فى الوقت الذى تتسابق فيه الدولة بجميع أجهزتها لتحسين صورة مصر أمام العالم ولإعادة مكانة مصر على الساحة الدولية سياحياً وإقتصادياً وثقافياً ، لنثبت للعالم أن ماتم فى مصر فى 30 يونيو من ثورة على الفساد والقهر هى إرادة شعب حقيقية رفضت الإنصياع لتيارات الإسلام السياسى التى دمرت إقتصاد مصر وفرقت شعبها على مدارعام كامل ، وقد تأكدت تلك الإرادة من خلال الإستفتاء على الدستور والإنتخابات الرئاسية التى اسكتت أعتى أعداء مصر وأرغمتهم على الإعتراف بإرادة أحفاد الفراعنة أصحاب التاريخ والحضارة العريقة الذين أتقنوا التعامل مع كافة الثقافات والأديان التى وطأت أرض مصر ، وبهذا قطع الشعب المصرى الواعى شوطاً كبيراً فى رفض كافة أساليب التشويه الإعلامى لمصر وشعبها. وفجأة وفى خضم إحتفالات الشعب المصرى بانتخاب أول رئيس جمهورية يحظى بتوافق لم تشهده أيه إنتخابات رئاسية حرة فى تاريخ مصر ، يفيق المثقفون على كارثة مدوية وهى منح رئيس لجنة تحكيم بينالى الإسكندرية "الأمريكى الجنسية" والإنتماء "أولو أوجيب" فيلم "البيادة" للفنانة المصرية "هدى لطفى" صاحبة الثقافة الأمريكية والتى تقوم بالمشاركة فى دراسات أمريكية عن الممارسات الدينية والثقافية فى مصر، والمولعة برصد سمات التفكير الإسلامي السياسي فى مصر ، والتى قدمت هذا الفيلم الفائز "البيادة" فى عام 2013 ليرصد أحوال مصر السياسية والإجتماعية والثقافية فى أعقاب فض إعتصامى رابعة العدوية والنهضة وقد تم عرضه بالفعل فى أحدى الجاليريهات المصرية ولاقى رفض شديد من الجمهور. يتكون الفيلم من جزئين متكاملين يربطهما توقيت عرض متزامن وقاعة عرض واحدة وشاشتان متجاورتان ، حيث يرصد أحدهما "البيادة" التى يرتديها كتائب وأفراد الجيش المصرى فى لحظة وطأة أقدامهم لميادين مصر لتأمينها ، وقد أكتفت الفنانة بتوضيح قوة دهسهم للأرض لتعطى للمشاهد إشارة مضللة واضحة عن رغبة أفراد الجيش فى سحق من يقف فى طريقه للوصول للسلطة. وأغفل الفيلم الشق الآخر من الحقيقة ولم يظهر أن ذلك التدخل العسكرى كان بناء على القرار الحر للشعب المصرى فى أعقاب خروج المواطنين فى مسيرات لم يشهدها التاريخ المصرى لمطالبة الجيش المصرى بالتدخل لحماية الهوية المصرية من التغيير والطمس والتزييف وحماية المواطنين من القتل والتعذيب داخل تلك الإعتصامات. بينما تعرض الشاشة المجاورة الفيلم الآخر " أصداء القاهرة " بالتوازى مع البيادة و الذى يمثل الجزء الثانى من الأحداث التى توحى بها الفنانة أنها توابع هذا التدخل العسكرى فى شئون مصر، حيث يصور الفيلم بأسلوب فج ومباشر حال الدمار الذى وقع فى ديار مصر فى أعقاب فض الإعتصامين، مستخدماً فى ذلك الضوء كأحد المؤثرات البصرية الهامة ذات الأبعاد النفسية العميقة ، حيث تظهر الصورة ذات إضاءة خافتة غير مباشرة تظهر من خلف نوافذ مدمرة تماماً فى وسط صور قاتمة مظلمة ، تتحرك عشوائياً وتتخبط بفعل الرياح مما يعطى إنطباعاً عن فشل الشعب المصرى فى السيطرة على مقدرات أمورهم على عكس الواقع. بينما يتم إستخدام صوت الآذان كخلفية مستمرة للصورة يتقدمه صوت "تشويش" مما يعطى دلالة مباشرة على الرغبة فى القضاء على الدين الإسلامى الذى يرمز له بالآذان ونغماته التى لا تخطئها أذن ويميزها جميع شعوب العالم باعتبارها لحناً مميزاً متخطياً حدود اللغة. أما حركة الكاميرا فهى حركة دائرية لتؤكد الدوامة وحالة عدم الإستقرار التى تهدف الفنانة للتأكيد عليها وتصديرها للرأى العام العالمى وخصوصاً الأمريكى الذى تتعامل معه بصورة مباشرة ويومية ، تلك الحركة التى تدور لترصد مبانى مهدمة وجدران مشققة ومنازل خربة خاوية على عروشها لإعطاء دلالة على خراب البيوت والدمار الذى لحق ببعض أفراد المجتمع فى أعقاب فض الإعتصامين ، والأدهى من ذلك هو وضع عدد من الكتب القديمة الممزقة على الأرض والتى تأخذ شكل وقطع وحجم المصاحف ، مما يعطى إنطباعاً موازياً لصوت الآذان فى الخلفية لتدمير الدين الإسلامى والرغبة فى القضاء عليه على عكس الواقع. وتأكيداً لفكر الإخوان المسلمين ومايروجونه من أنهم جنود الله فى الأرض والمكلفون بحماية الإسلام. بينما تشير الصور القديمة المعلقة على الجدران والتى تحمل صور بالأبيض والأسود لراحلين التأكيد على وجود مفقودين ووفيات فى كل بيت. الفيلم فى مجمله مناهضاً لأهداف ثورة 30 يونيو ومناهضاً للأهداف المستقبلية للدولة الجديدة التى تسعى للبناء ونبذ العنف والتطرف ومكافحة الإرهاب وإحترام الجيش المصرى وإعادة هيبته التى يسعى لإهدارها تيارات الإسلام السياسى التى يحاول الفيلم إظهارها فى صورة الضحية والمجنى عليها . الفيلم فى مجمله عار على مصر أن يتم قبوله للمشاركة فى أية فاعليات دولية أو حتى محلية تحمل إسم مصر وليس الفوز بالجائزة الكبرى لبينالى تنظمه أحد المؤسسات الثقافية فى الدولة ويعد من أكبر وأقدم البيناليات فهو ثانى بينالى فنى على مستوى العالم والذى توقف لعدة سنوات بسبب الأحداث السياسية الغير مستقرة فى البلاد ، ثم يأتى الفيلم الفائز ليؤكد تلك الأوضاع التى تتنافى مع ثيمة البينالى المطروحة وهى " إرادة التغيير" حيث يبعث هذا الفيلم رسالة للعالم فحواها "إرادة التدمير" التى يتبناها البينالى ورئيس لجنة تحكيمه . الذى رفض رئيس قطاع الفنون التشكيلية تنفيذ لوائح المجلس الأعلى للثقافة و لجنة الفنون التشكيلية بقيام لجنة المعارض الدولية باختيار القوميسير ومراجعة لجنة التحكيم الذى مما لا شك فيه أن إختيار أمريكى لرئاستها دلالة خطيرة فى هذا التوقيت تحديداً من عمر مصر السياسى. لذا أطالب وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور وهو مثقف كبير ومهموم بقضية الهوية الثقافية بسحب الجائزة وإحالة الأمر برمته للتحقيق بواسطة متخصصين فى الفيديو آرت ومخرجين ونقاد للوقوف على تلك المهزلة الثقافية التى تم تصديرها للعالم وسط حالة من التعتيم من قبل قطاع الفنون التشكيلية حول الفاعلية وآلية إختيار لجنة التحكيم والدول المشاركة ومنها "تركيا" وهذه نقطة سوداء جديدة فى تاريخ هذا البينالى الغامض. ففى الوقت الذى يدعى فيه المسئولين فى قطاع الفنون التشكيلية ولجنة التحكيم أن الفيلم يصور الواقع المصرى المؤلم ، فيكون الرد علي هؤلاء بأن الفنانة التى تدافعون عنها لن تكون فى يوماً من الأيام بمهارة وإبداع وتاريخ الفنان خالد يوسف صاحب أهم الأفلام التى صورت الواقع المظلم للعشوائيات المصرية فى أفلامه ، والذى تخلى عن إبراز هذا الشق فى الوقت الراخن رهمة بصورة مصر أمام العالم وهب لإنقاذ مصر عالمياً بتصوير أهم أفلام حياته وهى ثورة 30 يونيو 2013 والذى أبرز فيه إرادة الشعب المصرى وروعة ميادين مصر المنتفضة من أجل مستقبل أفضل . وأراهن على أن يوافق فنان فى وطنية "خالد يوسف" وغيره الكثيرين على المشاركة بمثل هذا الفيلم فى هذا التوقيت تحديداً فى مسابقة دولية مهما كانت جائزتها فالأوطان ياسادة أغلى كثيراً من أموال العالم. والجائزة هنا ليست فخراً لمصر بل هى عاراً على مصر و فخراً لأمريكا التى استطاعت ان تصدر للعاhttp://www.youtube.com/watch?v=glsIGu0IrDI#t=13لم ما يؤكد إدعاءاتها الكاذبة على مدار عامين أسودين من عمر مصر. وتسخر وتقدر من يعاونها فى ذلك. ولن نقبل كمصريين شرفاء ومثقفين أيه أعذار أو حجج واهية يسوقها المسئولين عن تلك الفاعلية لتبرير التسرع فى إتمامها بحجة أنها توقفت أعواماً طويلة ، فكان الأولى تأجيلها بدلاً من تدمير سمعة مصر ومحاربة خطوات التقدم للإمام. وسأطرح على حضرات المسئولين فى قطاع الفنون التشكيلية وهى الجهة المنطمة للفاعلية سؤالين هما : - لماذا لم تقدم أى من الدول العربية المشاركة وهى سوريا وليبيا وتونس والجزائر عملاً له أبعاد سياسية تسئ إلى سمعة بلادها ؟ على الرغم من أن موضوع البينالى يحتمل التعرض لما حدث بجميع تلك الدول من أحداث سياسية مؤسفة من الممكن تجسيدها وتأويلها فنياً ، والسؤال الثانى هو لماذا لم تتضمن اللجنة أحد النقاد الدارسين أكاديمياً والمتخصصين فى فنون الفيديو؟ أم أن ذلك أيضاً من أسرار العمل رابط الجزء الأول من الفيلم http://www.youtube.com/watch?v=glsIGu0IrDI#t=13