صار حلم الحرية الذي سعي له الشباب المصري يتوارى شيئاً فشئ، فالواقع الذي نعيشه مختلف عما كنا نريده يوم 25 يناير 2011. كلمة حرية نفسها أصبح معناها مشوش ومضطرب بداخلنا. لذلك كان رأي بعض الفنانين الشباب أن الحرية تلوثت وصار من الأنسب أن نضع نقطة فوق حرف ال(ح) لننطقها "خرية" بدلاً من "حرية" ولاقى معرض خرية الذي أقيم فى إحدى الفنادق المهجورة فى منطقة وسط البلد، إقبالاً كبير من الشباب المهتمين بالفن وأيضاً بمسار الثورة. ربما لأن من قاموا به مجموعة من الفنانين الشباب أصحاب العلامات البارزة فى الفن المصري خلال السنوات الثلاثة الماضية، منهم عمار أبو بكر أول من قام برسم جدارية محمد محمود بالاشتراك مع الفنان علاء عوض. وشارك فى المعرض أيضاً جنزير فنان الجرافيتى الشهير، وحفناوي الذي عرف برسمه الكاريكاتير فى مجلة توك توك الساخرة. وهاني راشد صاحب فكرة توثيق جداريات الثورة عن طريق نماذج مصغرة لحوائط مرسوم عليها جرافيتى الثورة منذ عهد المجلس العسكري وحتى تولي مرسي الرئاسة. ويقول هاني راشد "فكرة المعرض هى نواة لمشروع أكبر نريد أن ننفذه وهو متحف كبير للثورة يؤرخ لها ولا يحتوي فقط على أعمال فنية وإنما أيضاً مقتنيات الثورة المصرية مثل قنابل الغاز ودروع الأمن المركزي والأدوات التى كان استخدمها الثوار فى ميدان التحرير، بالإضافة إلى الصور واللوحات والجداريات وكل شئ متعلق بهذه الفترة المهمة من تاريخ مصر. نحن نريد أن ننفذ هذه الفكرة بعيداً عن الدولة حتى يكون المتحف مستقل يحتوى على إبداعات الشباب دون تدخل من أى طرف، لكننا لا نملك الإمكانيات لذلك، لهذا قمنا بعمل هذا المعرض كنواة وفرصة للقاء جميع الفنانين المتحمسين لهذه الفكرة من أجل تنفيذها فى أقرب وقت ممكن" وبجانب الجداريات المصغرة لراشد قدم حفناوي مجسم من بندقية الغاز التى يستخدمها الأمن المركزي تنطلق منها قنبلة الغاز الذي ينتشر فى كل أرجاء المعرض من خلال استخدام الأقطان الصناعية التى تعطي نفس شكل دخان الغاز. وتطلق البندقية قنبلتها فى اتجاه ثلاجة تحتوي على عدد كبير من معلبات عصائر الفاكهة المصنوعة فى شكل قنبلة الغاز بحيث يشربها زائروا المعرض ويلقونها فى الأرض كأن هناك هجوم كبير من الأمن المركزي بعدد كبير من القنابل على المعرض. واستغل الفنان عمار أبوبكر تلك الحالة التى قدمها حفناوي، وقام برسم جداريات على حوائط المعرض تعطى الانطباع بأننا وسط هجوم مكثف من الغازات تظهر من خلاله ملامح للميدان والثوار وللأمن المركزي وللديك الأمريكي الذي يحاول أن يحشر منقاره فى الشأن المصري. وبخلاف كل هذا نجد بورتريه كبير لجمال مبارك فى إشارة إلى محاولات النظام القديم طمس الثورة المصرية والعودة من جديد. أما جنزير فقد قدم عمل فني فى شكل لعبة "أتاري" قديمة تمثل فى رأيه لعبة الحياة التى تتكرر أحداثها بشكل ساخر. وما تشهده مصر الأن هو إعادة للتاريخ بشكل عجيب حيث تتكرر نفس الأحداث بنفس التفاصيل لكن باختلاف الأشخاص. لعبة جنزير يعايش فيها اللاعب أسرة مكونة من زوج وزوجة أنجبا ولدين وفتاة، كل منهم كان له حياته المختلفة عن الأخر. كل منهم عاش تجربته الخاصة ولحظات فرحه ولحظات حزن. لكن المفاجأة أن كل منهم وصل فى النهاية إلى أن صار يكرر مع أولاده بنفس التفاصيل التى عاشها من قبل، ولم يفكر أى منهم من الخروج من الصندوق الذي وضعتنا فيه الدنيا ولا تريد لنا أن نخرج منه. صار حلم الحرية الذي سعي له الشباب المصري يتوارى شيئاً فشئ، فالواقع الذي نعيشه مختلف عما كنا نريده يوم 25 يناير 2011. كلمة حرية نفسها أصبح معناها مشوش ومضطرب بداخلنا. لذلك كان رأي بعض الفنانين الشباب أن الحرية تلوثت وصار من الأنسب أن نضع نقطة فوق حرف ال(ح) لننطقها "خرية" بدلاً من "حرية" ولاقى معرض خرية الذي أقيم فى إحدى الفنادق المهجورة فى منطقة وسط البلد، إقبالاً كبير من الشباب المهتمين بالفن وأيضاً بمسار الثورة. ربما لأن من قاموا به مجموعة من الفنانين الشباب أصحاب العلامات البارزة فى الفن المصري خلال السنوات الثلاثة الماضية، منهم عمار أبو بكر أول من قام برسم جدارية محمد محمود بالاشتراك مع الفنان علاء عوض. وشارك فى المعرض أيضاً جنزير فنان الجرافيتى الشهير، وحفناوي الذي عرف برسمه الكاريكاتير فى مجلة توك توك الساخرة. وهاني راشد صاحب فكرة توثيق جداريات الثورة عن طريق نماذج مصغرة لحوائط مرسوم عليها جرافيتى الثورة منذ عهد المجلس العسكري وحتى تولي مرسي الرئاسة. ويقول هاني راشد "فكرة المعرض هى نواة لمشروع أكبر نريد أن ننفذه وهو متحف كبير للثورة يؤرخ لها ولا يحتوي فقط على أعمال فنية وإنما أيضاً مقتنيات الثورة المصرية مثل قنابل الغاز ودروع الأمن المركزي والأدوات التى كان استخدمها الثوار فى ميدان التحرير، بالإضافة إلى الصور واللوحات والجداريات وكل شئ متعلق بهذه الفترة المهمة من تاريخ مصر. نحن نريد أن ننفذ هذه الفكرة بعيداً عن الدولة حتى يكون المتحف مستقل يحتوى على إبداعات الشباب دون تدخل من أى طرف، لكننا لا نملك الإمكانيات لذلك، لهذا قمنا بعمل هذا المعرض كنواة وفرصة للقاء جميع الفنانين المتحمسين لهذه الفكرة من أجل تنفيذها فى أقرب وقت ممكن" وبجانب الجداريات المصغرة لراشد قدم حفناوي مجسم من بندقية الغاز التى يستخدمها الأمن المركزي تنطلق منها قنبلة الغاز الذي ينتشر فى كل أرجاء المعرض من خلال استخدام الأقطان الصناعية التى تعطي نفس شكل دخان الغاز. وتطلق البندقية قنبلتها فى اتجاه ثلاجة تحتوي على عدد كبير من معلبات عصائر الفاكهة المصنوعة فى شكل قنبلة الغاز بحيث يشربها زائروا المعرض ويلقونها فى الأرض كأن هناك هجوم كبير من الأمن المركزي بعدد كبير من القنابل على المعرض. واستغل الفنان عمار أبوبكر تلك الحالة التى قدمها حفناوي، وقام برسم جداريات على حوائط المعرض تعطى الانطباع بأننا وسط هجوم مكثف من الغازات تظهر من خلاله ملامح للميدان والثوار وللأمن المركزي وللديك الأمريكي الذي يحاول أن يحشر منقاره فى الشأن المصري. وبخلاف كل هذا نجد بورتريه كبير لجمال مبارك فى إشارة إلى محاولات النظام القديم طمس الثورة المصرية والعودة من جديد. أما جنزير فقد قدم عمل فني فى شكل لعبة "أتاري" قديمة تمثل فى رأيه لعبة الحياة التى تتكرر أحداثها بشكل ساخر. وما تشهده مصر الأن هو إعادة للتاريخ بشكل عجيب حيث تتكرر نفس الأحداث بنفس التفاصيل لكن باختلاف الأشخاص. لعبة جنزير يعايش فيها اللاعب أسرة مكونة من زوج وزوجة أنجبا ولدين وفتاة، كل منهم كان له حياته المختلفة عن الأخر. كل منهم عاش تجربته الخاصة ولحظات فرحه ولحظات حزن. لكن المفاجأة أن كل منهم وصل فى النهاية إلى أن صار يكرر مع أولاده بنفس التفاصيل التى عاشها من قبل، ولم يفكر أى منهم من الخروج من الصندوق الذي وضعتنا فيه الدنيا ولا تريد لنا أن نخرج منه.