رشا محمد الدجنة، أديبة يمنية، وشخصية إعلامية، وصحفية متميزة، منفتحة اجتماعياً، تمتاز بذكائها الحاد، وصراحتها وجرأتها، وإرادتها القوية، تعرضتْ إلى الكثير من الضغوط في مجتمعها اليمني القاسي، خاصة فيما يتعلق بلبس النقاب، كسائر بنات جنسها في اليمن، ولكن، بإصرارها وعزيمتها وتحديها وإرادتها القوية، تمكنت من التخلص من لبس النقاب، واكتفت بلبس الحجاب. رشا تهوى الكتابة الأدبية خاصة القصة والرواية، مع أنها تعتبر كاتبة متميزة، وإعلامية ناجحة، تكتب بالصحف اليمنية والمواقع الالكترونية، وبعض المجلات الاجتماعية العربية، رشا حاصلة على العديد من الجوائز في عدة مسابقات، كان لقائي معها، بسؤالي المعتاد مع كل من أتحاور معهن، وهو: @من هي السيدة رشا مجمد الدجنة: الحالة الاجتماعية والعمر والعمل والشهادات الدراسة ومكان الإقامة والهوايات إن وجدت؟؟؟ رشا محمد الدجنة، يمنية الجنسية–اسكن في محافظة تعز، عمري كانت صرخته الأولى في محافظة الجيزة جمهورية مصر1986م–خريجة جامعة/تخصص رياضيات، وحاليا ادرس في كلية الحقوق لأكمل دراساتي العليا فيه، أهوى الكتابة الأدبية وبالأخص القصة والرواية وأتتلمذ في مدرسة الشعر اعمل في الصحافة والإعلام واكتب في الصحف اليمنية والمواقع الالكترونية وبعض المجلات الاجتماعية العربية منذ عام 2007م إلى الآن، حالياً اعمل في جامعة تعز رئيس تحرير صحيفة الحياة الجامعية الصادرة عن نيابة رئاسة الجامعة لشئون الطلبة. ومذيعة إعلامية للفعاليات الثقافية والطلابية في المحافظة والجامعة .حاصلة على المركز الأول في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية في الأدب (القصة القصيرة) على مستوى محافظة تعز.حاصلة على المركز الأول في مسابقة جامعة تعز للقصة القصيرة. حاصلة على المركز الأول في القصة القصيرة لمسابقات المدارس في الإبداع الأدبي. وعلى جائزة أفضل خاطرة من مجلة سيدتي العربية، وعلى نجمة الفكرة والأسلوب في القصة القصيرة (من صفحة أقلام ونجوم) مجلة سيدتي. @ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها كإنسانة ؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ لدي الكثير من الأفكار التي تتمخض من عصارة الفكر البشري، في الفلسفة العربية الإسلامية الإنسانية، وبالأخص اليمنية، فالكلمة الأقرب لكلمة فلسفة، هي كلمة "حكمة" واليمن، هي يمن الإيمان والحكمة، ولأنني أعيش واقع فيه الكثير من التناقضات، فإن فكرتي الأساسية، هي التعامل بحكمة، للانتصار لأفكاري التي أؤمن بها، مهما واجهت من التحديات والصعوبات. أما القيم والمبادئ التي احملها وأؤمن بها وأدافع عنها كإنسانة، هي العدالة الاجتماعية، والمساواة الطبيعية في الحقوق والواجبات، حيث أن الفوارق الفردية، إنما هي اختلافات في البيئة والتجربة الإنسانية، وليست في التكوين البشري، فالأفراد بطبيعتهم متساوون، فهم عند الولادة، يملكون قدرات غير محدودة من الطاقة الكامنة، نحو الإبداع، دون وجود خصائص طبيعية، تميز أحدهم عن الآخر، أو تفرق بين إنسان وإنسان، حتى نصل إلى التصرف الراقي والأخلاقي، في التعاملات والعلاقات الاجتماعية. نعم أنا قوية وجريئة وصريحة نوعاً ما، واجتماعية متفائلة، هكذا يصفني الآخرون، ولكنني تعلمت في مسيرة حياتي الشخصية، أن قوة المرأة تكمن في ضعفها المتزن، وجرأتها وصراحتها تنعكس من خلال الحكمة والتحكم بلسانها وقراراتها، أما انفتاحها، يكمن في احترامها لشخصيتها قبل كل شيء...ومؤمنة أنا بأن الحياة حلوة، بس نفهمها. ولا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة. @هل أنت مع حرية المرأة اليمنية، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً، أم تؤمني بان المرأة يجب أن تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟ جنس الرجال والنساء، من جوهر واحد، هو التراب، والرجل والمرأة شيء واحد، هو الإنسان، فلا فارق في الأصل والفطرة، وإنما الفارق في الاستعداد والوظيفة، ولكننا في المجتمع اليمني، نفرط في الفهم الخاطئ، لقوامة الرجل، مما يجعله يسلب المرأة حقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وهنا يصبح الدور الأساسي للمرأة، فإذا كانت مستعدة، لأن تستسلم لهم فستوظف مداركها العقلية، ودفاعها عن نفسها بالصمت والخضوع,,,وإذا أحبت أن تثبت وجودها، بأنها جزء مكمل في بناء المجتمع، فستوظف قدراتها لإثبات وجودها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وتصبح شريك أساسي للرجل، تعطي واجباتها بعقلانية واتزان، وتأخذ حقوقها وحريتها بالحكمة والذكاء والصبر. @هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ وهل أثرت الشبكة على الأدباء والشعراء والكتاب سلبا أم إيجابا؟؟؟ مواقع التواصل الاجتماعي، فيها نوعين من الأشخاص(افتراضي– حقيقي)، تعامل مع الحقيقي بإنسانيتك، وتجاهل الافتراضي بعقلانيتك...وبشكل عام، برأي الشخصي، الصداقة كنز أينما وجدتها، فحافظ عليها. الحب، أنشودة الروح، فإذا نبض القلب، فلا كاتم لصوته...ولا انتقاء لتلاحينه...ولا اختيار لسرب حماماته المحلقة، في عالم الشخوص...ولا ترويض لهيجان افتراسه لحواسنا...وليس لنا سلطان عليه، لمن أو لماذا أو متى يكون. أما الزواج، فهو قدر يكتبه الله عليك، ولا تعرف الزمان والمكان..فقط فكر بعقلانية، وقرر اختيار مصير حياتك. الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين، إما تستخدمه معك أو ضدك. @هل أثَّرتْ الشبكة العنكبوتية، على الأدباء والشعراء والكتاب، سلباً أم إيجاباً؟؟؟ كما أجبت سابقاً، بأنها سلاح ذو حدين، فهي تؤثر عليهم سلباً وإيجابا...كونها فتحت الطريق أمام الصغير والكبير، والذكر والأنثى، وأصبح الكاتب يغرد في فضاءات متعددة المعالم والرؤى، ويكتسب العديد من الخبرات والصداقات الأدبية، التي ستثري رياض الحرف لديه، ببذور قد تصبح مع الأيام ثمار يانعة، ووارفة الثقافة، من خلال امتزاج اللقاحات الثقافية المتنوعة، من عدة مجتمعات..ولذلك، أصبح هناك منتديات، ومواقع، وشبكات، تهتم بالجانب الإبداعي، الذي يناقش الكلمة الجميلة والمعبرة، والفكرة الآسرة، وتنحصر موضوعاتها في الفكر والشعر والقصة القصيرة والرواية والفنون، إلا أنها بنفس الوقت، عمرها قصير، وسيصبح التواصل معها ضعيفاً لأسباب ندرة، النقاد الفعليين على مستوى الوطن، وسلبية مرتاديها، الذين لا يناقشون إلا ما يقومون بطرحه، إضافة إلى ضعف ذائقة المتلقي، لما يكتب في بعض الكتابات، ستخلق أدباً جديداً، بسبب تقليص الفكرة المراد طرحها في عدد بسيط من الحروف، ومن خلالها، يتم ضغط الفكرة المراد إيصالها إلى المتلقي. كما انه قد يتعرض الكاتب إلى سرقة كتاباته الأدبية، ولن يستطيع بعدها الاحتفاظ بحقوقه الفكرية أو مقاضاة السارق الالكتروني، بالتالي لا بد من الحذر عند النشر في الشبكة العنكبوتية، وانتقاء المواقع بعناية. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟وما هي طبيعة كتاباتك، هل هي أشعار، أم قصص، أم خواطر وغيرها؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم قدوة لك، سواء عرب أو خلافهم??? علاقتي بالقراءة والكتابة، كعلاقة الروح بالجسد، فلا جسد بدون روح، ولا روح بدون جسد...فمنذ كنت صغيرة، وبدأت أفك الحروف، كان أبي وأمي يستقبلوني بالكتب، والصحف، وكنت ارتشف القراءة والمطالعة، مثل أبي، عندما كان يرتشفها قبل ارتشافه قهوة الصباح، عملي الصحفي منذ عام2007م إلى الآن، يجعل القراءة عندي فرض واجب، لا غنى عنها في الساعة، واليوم، والسنة، وبالتالي أصبح قلمي يكتب عن كل فئات المجتمع، ويتلمس الوصول إلى كل القراءن ومن كل الفئات...ومهما حلقتُ في سماء الحرف، وسكنت سطور الورق، يظل حبي وعشقي وهيامي في قلمي الأدبي، حين تأسره الرسالة الإنسانية، والكتابة عن الحزين والمجروح، والمظلوم والمتألم، لأرسم دموعهم كلوحة تستجدي القارئ، الالتفات إليها، لتخفيف حزنها، وتضميد جرحها، ونصرة مظلومها، ومداواة متألمها. حالياً، أجهز مجموعتي القصصية الأولى في كتاب...ثم بعدها إصدار باكورة كتاباتي في الرواية. كتاباتي قصصية، تميل أحياناً إلى انهار الخاطرة، وتتلمذ في مدرسة القوافي كثيراً، لتتخرج شاعرة. كل كاتب له شخصيته الخاصة به، ولكن الكتاب، الذين اعتبر أقلامهم قدوتي هم كُثر، سواء من العرب أو خلافهم، ولا استطيع إحصائهم بهذه المساحة الضيقة، ومع ذلك، يبقى قدوتي القلم الإنساني. @كيف تتمخض كتابة وولادة القصة لديك، وهل هي من خيالك، أم تعبر عن حالة خاصة مررت بها، او تعبر عن معانا صديقة لك، وهل تكتبي الومضة الشعرية، وكم تستغرق من الوقت القصيدة حتى يتم انجازها؟؟؟ تتمخض كتابة القصة لدي، من خاصرة الألم، وصرخات الدموع التي قد تعبر عن حالات خاصة، أو معاناة إنسانية، سلبت خاطري، وغالباً شكوى صديقة، استنجدتْ إنسانيتي لأعبر عن قصتها، لتكون عبرة أو أسطورة يخلدها الحبر...لكن عندما يصفد النوم أصوات البشر...ويسدل الليل ستارته مع اقتراب حضور النهار...أحلق في سماوات الخيال، وأبدأ طقوسي في كتابة الخواطر والومضات الشعرية، مع الألحان الفيروزية، وامتطي صهوة البوح مع قلمي في عالمي، الذي كنت أتمنى أن أعيشة، وكل ذلك، لا يستغرق وقتاً في ولادة كتاباتي، ولكنني اكتب للقارئ واحترمه كثيراً، فإنني أستغرق وقتاً في تهذيب وتجهيز كتاباتي، لتكون وجبة يستسيغها القارئ . @هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟ إني مع الديمقراطية قلباً وقالباً وسأحققها كمبدأ عام في أسرتي بإذن الله كما طبقها والدي العظيمين معي ومع إخواني وكانت نتائجها شهادة الآخرين لنا بنجاحنا وتفوقنا العقلاني والثقافي والنضج السياسي...فهي نظام اجتماعي مميز لو تم تطبيقه بطريقة صحيحة وتم احترامه فعلاً لا قولاً ابتداءً من الأسرة وصولاً للمجتمع ككل ثم إلى الحاكم والشعب..فسنصل إلى مجتمع يراعي احترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع.. ففي اليمن أصبحنا نمارس الديمقراطية سياسياً كشكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة-إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين-في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين، هي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي، وتناسينا أن ثقافة المجتمع لم تطبق الديمقراطية على نطاق الأسرة فحدثت فجوة حقيقية بين ثقافة المجتمع والسياسة وممارسة الديمقراطية الحقة وليست الديمقراطية الدكتاتورية. @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ??? أنت قلت ثقافة ذكورية منتشرة في المجتمعات العربية..!! للأسف، كل إناء بما فيه ينضح، فليس كل الرجال لديهم تلك الثقافة الخاطئة عن المرأة...ومشكلتنا كعرب، وعرب مسلمون، نساعد في انتشار الثقافة الخاطئة، أو العنصرية منذ الصغر، فللتربية الأسرية، والخلفية الثقافية، والجوّ الاجتماعي أعرافاً وتقاليد والأفكار التي ينشأ عليها الفتى أو الشاب منذ طفولته هي التي تشترك في تكوين نظرته عن الجنس الآخر، وما تلك الثقافة إلاّ نتاج التربية السيِّئة، والمحيط الفاسد، والأعراف العقيمة، لأنها لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة، فالإسلام هو من كرّم المرأة، وحفظ لها مكانتها وقيمتها، وبالتالي الواجب على المنابر الثقافية والإعلامية في المجتمعات العربية، أن تحد من انتشار تلك الثقافة الخاطئة بالتوعية الصحيحة، والحجة البالغة ذروتها، في استخدام كل الوسائل لدحرها وعدم خلق عداء عنصري بين الجنسين، وولادة مجتمع يعاني من الصراعات النفسية، لأن المرأة بالأول والأخير، نصف المجتمع، وهي من تلد النصف الثاني، فكيف نرضى لها بأن تصفد بتلك الأقاويل؟ @كيف تصفي لنا وضع المرأة اليمنية بشكل عام، من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية ؟؟ وكيف تصفي لنا نظرة الرجل اليمني لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟وكيف تحبي أن يعامل الرجل المرأة بشكل عام ؟؟؟ كم هو مؤلم هذا السؤال حد البكاء والصراخ:أريد أن أكون في مجتمعي إنسانة، لا امرأة فقط..!!! أرقى عصور النهضة الثقافية والسياسية، كان أيام أروى بنت احمد الصليحي، والتاريخ يحكي...والآن وضع المرأة اليمنية وضع مزري للغاية، لا مجال إلى إنكار ذالك، فلا يريد لها بعض إفراد المجتمع اليمني، إلا إن تكون آنية قابلة للكسر، فهي ليست غير معبر للشهوات، ونزق للذات. وليس إنسان كامل الحقوق والواجبات .كما أن المرأة تحارب نفسها بخضوعها وصمتها تجاه الظلم الحاصل عليها، وتعاني من محاربة زميلتها المرأة لها، بسبب الغيرة والفهم الخاطئ للنجاح الفردي...ولا ننكر، أن هناك جهوداً رسمية وغير رسمية، تبذل للنهوض بالمرأة اليمنية، إلا أن ذلك لم يصل إلى درجة انتهاء معاناتها من التمييز والتهميش، في مختلف مراحل حياتها، والذي يظهر جلياً في تخلف واقع المرأة اليمنية في كافة المجالات، عن المستوى المنشود والرقي والتقدم المطلوب .وللإنصاف، هناك فرق بين وضع المرأة وواقعها في اليمن...فالتعليم والعمل، غيَّر واقع المرأة، وأصبحت المرأة في اليمن عنوان كبير، لمختلف الندوات، وورش العمل، والمشاريع التي تدعم بالملايين، دون أن تغير من وضعها، كي تكون إنسانة! ولم نعد نعرف هل هذا الوضع المؤلم، متجذر في الثقافة الخاطئة التي سبق وذكرتها عند بعض الرجال، بحيث لا يمكن تغييره؟ أم أن تلك الندوات، لا تبحث في المشكلات الحقيقية؟ أم أن الخطأ، لا يخرج عن كونه شكلي، إذ أنه من المحتمل أن يحدث التغيير، ولكن بعد حين. فالمتأمل لوضع المرأة في اليمن، يصاب بنوع من الذهول والاستغراب في آن واحد، فالأرقام المهولة، المرتبطة بها بشكل سلبي تصيبه بالذهول، وعدد ورشات العمل، والندوات والمنظمات المهتمة بشؤون المرأة، تكاد لا تحصى من كثرتها، وبهذا يرتسم في عينيه استغراب كبير من التناقض العجيب، الذي يرتبط بذلك الوضع، الذي لا يتغير، وتعيشه المرأة في مجتمعنا! ولذلك، لست راضية عن وضع المرأة في اليمن، والتحقت للدراسة في كلية الحقوق، لمعرفة كافة المفاهيم والوسائل والأساليب، التي تجعلني أدافع عن حقوقي كامرأة، لي طموحي وتطلعاتي وقدراتي، في تنمية المجتمع والرقي بوطني، فمعرفة القانون، تجنبك شر الظالمون...آه صراحة، كم أحب أن يعامل الرجل المرأة كإنسانية، ويتأكد أنها إنسان، وليست جماد أو حيوان مفترس. @قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟ اتفق جداً معك في هذه العبارة، فالأب هو الرجل الأول في حياة المرأة، وهو من يجعلها تعاني أو تتعذب، أو تتخلف من خلال تربيته لها، ومن خلال زرع ثقتها بنفسها، وبقدراتها وثقافتها ووطنيتها...وأقول كما كتبت في إحدى خواطري: عفواً أيها الرجال...والحليم تكفيه الإشارة، لي رجلُ يحبني وهو يعلم أن الكثير من الفتيات أجمل مني وأذكى مني، رجلُ يحبني لأن روحي تولدت من روحه، ولأن أفكاري طابقت أفكاره...رجلُ يحبني ولا يضعني بالميزان ليقارن محاسني بمحاسن غيري. رجلُ لن يتركني مهما بدر مني-هو فقط يكتفي بأن يجعلني جميلة في روحي، يمانية في لساني-بدوية في أفكاري وتفكيري، زينبية في صبري، بلقيسية في طموحي، مسلمة في طهري وعفافي..أبي أنت الرجل الأول في حياتي ...وأنت من علمني كيف أدافع عن إنسانيتي وكياني...أنت اكتفيت بي ابنتك الوحيدة، وأنا اكتفيت بحبك يا أبي..فلا الحب يغريني كي أتركك..ولا الله سيرحمني عندما أعصيك، أبي سأكون لك بنتاً كما تريد، ولن تخذلني يا أبتي فيما أريد. @هل لديك صديقتي رشا نظرة خاصة شخصية تحليلية، كونك إعلامية لما يحدث في اليمن من تفجيرات وخلافها ولمصلحة من وهل هناك من يقف وراء ذلك، وما هو موقفك من حكم الإسلاميين لليمن وهل تؤيدي حكمهم؟؟؟. (بإمكانك رفض الإجابة على السؤال إذا كان سيؤثر سلبا عليك)؟؟؟ مع أنني لا أحب الحديث عن السياسة، ولكنني سأجيب على سؤالك من منطلق رشا المواطنة اليمنية التي أصبحت تبحث عن وطن أضاعه السياسيون عندما أصبح كل حديثهم قضيتنا الحزب..قضيتنا الرئيس....قضيتنا الجماعة...قضيتنا أشخاص...؟؟؟!!!للأسف جزأنا القضايا ونسينا القضية الأم (قضية الوطن والمواطنة المتساوية للجميع نسينا أننا أخوة).نسينا أن سلاح العدو سيظل دائماً وأبدا، فرق تسد...؟ وفي الأخير أقولها بصدق، بهذه القطعة من كتاباتي: أضعناك يا وطني، عمرك وريقات تساقطت من تجار الفتن، وعمري دموع شردتها جراح الزمن، ما بين مد الواقع وجزر العراقيل، بقيت في وسط الحياة، اشتاق هدوئك والأمان..وأنادي العمر بأن يبقى، فإليكَ وحدك يكون الانتماء، فأنتَ لي الماء والهواء والدواء، وحروف اسمك تزرع في داخلي الطهر الصفاء، يمن ضمني إلى ترابك باحتواء، أولم تسمع قلبي يشدو لكَ في الغناء، وأسراب اشتياقي تهديك الحبٍ والولاء، فمن رياضك تعلمت الحب والوفاء، فضممت ترابك في جفني كعاشقٍ ولهان، وتنفست عطر نسائمك بافتتان، وعلى جبينك طبعت قبلة من حنان، كم أحبك يا وطني فصدرك هو لي الأمان، وعشقي إليك فاق حدود الهذيان، عمري هو أنت يا وطني، ومروجك بحري وأشرعة سفني، أضعناك يا وطني فرحلت، واستبد بي السؤال هل برحيلك سيبقى للعمر بقية. @هل تعتقد السيدة رشا أن الشبكة العنكبوتية أثرت سلبا أو إيجابا على وسائل الاتصال المسموعة والمرئية، أم ليس هناك تأثر بينهم؟؟؟ لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه، وهذا ما نراه اليوم في الساحات الإعلامية المسموعة والمرئية، والشبكة العنكبوتية، فالشبكة العنكبوتية أصبحت متنفس لمعارضة أطروحات الوسائل الإعلامية، لأنها تتيح المشاركة للجميع، عكس الإعلام المرئي والمسموع، الذي يحصر القضايا في شخوص محدده، وبرامج ممنهجة وأراء مسيجة . @ما هي طموحات السيدة رشا التي تطمح أن تتحقق على الصعيد الشخصي والصعيد العام؟؟؟ طموحي ترتلت سيمفونية ألحانها في حبر قلمي عندما بدأت اختصر مشاعري وأحاسيسي كلما استمعت الحان فيروز(لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة..الغضب الساطع آت بجياد الرهبة آت..وسيهزم وجه القوة البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بأيدينا للقدس سلام آت) لذلك أقول: طرزي يا صباحات الضوء أمنياتي ..ورتلي من على صفحة العمر كلماتي، واحمليها على أجنحة الوجد هتافاتي، إليك وحدك تنحني قاماتي، وأنا المسافر قبل طي ألمسافاتي...إليك اهدي ورودي وكل حكاياتي، إليك يا مدينة الصلاة قلمي ومحبرتي وقذائف حرفي، ستكون على الأعداء، فإما أن تعودي إلينا أو تدفن أجسادنا وتظل حروفنا تحارب عن عروبتنا وقضيتنا حتى ندحر العدو)، وعلى الصعيد الشخصي اطمح لأن أكون مواطنة يمنية تحتل الصدارة في مضمار الأدب وتتوج بلقب(فارسة القلم العربي) ويفخر بها الجميع وأن أكون أم تربي أجيال تكون معينة للوطن لا عالة عليه. قلمي الإنساني آتٍ فلتعلم قصور الظلم بأن سيوف الحرف في قلمي ستفتح بوابات الوجد كملجأ، حتى تدق سنين الضوء لتعلن عن ساعة قصف سياج الظلام عندما نمرر فيها خط استواء الحب بين الجميع وسيجرف سيل دماء الأخوة والحكمة اليمانية أحجار الحقد والكراهية والإقصاء والانتقام لتتناثر إلى ضفاف التعاون الروح الإنسانية لتحقيق الأهداف التي يرجوها الجميع بأن تكون الوحدة اليمنية هي منبع الوحدة الإسلامية.