القومي للمرأة: مبادرة ملهمات عربيات تبني نموذج القدوة والتنمية    946 شكوى للأوقاف و9 آلاف للبيئة.. استجابات واسعة وجهود حكومية متواصلة    مجموعة XD الصينية توسع استثماراتها في مصر لتوطين صناعة المهمات الكهربائية    محافظ أسيوط يتابع إنشاء مجمع تجاري وإداري متكامل لدعم التنمية وتعزيز الخدمات    صندوق النقد الدولي: الرؤية الاقتصادية لمصر أصبحت أكثر وضوحًا واتساقًا    عاشور يستقبل مفوض التعليم والعلوم والابتكار بالاتحاد الإفريقي    وزير الاتصالات يفتتح عددًا من المشروعات التكنولوجية بالدقهلية| اليوم    سعر كرتونه البيض الأبيض والأحمر اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا    مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»    إسبانيا: عنف المستوطنين بالضفة خرج عن السيطرة    وزير خارجية إسبانيا: الضفة الغربية وغزة ينبغي أن تكونا تحت سلطة فلسطينية موحدة    مصر تبحث مع وكالة الطاقة الذرية الاستخدامات النووية السلمية بمحطة الضبعة وملف إيران    استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال بيت لاهيا    «ميلوني»: يجب أن يتحمل الاتحاد الأوروبي مسؤولياته الدفاعية بنفسه    تشكيل تشيلسي المتوقع أمام بورنموث في البريميرليج    تجديد حبس عاطلين في النصب على المواطنين بالقاهرة    إلزام طالب التنفيذ بسداد رسوم قضائية عند طلب تنفيذ الأحكام لا يخالف الدستور    انتهاء الفصل الدراسي الأول للصفين الأول والثاني الابتدائي 30 ديسمبر في عدة محافظات بسبب انتخابات مجلس النواب    خالد جلال يدعم منى زكي بعد مشاهدة فيلم «الست»    «الشروق» تسلط الضوء على «حياتي» لأحمد أمين تزامنا مع احتفاء معرض القاهرة للكتاب بمرور 140 عاما على ميلاده    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-12-2025 في محافظة الأقصر    بحضور وزير الأوقاف بدء المؤتمر العالمي لافتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم في "نسختها ال32"    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف عن الأنيميا والسمنة والتقزم    بيراميدز يسعى لمواصلة انتصاراته في الدوري على حساب بتروجت    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    مدرب نيوزيلندا يتحدث عن مواجهة مصر بكأس العالم (ريل)    المحامون يبدأون التصويت على زيادة المعاشات والاشتراكات السنوية    «مدبولي» يتابع حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال نوفمبر 2025    جامعة القاهرة الأهلية تناقش ترتيبات امتحانات الفصل الدراسي الأول    النشرة المرورية.. سيولة وانتظام بحركة السيارات في القاهرة والجيزة    فرق غوص متطوعة تصل مصرف الزوامل بالشرقية للبحث عن التماسيح (صور)    أسعار البيض اليوم السبت 6 ديسمبر 2025    الرئاسة في أسبوع.. السيسي يوجه بإطلاق حزمة التسهيلات الضريبية الثانية.. يشهد افتتاح المعرض الدولي (إيديكس 2025).. يهنئ منتخب الكاراتيه.. ويؤكد الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية    متحف التحرير يكشف دور الجعارين عند الملوك القدماء    الموت يفجع الفنان أمير المصري    القومي للمرأة ينظم فعاليات الاجتماع التنسيقي لوحدات المرأة الآمنة بالمستشفيات الجامعية    ماذا قدم الفراعنة أمام منتخبات المجموعة السابعة قبل كأس العالم 2026    برعاية السيسي.. انطلاق الجلسة الافتتاحية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    بجوائز 13 مليون جنيه.. انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم اليوم    لاعب بلجيكا السابق: صلاح يتقدم في السن.. وحصلنا على أسهل القرعات    «الصحة» تشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة للمجلس العربي للسكان والتنمية ببغداد    طريقة عمل مكرونة بالبسطرمة والكريمة، وجبة لذيذة وسريعة    وزارة الصحة تعلن تفاصيل الإصابات التنفسية فى مؤتمر صحفى غدا    "قتل اختياري".. مسلسل يفتح جرحًا إنسانيًا عميقًا ويعود بقضية تهز الوجدان    استكمال محاكمة 32 متهما في قضية اللجان المالية بالتجمع.. اليوم    بعتيني ليه تشعل الساحة... تعاون عمرو مصطفى وزياد ظاظا يكتسح التريند ويهيمن على المشهد الغنائي    رئيس وزراء الهند يعلن عن اتفاقية مع روسيا ومرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي    مروة قرعوني تمثل لبنان بلجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي بدورته 25    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    كأس العالم - دي لا فوينتي: ترشيح إسبانيا للفوز باللقب خطر عليها    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاورات تشومسكي في كتاب جديد: أنظمة القوة

يطل المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي كل بضعة أعوام بكتاب يحمل بين دفتيه مجموعة حوارات حول الأوضاع العالمية وموقف الولايات المتحدة من تطورات المشهد العالمي ومستقبل الهيمنة وهي الحوارات التي تحمل رؤية ثاقبة من عالم اللغويات والسياسة الأشهر عالميا..
الكتاب الجديد يحمل عنوانأنظمة القوة:حوارات حول الانتفاضات الديمقراطية العالمية والتحديات الجديدة أمام الإمبراطورية الأمريكيةحيث يدير الصحفي ديفيد بارساميان مدير مشروع الراديو البديلأولترناتيف راديوالداعم للصحافة المستقلة في الولايات المتحدة الحوارات الممتدة مع المفكر الكبير حول قضايا شتي من بينها الإمبريالية الأمريكية الجديدة والإنتفاضات العالمية بحثا عن الحرية سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق أخري عن الفترة من2010 إلي2012وهي الفترة التي شهدت تغيرات عميقة في المنطقة وخارجها.يتحدث تشومسكي عن المخاطر التي تنتظر الربيع الديمقراطي في العالم العربي وموقف الولايات المتحدة, في غياب الحلفاء التقليديين, والأزمة المالية الأوروبية وتطورات حركة الإحتجاجإحتلوا وول ستريتوالنظام السياسي الأمريكي.ت
1- الإنتفاضات
يقول تشومسكي إن انتفاضات الربيع العربي ضد الحكم الاستبدادي كان لها مقدمات أو شرارات أطلقتها ومنها ما حدث في مصر في السادس من إبريل2008 عندما تظاهر العمال في المدينة الصناعية الأكبر في مصر ثم مضي العمال في نضالهم حتي52 يناير2011 والأمر نفسه في تونس فقد كانت هناك حركات احتجاجية ومقاومة للسلطة قبل أن يحرق البائع المتجول محمد بو عزيزي وكانت تنتظر الشرارة لتخرج ضد الديكتاتوريات في العالم العربي, ويري تشومسكي أن التاريخ الأمريكي نفسه يحمل تجارب مماثلة مثلما حدث قبل حركة الحقوق المدنية الكبيرة في البلاد التي أطاحت بميراث ثقيل من العنصرية ومنها حوادث صغيرة ومخاوف من قمع السود في الجنوب, مثل احتكاك بين طالبين علي مقعد الدراسة في الجنوب الأمريكي وهي حادثة اشعلت الاحداث وصنعت فارقا في التاريخ.
ويسأل المحاور تشومسكي عن موقع الربيع العربي في التاريخ, فيقول إن الإنتفاضات العربية هيتمرد ثلاثيفهو من جانب تمرد ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب وجزئيا أيضا هو تمرد علي السياسات الليبرالية الجديدة التي سادت لعقود وتمرد ضد عمليات إحتلال اجزاء من العالم العربي لسنوات طويلة.ويطرح تشومسكي رأيا جديدا مثيرا حيث يقول أن الربيع العربي قد بدأ فعليا في نوفمبر من عام2010عندما سعت حركة التمرد في الصحراء الغربية للحصول علي استقلالها من المغرب فقامت بإنشاءمدينة الخياموسعت لدي مجلس الأمن الدولي للحصول علي الاعتراف ثم قامت القوات المسلحة المغربية بإزالة المدينة في وقت قامت فرنسا-بمساعدة أمريكا-بإجهاض مساعي الحركة الصحراوية.وعن التمرد علي سياسات الليبرالية الجديدة التي عادة تحتاج إلي حكومات ديكتاتورية لمساندتها, يقول تشومسكي إن دول أمريكا اللاتينية قد تمكنت من التحرر من ثنائية السياسات الليبرالية الجديدة التي يدعمها البنك والصندوق الدوليان ووزارة الخزانة الأمريكية ومن الديكتاتوريات مما أهلها لوضع جديد علي الساحة الدولية.ويقول إن الأطراف الثلاثة المشار إليها في دعم السياسات الليبرالية الجديدة سبق لها أن أشادت بسياسات حسني مبارك في مصر قبل أشهر من الثورة علي حكمه.ويري تشومسكي أن موجة الانتفاضات والاحتجاجات في مناطق عديدة من العالم ومنها حركةإحتلوا وول ستريتهي نتاج مقاومة الليبرالية الجديدة التي يراها الكثيرون تمزق جسد الديمقراطيات الغربية حيث أسهمت تلك السياسات في الاعوام الثلاثين الأخيرة في تركيز الثروة في قبضة1% من السكان في مقابل معاناة قطاعات عريضة من الركود وسياسات إعادة الهيكلة والأزمات المالية المتكررة ومن أكثر الفئات المضارة في الولايات المتحدة نفسها هم الأمريكيون من أصل إفريقي حيث لا تتجاوز الثروة في أياديهمعشرما يملكه البيض في البلاد.كما يشير تشومسكي إلي أن دور الحركة العمالية في مصر وتونس لعبتا دورا في نجاح الإنتفاضات ضد النظامين السابقين ويقول أن مشاركة العمال في انتفاضة ميدان التحرير قد ساهمت في نجاح الثورة وأن فتح المجال العام سوف يدفع الحركة العمالية إلي مزيد من المكاسب في المستقبل رغم أن الجماعات الأكثر تنظيما-الإسلام السياسي-هي التي نجحت في كسب الإنتخابات.
ومن زاوية أخري, ينظر المفكر الشهير للتدخل الغربي في ليبيا من وجهة أن موقف الدول الثلاث التي قامت بفرض القرار الدولي لإقامة منطقة منع الطيران وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لم يكن محايدا في تطبيق القرار الدولي بل تلك الدول تدخلت لإسقاط العقيد معمر القدافي عندما رأت أن الحكم القمعي في دولة بترولية مهمة ينهار وبالتالي تحولت القوي الكبري من الحياد إلي مناصرة المعارضة في أقل من ست ساعات علي صدور القرار الدولي.وهو نوع من التدخل لا يحدث الا في حالات معينة ترتبط بالمصالح المباشرة.
2-أمريكا والقوي الجديدة
يحلل تشومسكي موقف الولايات المتحدة من القوي الصاعدة الجديدة وهو أمر يحظي باهتمام كبير اليوم ويقول أن واشنطن تحاول أن تضع القوي السياسية في دول الربيع العربي تحت السيطرة وعبرت صحيفةوول ستريت جورنالعن الأمر صراحة في مقال بقلم خبير الشرق الأوسط البارز جيرالد سيب حيث أشار صراحةنحن لم نتعلم أن نسيطر علي تلك القوي الجديدة.والبديل أن تجد الولايات المتحدة طريقة للسيطرة علي تلك القوي مثلما فعل مستشار الرئيس روزفلت قبل ستين عاما عندما وضع مبدأ أن السيطرة علي الطاقة في الشرق الأوسط سوف يوفر سيطرة أكبر لبلاده علي العالم.ويري تشومسكي أن انجاز الربيع العربي محدود للغاية ولكنه ليس بالتطور غير المهم حيث تتأكل الانظمة التي تدعمها القوي الغربية رغم ما نراه من إستمرار سيطرة الولايات المتحدة علي منابع النفط في المنطقة.ويعطي مثالا بالوضع في العراق, فيقول أن الولايات المتحدة أقدمت علي الغزو ليس حبا في الديمقراطية ولكن للسيطرة علي النفط ولكن المشروع الأمريكي تعرض لمشكلات كبري نتيجة وجود مقاومة حقيقة علي الأرض ورغم ان واشنطن كان بمقدورها أن تقتل المتمردين إلا أنها لم تتمكن من الوقوف في وجه المظاهرات التي خرج فيها نصف مليون مواطنا عراقيا.ووضع جورج بوش شروطه في عام2007 وتضمنت حق استخدام القواعد وضمان تدفق الاستثمارات-خاصة الأمريكية-علي العراق وهي الشروط التي لم تستطع امريكا الحفاظ عليها بحلول العام التالي.ويقول تشومسكي أن العراق كان الحالة التي تريد بها واشنطن إخضاع بلد ما بقواعد الحرب العالمية الثانية أو اللعبة القديمة إلا أنها فشلت لغياب القدرات اللازمة.
وعن التراجع الأمريكي بسبب الضعف الإقتصادي, يشير المفكر الامريكي إلي أن العالم با أكثر تنوعا وليس هو عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية حيث خرجت الولايات المتحدة منها وهي مستحوزة علي نصف ثروات العالم وقد أضيرت كل القوي التي كانت تنافسها علي الساحة ووضعت أمريكا-عبر إدارة التخطيط في وزارة الخارجية-ما عرف بإسمالخطة الكبريوما يدور الأن في الشرق الأوسط يعود, إلي حد كبير, للتذكير بأواخر الأربعينيات عندما وقع الحدث الأكبر او ما عرف وقتها بخسارة الصينالتي ضربت الهيمنة الأمريكية في حينها وكانت محل جدل ونقاش كبير في الأوساط الداخلية ثم جاء التخوف من خسارة أمريكا اللاتينية وخسارة الشرق الأوسط وهي رؤية تنطلق من قناعة امريكيةأننا نملك العالم وأي شئ يضعف سيطرتنا هو خسارة لنا وعلينا أن نبحث في كيفية تجاوز الأمر.وهو الخطاب السائد اليوم في كل الدوائر السياسية الأمريكية خاصة بين المحافظين حيث يطرحون اسئلة عن كيفية وقف الخسائر-في مسار الهيمنة الأمريكية علي العالم وغلاف مجلةفورين أفيرزاشهر دوريات السياسة في العالم حمل غلافها عنوانهل انتهت أمريكا؟في نهاية العام الماضي, فتلك هي الشكوي الدائمة من الجميع في دوائر السياسة الأمريكية التي تريد الحصول علي كل شئ وكل ما يخرج عن قبضة بلادهم يصل إلي حدالتراجيديا.
من ناحية أخري, تفضل الولايات المتحدة-حسب تشومسكي-الاستقرار ولكن ما هو الإستقرار؟ هو كل ما يخدم السياسة الأمريكية ولا يتعارض معها ويبدو تصور الاستقرار علي النمط السابق واضحا في معاداة إيران وإعتبارها بلدا مهددا للإستقرار في أفغانستان والعراق..كيف؟ من خلال ممارسة النفوذ الإيراني في البلدين بينما عندما تقوم أمريكا بغزو الدولتين فإن الأمر ينظر إليه من باب الإستقرار.ويتندر تشومسكي بعبارة لكاتب أمريكي حول إطاحة أمريكا لسيلفادور أليندي من أجل تنصيب الديكتاتور بينوشيه في عام1973حيث قالاستوجب علينا أن نزعزع استقرار شيلي من أجل مصلحة الإستقرار.التخوف من الإسلام السياسي أيضا يماثل أي تخوف من تطور مستقل.والمثير للسخرية أن الحالة الراهنة في الشرق الأوسط لا تعكس السياق التاريخي حيث كانت بريطانيا وأمريكا الداعمان الكبيران للأصولية الإسلامية, وليس الإسلام السياسي, من أجل تقليص ومنع وصول القوي القومية العلمانية التي كانت الشاغل الأكبر للولايات المتحدة والغرب ولو نظرت إلي تأييد لندن وواشنطن لأنظمة أصولية في الخليج تعرف أن تلك الدول ترغب في أنظمة متشددة ولكنها لا ترحب بالإسلام السياسي لأنه ربما سيصبح مستقلا.وكل تلك العبارات عن تأييد الديمقراطية هي في الواقع عبارات لا محل لها من الإعراب في السياسات الأمريكية أو علي حد دانيال كاروثو وهو من المحللين البارزين وعمل مع رونالد ريجان في السابق أن مسألة ترويج الولايات المتحدة للديمقراطية تحمل وجهافكاهيااو طريفا وأن كل إدارة أمريكية تصاب بحالة من إزدواج الشخصية عندما تتعامل مع تلك القضية.فالبيت الأبيض لا يؤيد عادة الديمقراطية لو تعارضت مع مصالح إستراتيجية وإقتصادية بعينها.وتلك الإزدواجية ربما تتطلب في حال التشخيص الطبي لحالةالشيزوفرينياعرض الولايات المتحدة علي طبيب نفسي.
واحدة من معضلات النظام الدولي أن الولايات المتحدة وحدها صاحبة الحق الوحيد في معاقبة الخصوم او الأعداء وهو حق لا تقر للأخرين به إلا في حالة إسرائيل.ويلمح تشومسكي إلي جوانب هامة في تعامل السياسيين الأمريكيين مع الأمر فيقول أن أكثر الأشياء التي يعتز بها باراك أوباما علي الموقع الخاص بحملته لإنتخابات الرئاسة أثناء شغله مقعد السناتور في مجلس الشيوخ هو قيامه بالتوقيع مع نواب أخرين علي خطاب للإدارة الأمريكية يطالب بعدم إعاقة العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان)2006(حتي تتم أهدافها والأمر الثاني هو توجيه اللوم لإيران وسوريا علي مساندتهما للمقاومة التي تريد تدمير إسرائيل من جنوب لبنان علما بأن أوباما لم يحقق الكثير عند إنتخابه سيناتور في مجلس الشيوخ.وينقل تشومسكي عن عالم السياسة هانز مورجينثاو أن تلك المبادئ الداعمة للحرية والديمقراطية غير قابلة للنقاش حتي لو لم تتمكن واشنطن يوما من الوفاء بوعودها في شأن دعم نشر الديمقراطية حيث لم يعد الأمر يقبل التشكيك ويصبح من يشكك في النوايا والمبادئ الأمريكية مثلالملحدالكافر بوجود الأديان! ما يريد أن يخرج به تشومسكي من الطرح السابق أن الولايات المتحدة مازالت تتبع الأساليب القديمة للحفاظ علي تفوقها العسكري والإقتصادي والإستراتيجي علي منافسيها وأن الشرق الأوسط يمثل حلقة مركزية في الصراع الدولي الدائر وحتي لو اظهرت واشنطن دعما للديمقراطيات الجديدة في المنطقة فهي تسعي وراء بناء علاقة جديدة مع انظمة تسعي بكل قوة من أجل أن تجعلها حليفة لها بأي ثمن حتي لا تظهر تيارات معارضة لها تعلي من الإستقلالية في وجه الدولة العظمي, وسيناريو الربيع العربي لا يخرج عن التوصيف السابق حيث تقع تميل واشنطن إلي تحقيق تقارب حميم مع قوي الإسلام السياسي التي وصلت عبر صناديق الإقتراع إلي الحكم أملا في صناعة حلفاء جدد في المنطقة العربية
3- الإمبريالية المعاصرة
يقدم تشومسكي تحليلا لاسباب تقدم منطقة مثل تجمع دول امريكا اللأتينية والتي يري أنها قد أفلتت من علاقة التبعية لأمريكا والدول الغربية الأخري بعد أكثر من خمسة عقود من الدوران في فلك القوي الغربية الكبري.ويقول أن التكامل الاقتصادي بين دول امريكا الجنوبية قد أسهم في خروجها من هيمنة الولايات المتحدة, فيما عدا دولة واحدة هي كولومبيا, وأهمية التوجه الجديد أنه يعني صعوبة الاستفراد بكل دولة علي حدة مثلما كان الوضع في السابق.والتطور الأخر هو قيام دول امريكا اللأتينية-بشكل فردي-بمواجهة مشكلاتها الداخلية وخاصة وأنها تملك موارد ضخمة رشحت البرازيل ان تكون القوي الكبري في الجنوب مقابل الولايات المتحدة في الشمال قبل أكثر من مائة عام.وتعالج البرازيل اليوم مشكلات التفاوت الطبقي بين الاثرياء من اصول أوروبية في الغالب وبين السكان الاصليين والسود الفقراء والمعدمين من أجل تحقيق طفرة كبري في البلاد.ورغم خروج الولايات المتحدة من أخر قواعدها العسكرية في الاكوادور عام2008 إلا أنها تمكنت من إقامة7 قواعد جديدة في كولومبيا وأضاف الرئيس باراك أوباما قاعدتين جديدتين بالإضافة إلي قاعدتين بحريتين في بنما, بعد أن كانت إدارة جورج دبليو بوش قد قامت بإعادة تنشيطالأسطول الرابعفي الكاريبي وامريكا اللاتينية بعد تجميده في الخمسينيات حيث جري تدريب الأفراد من الضباط علي مواجهة ما يسمي بالشعوبية المتطرفةومن أخر الافعال الامريكية تأييد أوباما للإنقلاب العسكري فيهندوراسلما له علاقة بالقاعدة العسكرية الأمريكية في تلك الدولة رغم عدم تأييد أوروبا ودول امريكا اللأتينية للحكومة التي دعمها العسكر.ويطرح تشومسكي رؤيته لفكرة وجود أطراف أخري تنتقص من قوة الولايات المتحدة المهيمنة علي الساحة الدولية ويري أن الصين علي سبيل المثال ليست التهديد الوحيد في مسألة أنها تمتلك جزء كبيرا من الدين المريكي ويقول أن اليابان هي صاحبة الدين الأكبر وليس الصين.ويقول أن الجدل الدائر حولتدهور قوة أمريكامضللا وليس دقيقا..فما يحكم العلاقات الدولية هو علاقات المصالح المتعارضة وليس التوافق مثلما يريد البعض أن يقنعنا وبالتالي هناك منافسة دائمة بين الدول..وهي النظرة الواقعية في العلاقات الدولية والتي تنطبق ايضا علي المصالح والصراع في حدود الدولة الواحدة نفسها.ومن ناحية أخري, قواعد اللعبة الدولية في قبضة المؤسسات المالية والشركات المتعددة الجنسيات-التي حلت محل التجار والمصنعين في صناعة القرار-وتري تلك المؤسسات أن هناك مصلحة في تطور الصين وفي الايدي العاملة الرخيصة هناك التي لا تخضع لشروط صارمة وفي حقيقة الامر الصيم مجردمصنع تجميعللسلع والمنتجات والعجز التجاري الامريكي مع الصين يقابله زيادة مع اليابان وسنغافوره وكوريا الجنوبية وتايوان وترسل تكنولوجيا متقدمة للصين بمعني ان المحصلة أن أمريكا تصدر وتستورد مع نفسها طالما تحصل علي سلع رخيصة مجمعة في الصين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.