فى محاولة منها للبحث فى تفاصيل عدد من الوجوه والشخوص المصرية خاصة هؤلاء المنتمين الى الطبقات الشعبية الكادحة تسعى الفنانه التشكيلية غادة ابو حديد فى معرضها الاول الذى تحضنه القاعة الصغرى بدار الاوبرا المصرية يوم 22 مايو القادم ، وتدور معظم لوحات معرضها حول جوه مصرية عانت بين ثورتين ، وما حدث للمصرين خاصة البسطاء منهم بعد ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو ، وهذا الزلزال المدوي الذى قلب حياتهم رأسا على عقب . فمن خلال متابعة دقيقة لأدق تفاصل الحياة اليومية لمجموعه من شرائح الشعب المصرى خاصة البسطاء ، جعلتهم ابو حديد عالمها الفنى ، ويمثل السوق الشعبى التيمه الاكثر استحوذا بأجوائه وشخوصه وحركه الناس به ، كما انه مالت الى اللوحات الجداريه من خلال اربع لوحات فى معرضها ، وكانت لوحه الهودج ، والتى يتصدرها جمل وعليه هودج او محمل حيث تختبئ به العروس دون الافصاح عن اى تفاصيل لها ، ورغم أنها لوحه عرس وفرح ، إلا ان الشخوص قد ظهور بها دون ان تبدوا عليهم اى ملامح فرح ، كنوع من حالة عدم الوضوح والتداخل والتمازج بين الحزن والفرح بسبب ما مرت بها مصر من أحداث دامية على مدى السنوات الثلاث الماضية ، فمرت لحظات الفرح لحظات حزينة . ويوجد فى المعرض مجموعه من الجداريات منها بائع البرتقال، والفخار ، وبائعة السلال ، وقد منحتها المساحات اتساعا من أجل الكشف على مجموعه دقيقه من التفاصيل . وقد تنوعت لوحات المعرض التى حاولت فيها ابوحديد التعبير عن نفسها من خلال نقلها لتفاصيل دقيق وذاتية لأشخاص التقت بهم ربما دون أن تتعرف اليهم أو تتحدث معم ، ولكنهم تركوا فيها الكثير من الاثر النفسى فخرجوا خطوطا وألوانا عبر مساحات لوحاتها ، والتى تنوعت مقاساتها ، وتركت حالتها الفنية وما يخرج من داخلها هو الذى يحدد مساحة اللوحه ، دون اى نوع من التكلف الفنى ، فخرجت اللوحات صادقة وصادمه فى نفس الوقت ، خاصه لوحه بائع البرتقال والذى تجمعت حولهم مجموعه من النسوة ، ورغم منطقة الفرح الذى ينعكس على المتسوق ن الا ان النسوة تباينت ردود افعالهن ، بل بدت احداهن شديدة الحزن ، وهى السمه التى انعكست فى اغلب لوحات المعرض كالدرويش ، وبائعه السلال ، والذهاب الى السوق . وتحاول ابو حديد وهى تضع بأولى أقدامها فى عالم الفن التشكيل المصرى المعاصر أن تنحاذ فى لوحاتها للبسطاء من الناس ، وتكون لسان حالهم ، فى موهبة مبشرة بالانضمام الى مجموعه رائعة من الفنانين المصريين الذى ساهمت لوحاتهم فى استقراء دقيق للواقع المصرى المعاصر .