بعد ساعات يمضى عام 2013 غير آسفين عليه و بلا رجعة إن شاْء الله و بعدما ترك فى قلوبنا ندوب لا تُنسى على مر الأجيال .. سواء داخل مصر أو خارجها و أهم الجروح هو جرح الإنقسام و التشتيت بين فئات الشعب و بعضه , و معاناة ناتجة من محاولات التدخل الخارجى داخل دولنا العربية و محاولات التقسيم الصارخة و التى تأخذ منحنى التحدى حتى هذه اللحظة وفى مدخل العام الجديد , ومازالت المحاولات المستميتة قائمة على قدم و ساق بأكثر من مسمى أى كانت سواء: المنظمات الحقوقية أوأقليات دينية أو الحريات أم الثوريين .. و حدث و لا حرج . هذا بالرغم من إنكشاف جميع المخططات التى قد جُهِزت من أجل الوصول للسيطرة و الإستيلاء على خيرات هذا الوطن و إعادة تقسيمه لأغراض إستراتيجية و إقتصادية و غير هذا من مسببات تختلف حسب المطمع من دولة إلى أخرى بإختلاف الأهداف التى تعنيها و مطامعها .. وبالرغم من وضوح الرؤية تماماً عند المواطن العادى البسيط فإن الإصرار على تكملة تنفيذ الأجندة هو الهدف الذى لا غنى عنه خاصة بعد الفضائح التى أثيرت بسبب المليارات التى قد أنفقت على محاولة خراب الدول بمنطقة الشرق الأوسط بحجة الخيرات التى ستعود علي بلادهم من هذه التمويلات و النفقات الجنونية و التى ذهبت لتمويل إرهابيين على حساب المواطن الغربى العادى الذى أصبح الآن يواجه إقتصاد منهار بسبب طمع و فشل حكومات وأحزاب خاسرة سيئة التخطيط و التنفيذ بما جعل الشعوب فى حالة نفور من حكوماتهم أى لقد إنقلب هنا "السحر على الساحر " و أصبحت هناك شعوب تطالب برحيل و محاكمة من تسببوا فى هذا الفشل و يطالبوهم برجوع كل جندى صغير كان أو كبير إلى أسرهم و محاسبتهم على كل دولار قد أنفق على هذه الخطط البالية و لا ندرى ماذا يحمل لهم عام 2014 . أما بالنسبة لمصر فلم يكن عاماً سيئاً و حسب و لكنه كان دموياً و فقدنا كثيرا من الشهداء و الضحايا من جميع الأطراف سواء عسكريين أو مدنيين فى عمليات إغتيال مقصودة و مدبرة من جماعات مختلفة و لكن هدفها واضح و صريح و هو تعكير صفو الشعب و تحميل الجيش و الداخلية خسائر موجعة و مؤثرة و لكن هيهات فرجالنا لا يُبتَزوا من إرهابيين .. كما حدثت متغيرات كثيرة شملت ظهور الإرهابيين فى سيناء ورفح و العريش و حدوث بعض العمليات الإرهابية المتفرقة فى أرجاء المعمورة بوضوح و تحدى سافر يستهدفون أبناءنا من جنودنا المصرين الغوالى و الذين سقوا تراب مصر بدمائهم الطاهرة فداء لأهلهم و ذوويهم جعل الله مثواهم الجنة بإذن الله .. و إحقاقاً للحق فعام 2013 لم يكن كله سلبياً تماما ً و لكن من حقه علينا أن نذكر إيجابياته و أهم ما نأتى على ذكره هنا هو ثورة 30 يونيو و التى قام بها الشعب المصرى بكل ماأُتى من قوة بمساندة الجيش المصرى الباسل و قد توج هذه الثورة ظهور شخصية سيادة الفريق / عبد الفتاح السيسى حماه الله فى قلوب المصريين و إستحواذه على إحترام و ثقة الشعوب العربية المعنية و من هنا إجتمع العرب للمرة الثانية على قلب رجل واحد بعد تجمعنا من قبل فى عهد المغفور له الرئيس جمال عبد الناصر فقد جمعت شخصيته ما بين شخصية عبد الناصر بجاذبيتها و حضورها العسكرى .. و ذكاء و خبرة الرئيس السادات رحمهما الله .. و ينتظر الجميع أن تحظى به مصركرئيس لهذه الدولة العريقة و التى تريد لمن يقودها أن يمتاز بهذه التركيبة المنفردة , و الذى إستطاع بفضل الله أن يقود الجيش بقواته المختلفة و كوادره المتميزة إلى إنتصارات ساحقة داخل سيناء و خارجها و القيام بإنجازات من الصعب حصرها منذ 30 يونيو حتى هذه اللحظة و كلها إنجازات تحسب له و نفخر بها نحن كشعب سواء كانت إنجازات عسكرية أو مدنية لشرائح الشعب المختلفة .. نحن إذن كنا داخل عام ملئ بالمتغيرات الكارثية و لكننا نشكر الله على معجزة التغيير منذ 30 يونيو و حتى الآن .. ندعو الله عز و جل أن نبدأ عام جديد متشابكين الأيدى لإعادة بناء مصرنا الجميلة و التى حباها الله حب و إحترام جميع الدول الشقيقة و التى أظهر عام 2013 مدى تعلق و تشابك المصالح الواحدة بين مصر الدولة الأم أو الأخت الكبرى والتى تتعلق بها جميع الدول العربية المعنية بوقوفها بكل قوتها معنوياً و مادياً.. و مساندة عالمية جدية و مؤثرة فى مساندة سياستنا مع الغرب و هكذا لنثبت للعالم أن مصر و العرب كيان واحد تزيده الشدائد قوة و عزم و ترابط " لا إنقسام " .. و دعونا ندعو الله سبحانه و تعالى بإن يكون عام 2014 هو عام التكاتف المصرى العربى و يكون شعارنا هو .. " البناء .. و لا للإرهاب " و كل عام و نحن فى تكاتف و أمن و سعادة بإذن الله .