تَنْتَظُرني

وهلْ تُظُنُّ بأنَني أُتقِنُ لغةَ البُعادْ
والجَفاءْ
وأنْتَ في خيالي تَطوُف
في المساء
ْتَرقُص كالقُبلةَ المَرجاة
بملامحَ بيضاءْ في الغُرفةِ
الجَوفاء ْ
وكهلالٍ وشفقٍ
في السَّماء ْ
بالصَّمتِ
والكِبرياءْ
تنتظرني
وأنا يا سَيدي مُنذُ صفوْف الإبتداءْ
بجدائلي السَوداءْ كالهِنديةِ
الحمراءْ
لاأملك الإجتهاد في الإنشاءْ
والاملاءْ
سِوى في حَرفين من أحرفْ الهجاءْ
الحاءْ والباءْ
من قاموس الشعراء والأُدباءْ
عُدَّتي والعِتادْ
من الهواءْ والماءْ
والإرتواءْ
تَنتِظُرني
مُتناسياً بأنَني من هُنا
مِن بلادْ الارْض
الخْضراءْ
التي تَنوءُ يالنورِ والأضواءْ
والعطر والنساء
المسكونةٍ بالوفاء
وبأنني جوادٍ بسيقانٍ
من ضياءْ
ليلة وراء ليلةٍ
هَجَر َالرُقادْ
في أروقةِ السَّوادْ بِلا انتهاءْ
لِيبحثَ عنكَ بإنفرادْ
في كتابةَ الريحْ
في الصَحراءْ
وفي أمكنةٍ وشوارعٍ
واسماءْ
تَنتُظرني
لِتغضبني في إزديادْ
كما تشاءْ
بصراخْ الجَلاًّدْ
وتَسمُقْ الاشجارْ والفَضاءْ
فالزًّمنْ لا يَعودُ
إلى الوراء ْ
فالخمرُ خمراً والماُء
ماءْ
يا سَيدْ الليْلْ وبرجَ النقاءْ
في مملكةٍ
ببوابةٍ زرقاءْ
وبزَخارفَ برَّاقةٍ ذهبيةٍ
صَفراءْ
تَنتظُرني
وأنا التي وهَبتكَ نَبضَ
الفُؤادْ
من الخَريفْ
إلى الِشتاءْ
لأرفع عَنكَ العناءْ
كَجُنديَةً
في الجِهادْ
في أرضٍ تُخلصُ
لكُ الولاءْ
وأنت ناءٍ من مرادْ
مِنْ كُل ضَفَّةٍ
قمراءْ
ومِن كُلْ بابْ كوخٍ
مضاءْ
يَموجُ بالأصداء ْ