أنا هِيَ

الأرضُ والماءْ والأغصانْ
في صورةِ إنسانْ
تَجِرُّ وراءها سيقانْ
إلى مَكانْ
وأنا هي الحُريَّةُ الحَسناءْ
القُزحيَّةَ الألوانْ
بِشفتانْ سَاكنتانْ
في أوطانْ الاوفياءْ
معاً يعتمدانْ أنْ يعيشانْ
في جنةٍ وكوخٍ وصحراءْ
غريبانْ قريبانْ
وأنا هَذا الدُّخانْ
الذَّي تَجاوَزَ الأحزانْ
من بُركانْ
في أعذب أجواءْ السَّماءْ
لتبدو الَّشمّس خَلفُهُ صفراءْ
والأقمارُ بلهاءْ
كي يمنحكّ الضِياءْ
وهَذا الجمالْ
في آنْ
بالاضواءِ والأزياء ْ
بالبشاشةِ بالبهاءْ
حتى لا يُثبتَ
أنّه مُدان
أنا هِيَ
الزهرةُ العذزاءْ
على جانبْ الشُطآنْ
دونَ جيرانْ
بالطَّاعةِ العَمياء ْ
تَهمُِس في حَياء ْ
للطبيعة الغنَّاءْ
وللصخرةِ الصَماَّءْ
تراتيلُ
وآذانْ
وأنا هِيَ هَذهِ الأشجارْ الخريفيَّةَ
الحِرمانْ
وكُلَّ هَذا الهَراءْ
من اللاجدوى
والهجرانْ والفِقدانْ
من وِحدةٍ وعناءْ وفناءْ
وقصيدةٍ حمراءْ
في ديوانْ
وأنا هَذا البُستانْ
المُثقََّلْ بالأشجانْ
بخدَّانْ كامدانْ
الهارِبَ من سوادْ المَساءْ
ومن أمامْ مرآة سوداءْ
يخنقها البكاءْ
ويا ليتهُ ما جاءْ
وراح في
إغفاءْ
أطولُ ممَّا كانْ
أنا هِي
النِجمةُ البيضاءْ بمقدارٍ
من الحَنانْ
تَرتَعُ في الخلاءْ
دونَ كبيرْ عَناءْ
فوقَ الجِبالْ والتِلالْ
والوِديانْ
وأنا هِيَ الغَيْمةُ الذِهبيَّهْ
السابحةَ في الشِتاءْ
تَملأُ أجوازْ الفَضَاء ْ
بَعدَ نعاس
الاوطانْْ
وأنا هذا الوِجداْن
الذي يًضيءُ أقبيَة َالروحْ
والشريانْ
رغم السَجَّانْ
والقُضبانْ
يعبثُ في الخَفاءْ
ويذوبُ عشقاً
في الفَناءْ
في العراءْ
وفي أرضْ
الجَنَّهَ العذراءْ
أماكنْ استيطانْ
أنا هِي
العاشِقةُ الأكثر َلمعانْ من بركانْ
نَعمْ جاءْ
ليعودُ الى رحَم الأمانْ
أنا هي اللَّوحَةْ الفينيقيه
والحروف الأبجديه
التي بها إرتواءْ
لأحرف الهجاء والمدحٍْ والرَثاء ْ
في كل معاهد الأُدباء
والشعراءْ والعرَّافينْ
والكُهَّانْ
الجاهلةَ القوافي والأوزانْ
وجزآن صغيرانْ
من الحاءْ إلى الباءْ
المُطلقَةّ الضُحكْ لا البُكاءْ
حيثُ الكلمةَ
تَقول في هذهِ الأثناءْ
أنا الإنتماءْ
الآنْ
أنا هِيَ
المرأة الشَرقيَّه داتَ العينانْ الواسعتانْ
بِطرفها الفَتانْ تَحملُ الرايَه العَربيَّه
دونما اسئذانْ
وإني أنا الهواءْ والطيبُ والشِفاء ْ
للأبدانْ
والنَبْتُ والدواءْ وشيئاً من دُعاءْ
كُتِبَ على الَّسقفِ
والجدرانْ
وعلى لوحٍ أبيضٍ
ليعتلي
النسيانْ
وأنا هِي أحلامُك الورديَّهْ
بين ظلالْ يديكَ البَنفسجيَّه
وعازِفةَ الكمانْ
وما تريد وماتشاء من النساء
في البُلدانْ
في مراتبْ الارقامْ والتواريخْ
والأسماءْ وفي زُمرة
الالحانْ
وَفي كُل حُدودْ الخوفْ
في الأرجاءْ
في بيوتْ الأغنياءْ الفُقراءْ
الغُرباءْ
في البقاءْ
والزَّوالْ والنُقْصَانْ