(1) " في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " (يوحنا 16/ 33)، كذا يهمس الرّبّ في نفوسنا في كلّ يوم وفي كلّ لحظة. لم يعدنا الرّبّ باليسر في هذا العالم الفاني، لأنّه اختبر بنفسه أن من يحمل سراج الحبّ ويسير نحو الله المحبّة لا بدّ أن يواجه الاضّطهاد ممّن يخافون الحبّ. الحبّ مخيف للبعض يا أحبّة، لأنّه يكشف عريهم ويضيء ظلامتهم، أمّا من يحيا حبّ السّيّد فلا يخشى ظلمة ولا يتعثّر بالخوف. نحن في العالم ولسنا منه، ونحيا بحسب العالم المعدّ لنا، عالم المحبّة الخالصة، محبّة الرّبّ الّتي هي سيّدة العالم. لا تيأسوا ولا تسمحوا للخوف أن يخطف صوت المسيح منكم، كونوا ثابتين وأنتم تحملون صليب المحبّة وتسيرون خلف السّيّد. قد يكون الطّريق مضنٍ وشاق، وقد يكون الألم أقوى من أن يحتمله بشر، لكنّ المحبّة أقوى من كلّ شيء، والرّجاء بالرّبّ أقوى. لا تخافوا، ينبغي أن نصعد إلى أورشليم حتّى نعاين مجد القيامة. منذ البدء كان لنا ضيق، واليوم نحيا الضيق وسيكون لنا ضيق، لكن ثقوا، لأنّ الله المحبّة غلب العالم. ويقول " قد غلبت العالم "، فالموضوع منتهٍ والغلبة حاضرة الآن بالمحبّة. ثقوا لأنّ الرّب أمين، وإن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لأنه لا يقدر أن ينكر نفسه " ( 2 تيمو 2: 12). نحن للرّب والرّبّ لنا، وليكن نصب أعين قلبنا كلامه الحيّ " أنا قد غلبت العالم ". تشجّعوا لأنّ الرّبّ قريب.