رفضت وزارة الداخلية الإسرائيلية منح المفكر ناعوم تشومسكي تصريحاً بزيارة الضفة الغربية لإلقاء محاضرة في جامعة بير زيت. وقال تشومسكي لصحيفة هاآرتس أنه استنتج من أسئلة الموظف علي الحدود أن سبب منع الزيارة هو كونه يلقي محاضرة في جامعة فلسطينية وليس جامعة إسرائيلية.كما قال: "لم أعثر علي حالة مشابهة، يمنع فيها شخص من زيارة بلد لكونه لا ينوي إلقاء محاضرة في تل أبيب، إلا في النظام الستاليني." ورغم هذا المنع فقد ألقي تشومسكي محاضرته المقررة من خلال الفيديو مخترقا بذلك جدران الاحتلال الصماء. وكان المفكر الأمريكي الشهير قد جاء إلي فلسطين بدعوة من مصطفي البرغوثي، الأمين العام ل«حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: وقد وصل تشومسكي إلي الحدود الأردنية مع الأرض المحتلة، وبعد ثلاثة ساعات من الاستجوابات، واتصالات متكررة مع وزارة الداخلية لمعرفة التعليمات، تم التأشير علي جوازه بعدم الدخول. وكانت أفيفا ابنته ترافقه وتم منع دخولها هي الأخري. وقال تشومسكي لهاآرتس أن السلطات بالتأكيد كانت تعرف بأمر وصوله، لأنه في اللحظة التي دخل فيها غرفة فحص الجوازات قال له الموظف أنه يتشرف برؤيته وأنه قرأ كتبه. واستنتج تشومسكي أن الموظف كان طالبا، وقال أنه بدا محرجا من مهمته، بالتحديد عندما بدأ يقرأ الأسئلة الموجهة له. "سألني الموظف لماذا سألقي المحاضرة في بير زيت فقط وليس في جامعة إسرائيلية. قلت له أنني حاضرت مرات عدة في إسرائيل. قال الموظف ما يلي: "إسرائيل لا تحب ما تقوله." أجابه تشومسكي: "أخبرني بحكومة واحدة في العالم تحب ما أقوله." وأضاف تشومسكي: "سألني الشاب إن كان دخولي قد منع لدول أخري. قلت له أنه تم منعه مرة لتشيكوسلوفاكيا، بعد الاجتياح السوفييتي في 1996." وردا علي أسئلة الموظف أجاب تشومسكي أن مواضيع محاضراته هي "أمريكا والعالم" و"أمريكا في البيت." وسأله الموظف إن كان سيتحدث عن إسرائيل. فأجاب بأنه ربما يتحدث عن إسرائيل وسياساتها لأنه سيتحدث عن سياسات الولاياتالمتحدة. عندئذ قال له الموظف: "لقد تحدثت مع حسن نصر الله." قال تشومسكي: "صحيح. عندما كنت في لبنان تحدثت مع أشخاص من مختلف المشهد السياسي هناك، وفي إسرائيل أيضا تحدثت مع أناس من اليمين أيضاً." وقال له: "الآن أقرأ تقارير عن زيارتي في الصحافة الإسرائيلية، والمقالات في الصحافة الإسرائيلية ليس لديها صلة بالواقع." سأله الموظف لماذا لا يحمل جواز سفر إسرائيليا؟ فأجاب: "قلت لك أنني مواطن أمريكي". وأضاف تشومسكي أنه طلب من الموظف توضيحا رسميا مكتوبا لمنع دخوله وقال له أن "هذا سيفيد وزارة الداخلية، لأنه بهذه الطريقة لن تكون روايتي هي الرواية الوحيدة العطاة للإعلام." واتصل الموظف بالوزارة ثم أخبر تشومسكي أنه يمكن له العثور علي التوضيح الرسمي في السفارة الأمريكية.وكان تشومسكي قد أخبر هاآرتس أن منع دخوله للضفة هو وسيلة لمقاطعة جامعة بير زيت. ويذكر أن تشومسكي، كما تشير هاآرتس، معروف بمعارضته للمقاطعة العامة ضد إسرائيل: "كنت ضد مقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أيضا. إذا كنا سنقاطع، فلماذا لا نقاطع الولاياتالمتحدة، ومعدلاتها أسوأ بكثير؟"ومن المقرر أن يزور تشومسكي بيروت حيث يلقي مساء الثلاثاء القادم محاضرة بعنوان " السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط"