقوي الجديدة
يحلل تشومسكي موقف الولايات المتحدة من القوي الصاعدة الجديدة وهو أمر يحظي باهتمام كبير اليوم ويقول أن واشنطن تحاول أن تضع القوي السياسية في دول الربيع العربي تحت السيطرة وعبرت صحيفةوول ستريت جورنالعن الأمر صراحة في مقال بقلم خبير الشرق الأوسط البارز جيرالد سيب حيث أشار صراحةنحن لم نتعلم أن نسيطر علي تلك القوي الجديدة.والبديل أن تجد الولايات المتحدة طريقة للسيطرة علي تلك القوي مثلما فعل مستشار الرئيس روزفلت قبل ستين عاما عندما وضع مبدأ أن السيطرة علي الطاقة في الشرق الأوسط سوف يوفر سيطرة أكبر لبلاده علي العالم.ويري تشومسكي أن انجاز الربيع العربي محدود للغاية ولكنه ليس بالتطور غير المهم حيث تتأكل الانظمة التي تدعمها القوي الغربية رغم ما نراه من إستمرار سيطرة الولايات المتحدة علي منابع النفط في المنطقة.ويعطي مثالا بالوضع في العراق, فيقول أن الولايات المتحدة أقدمت علي الغزو ليس حبا في الديمقراطية ولكن للسيطرة علي النفط ولكن المشروع الأمريكي تعرض لمشكلات كبري نتيجة وجود مقاومة حقيقة علي الأرض ورغم ان واشنطن كان بمقدورها أن تقتل المتمردين إلا أنها لم تتمكن من الوقوف في وجه المظاهرات التي خرج فيها نصف مليون مواطنا عراقيا.ووضع جورج بوش شروطه في عام2007 وتضمنت حق استخدام القواعد وضمان تدفق الاستثمارات-خاصة الأمريكية-علي العراق وهي الشروط التي لم تستطع امريكا الحفاظ عليها بحلول العام التالي.ويقول تشومسكي أن العراق كان الحالة التي تريد بها واشنطن إخضاع بلد ما بقواعد الحرب العالمية الثانية أو اللعبة القديمة إلا أنها فشلت لغياب القدرات اللازمة.
وعن التراجع الأمريكي بسبب الضعف الإقتصادي, يشير المفكر الامريكي إلي أن العالم با أكثر تنوعا وليس هو عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث خرجت الولايات المتحدة منها وهي مستحوزة علي نصف ثروات العالم وقد أضيرت كل القوي التي كانت تنافسها علي الساحة ووضعت أمريكا-عبر إدارة التخطيط في وزارة الخارجية-ما عرف بإسمالخطة الكبريوما يدور الأن في الشرق الأوسط يعود, إلي حد كبير, للتذكير بأواخر الأربعينيات عندما وقع الحدث الأكبر او ما عرف وقتها بخسارة الصينالتي ضربت الهيمنة الأمريكية في حينها وكانت محل جدل ونقاش كبير في الأوساط الداخلية ثم جاء التخوف من خسارة أمريكا اللاتينية وخسارة الشرق الأوسط وهي رؤية تنطلق من قناعة امريكيةأننا نملك العالم وأي شئ يضعف سيطرتنا هو خسارة لنا وعلينا أن نبحث في كيفية تجاوز الأمر.وهو الخطاب السائد اليوم في كل الدوائر السياسية الأمريكية خاصة بين المحافظين حيث يطرحون اسئلة عن كيفية وقف الخسائر-في مسار الهيمنة الأمريكية علي العالم وغلاف مجلةفورين أفيرزاشهر دوريات السياسة في العالم حمل غلافها عنوانهل انتهت أمريكا؟في نهاية العام الماضي, فتلك هي الشكوي الدائمة من الجميع في دوائر السياسة الأمريكية التي تريد الحصول علي كل شئ وكل ما يخرج عن قبضة بلادهم يصل إلي حدالتراجيديا.
من ناحية أخري, تفضل الولايات المتحدة-حسب تشومسكي-الاستقرار ولكن ما هو الإستقرار؟ هو كل ما يخدم السياسة الأمريكية ولا يتعارض معها ويبدو تصور الاستقرار علي النمط السابق واضحا في معاداة إيران وإعتبارها بلدا مهددا للإستقرار في أفغانستان والعراق..كيف؟ من خلال ممارسة النفوذ الإيراني في البلدين بينما عندما تقوم أمريكا بغزو الدولتين فإن الأمر ينظر إليه من باب الإستقرار.ويتندر تشومسكي بعبارة لكاتب أمريكي حول إطاحة أمريكا لسيلفادور أليندي من أجل تنصيب الديكتاتور بينوشيه في عام1973حيث قالاستوجب علينا أن نزعزع استقرار شيلي من أجل مصلحة الإستقرار.التخوف من الإسلام السياسي أيضا يماثل أي تخوف من تطور مستقل.والمثير للسخرية أن الحالة الراهنة في الشرق الأوسط لا تعكس السياق التاريخي حيث كانت بريطانيا وأمريكا الداعمان الكبيران للأصولية الإسلامية, وليس الإسلام السياسي, من أجل تقليص ومنع وصول القوي القومية العلمانية التي كانت الشاغل الأكبر للولايات المتحدة والغرب ولو نظرت إلي تأييد لندن وواشنطن لأنظمة أصولية في الخليج تعرف أن تلك الدول ترغب في أنظمة متشددة ولكنها لا ترحب بالإسلام السياسي لأنه ربما سيصبح مستقلا.وكل تلك العبارات عن تأييد الديمقراطية هي في الواقع عبارات لا محل لها من الإعراب في السياسات الأمريكية أو علي حد دانيال كاروثو وهو من المحللين البارزين وعمل مع رونالد ريجان في السابق أن مسألة ترويج الولايات المتحدة للديمقراطية تحمل وجهافكاهيااو طريفا وأن كل إدارة أمريكية تصاب بحالة من إزدواج الشخصية عندما تتعامل مع تلك القضية.فالبيت الأبيض لا يؤيد عادة الديمقراطية لو تعارضت مع مصالح إستراتيجية وإقتصادية بعينها.وتلك الإزدواجية ربما تتطلب في حال التشخيص الطبي لحالةالشيزوفرينياعرض الولايات المتحدة علي طبيب نفسي.
واحدة من معضلات النظام الدولي أن الولايات المتحدة وحدها صاحبة الحق الوحيد في معاقبة الخصوم او الأعداء وهو حق لا تقر للأخرين به إلا في حالة إسرائيل.ويلمح تشومسكي إلي جوانب هامة في تعامل السياسيين الأمريكيين مع الأمر فيقول أن أكثر الأشياء التي يعتز بها باراك أوباما علي الموقع الخاص بحملته لإنتخابات الرئاسة أثناء شغله مقعد السناتور في مجلس الشيوخ هو قيامه بالتوقيع مع نواب أخرين علي خطاب للإدارة الأمريكية يطالب بعدم إعاقة العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان)2006(حتي تتم أهدافها والأمر الثاني هو توجيه اللوم لإيران وسوريا علي مساندتهما للمقاومة التي تريد تدمير إسرائيل من جنوب لبنان علما بأن أوباما لم يحقق الكثير عند إنتخابه سيناتور في مجلس الشيوخ.وينقل تشومسكي عن عالم السياسة هانز مورجينثاو أن تلك المبادئ الداعمة للحرية والديمقراطية غير قابلة للنقاش حتي لو لم تتمكن واشنطن يوما من الوفاء بوعودها في شأن دعم نشر الديمقراطية حيث لم يعد الأمر يقبل التشكيك ويصبح من يشكك في النوايا والمبادئ الأمريكية مثلالملحدالكافر بوجود الأديان! ما يريد أن يخرج به تشومسكي من الطرح السابق أن الولايات المتحدة مازالت تتبع الأساليب القديمة للحفاظ علي تفوقها العسكري والإقتصادي والإستراتيجي علي منافسيها وأن الشرق الأوسط يمثل حلقة مركزية في الصراع الدولي الدائر وحتي لو اظهرت واشنطن دعما للديمقراطيات الجديدة في المنطقة فهي تسعي وراء بناء علاقة جديدة مع انظمة تسعي بكل قوة من أجل أن تجعلها حليفة لها بأي ثمن حتي لا تظهر تيارات معارضة لها تعلي من الإستقلالية في وجه الدولة العظمي, وسيناريو الربيع العربي لا يخرج عن التوصيف السابق حيث تقع تميل واشنطن إلي تحقيق تقارب حميم مع قوي الإسلام السياسي التي وصلت عبر صناديق الإقتراع إلي الحكم أملا في صناعة حلفاء جدد في المنطقة العربية
3- الإمبريالية المعاصرة
يقدم تشومسكي تحليلا لاسباب تقدم منطقة مثل تجمع دول امريكا اللأتينية والتي يري أنها قد أفلتت من علاقة التبعية لأمريكا والدول الغربية الأخري بعد أكثر من خمسة عقود من الدوران في فلك القوي الغربية الكبري.ويقول أن التكامل الاقتصادي بين دول امريكا الجنوبية قد أسهم في خروجها من هيمنة الولايات المتحدة, فيما عدا دولة واحدة هي كولومبيا, وأهمية التوجه الجديد أنه يعني صعوبة الاستفراد بكل دولة علي حدة مثلما كان الوضع في السابق.والتطور الأخر هو قيام دول امريكا اللأتينية-بشكل فردي-بمواجهة مشكلاتها الداخلية وخاصة وأنها تملك موارد ضخمة رشحت البرازيل ان تكون القوي الكبري في الجنوب مقابل الولايات المتحدة في الشمال قبل أكثر من مائة عام.وتعالج البرازيل اليوم مشكلات التفاوت الطبقي بين الاثرياء من اصول أوروبية في الغالب وبين السكان الاصليين والسود الفقراء والمعدمين من أجل تحقيق طفرة كبري في البلاد.ورغم خروج الولايات المتحدة من أخر قواعدها العسكرية في الاكوادور عام2008 إلا أنها تمكنت من إقامة7 قواعد جديدة في كولومبيا وأضاف الرئيس باراك أوباما قاعدتين جديدتين بالإضافة إلي قاعدتين بحريتين في بنما, بعد أن كانت إدارة جورج دبليو بوش قد قامت بإعادة تنشيطالأسطول الرابعفي الكاريبي وامريكا اللاتينية بعد تجميده في الخمسينيات حيث جري تدريب الأفراد من الضباط علي مواجهة ما يسمي بالشعوبية المتطرفةومن أخر الافعال الامريكية تأييد أوباما للإنقلاب العسكري فيهندوراسلما له علاقة بالقاعدة العسكرية الأمريكية في تلك الدولة رغم عدم تأييد أوروبا ودول امريكا اللأتينية للحكومة التي دعمها العسكر.ويطرح تشومسكي رؤيته لفكرة وجود أطراف أخري تنتقص من قوة الولايات المتحدة المهيمنة علي الساحة الدولية ويري أن الصين علي سبيل المثال ليست التهديد الوحيد في مسألة أنها تمتلك جزء كبيرا من الدين المريكي ويقول أن اليابان هي صاحبة الدين الأكبر وليس الصين.ويقول أن الجدل الدائر حولتدهور قوة أمريكامضللا وليس دقيقا..فما يحكم العلاقات الدولية هو علاقات المصالح المتعارضة وليس التوافق مثلما يريد البعض أن يقنعنا وبالتالي هناك منافسة دائمة بين الدول..وهي النظرة الواقعية في العلاقات الدولية والتي تنطبق ايضا علي المصالح والصراع في حدود الدولة الواحدة نفسها.ومن ناحية أخري, قواعد اللعبة الدولية في قبضة المؤسسات المالية والشركات المتعددة الجنسيات-التي حلت محل التجار والمصنعين في صناعة القرار-وتري تلك المؤسسات أن هناك مصلحة في تطور الصين وفي الايدي العاملة الرخيصة هناك التي لا تخضع لشروط صارمة وفي حقيقة الامر الصيم مجردمصنع تجميعللسلع والمنتجات والعجز التجاري الامريكي مع الصين يقابله زيادة مع اليابان وسنغافوره وكوريا الجنوبية وتايوان وترسل تكنولوجيا متقدمة للصين بمعني ان المحصلة أن أمريكا تصدر وتستورد مع نفسها طالما تحصل علي سلع رخيصة مجمعة في الصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.