/ لبنان " ثقوا أنا قد غلبت العالم " (يوحنا 16/ 33) (6) إنّ الهدف الأساسيّ الّذي يجاهد من أجله المسيحيّ هو المحبّة، فالمحبّة هي جوهر الله بل هي الله، وبسعيه إلى المحبّة يسعى إلى الله. المحبّة هي الّتي تجمعنا فنصير واحداً في المسيح كما المسيح في الآب، والآب في المسيح. "اجعلهم كلهم واحداً ليكونوا واحداً فينا، أيًها الآب مثلما أنت فيّ وأنا فيك، فيؤمن العالم أنّك أرسلتني."(يوحنا 17/22). إنّ السّيّد صلّى المحبّة وهو ذاهب إلى الموت، ولم يعق طريقه إليه أيّ شيء، لا ظلم ولا إهانة ولا سخرية، ولا شتيمة. فلنحمل نحن أيضاً في قلوبنا المحبّة ونحن ذاهبون إلى الموت، لنقتحمه نحن بكلمة السّيّد الّتي لها الغلبة، عالمين أنّ الرّبّ ينتظرنا على الضّفّة الأخرى، متأكّدين أنّ نهاية طريقنا ولادة جديدة في رحاب قلب الله. احملوا المحبّة رغم كلّ الصّعوبات، وأينما حللتم كونوا انعكاساً لحضور السّيّد، ولتكن وحدة القلب بينكم سرّ البشارة الحقيقية بفرح ربنا وإلهنا يسوع المسيح. ليكن هدفنا الأساسيّ محبة المسيح ومحبّة الآخرين وكلّ شيء سيزاد لنا. جاهدوا بالمحبّة حتّى إذا ما أتت السّاعة، وأقبل العريس يكون سراجنا متّقداً أبداً لندخل معه فرح الحياة. إخوتي وأحبّائي، تشجّعوا، لأنّ الرّبّ قريب. " ثقوا أنا قد غلبت العالم " (يوحنا 16/ 33) (7) " الرّبّ صالح لمن ينتظره، للنّفس الّتي تشتاقه، خير أن ينتظر الإنسان خلاص الرّب بسكون" ( مراثي أرميا 3/25-26). وينتظر بسكون ليرى مجد الرّبّ يتجلّى، ويعاين خلاصه. العالم غارق في الاضّطراب والفوضى، والشّرّ يحيط بنا من كلّ صوب وشبح الموت يلاحقنا أينما كان. وحدها النّفس المنقادة لمحبّة الرّب تصمد وسط هذه الفوضى، لأنّها تنظر أبداً إلى فوق حيث السّيّد واقف عن يمين الآب يعلن أبداً غلبته على العالم. التّلاميذ كانوا وسط البحر وكاد المركب يغرق بهم من قوّة العاصفة، إلّا أنّهم وجدوا أنفسهم على الضّفة الأخرى لأنّ يسوع معهم. ويسوع معنا دائماً أبداً، وعلينا أن نثق بحضوره ونرى عمله الخلاصيّ. " العالم يزول ومعه شهواته، أما من يعمل بمشيئة الله، فيثبت إلى الأبد." (1يو-2-17)، كلّ ما نراه ونعيشه سيزول، كلّ حزن سيتبدّد، وكلّ همّ سيزاح. كلّ شيء يزول، ويخلص فقط من يصمد بالمحبّة. فلنصمد بالمحبّة حتّى المنتهى، ولنتّحدّ بالرّب ولنعمل بمشيئته حتّى وإن كان الكأس مريراً والطّريق إلى أورشليم الجديدة درب آلام. ولنصلِّ بثقة: دعوت باسمك يا رب من أعماق الجب، إسمع ولا تحجب أذنك عن نداء استغاثتي. إقترب يوم أدعوك وقل لي: (لا تخف). (مرا-3/ 55-56-57) تشجّعوا لأنّ الرّبّ قريب.