هَمسْ الوَحيدْ . . . . وشَدو الحنينْ ! !

جَلستْ أمامى . . . والحزنُ يَسكنُ عَينيها . . والأسىَ يَعلو وَجنتيها .
نظرتُ إليها . . فى حُنو وحنينْ . . وأشجانى ما رأيتُ . من حال الحنين . . حنين العمر . . والروح المُستكينْ ! !
وعلى الفور قلتُ : ما بكِ أيتها الحنينْ ؟ ؟ وما سرُ هذا الحزن الدفينْ ؟ ؟
قالتْ : يا وَحيدى . . قلبى يُوجعنى . . وروحى تتألمُ فى أعماق جَسدى ! !
قلتُ : فداكِ . . كل سنينى . . وعمرى !!
قالتْ : سَلمتَ لى . . وسلمَ لأجلك كل رجال الدَهرِ ! !
قلتُ : إذن اخبرينى . . ما ألم بكِ ؟ ؟ ما يوجعكِ ؟ وما يؤلمنى ؟
قالتْ : ما بيننا من الحبِ . . أخشىَ عليه من كثرة الفتنِ .
قلتُ : وهل ينال من الحب والعشق . . شيئ يا نقية الروح والقلبِ ؟ ؟
قالت : نختلفُ كثيراً . . وأخشىَ يا وَحيدى . . أن يفلتَ الزمامُ منكْ ومنى ! !
قلتُ : ما بالكِ يا حَبيبة قلبى . . وروحَ فؤادى . . قد تُهتِ عَنى ؟ ؟
قالت : الم تسمعْ كوكبُ الشرق ؟ وهى تشدو : " انا وإنت نسينا ، حتى نتعاتبونتصارحْ . . وعَز عليكْ تسيب العند وتسامحْ . . وعز علىّ أكون البادى وأتصالحْ . . وأصبح كل يوم بينا . . يفوت أصعب من إمبارحْ . . نسينا رقة العاشقينْ . . نسينا وإحنا مش داريينْ . . نسينا إزاى ؟ كده نسينا . . وإيه ده اللى جرى لينا . . وضاع الحب ضاع . . ما بين عند قلب ، وقلب ضاع " .
قلتُ ( وأنا أبتسم ) : ألم تسمعى أنتِ . . قيثارة الغناء ، وهى تطرب : " شكل تانى . حبك إنتَ شكل تانى . . حب غالى . . حب ناره مدوبانى . . حتى لما بتقسى مَرة ، وتعاتبنى بكلمة مُرة . . العتاب المُر بَرضو ، له حلاوة شكل تانى . . حبك إنتَ "
قالتْ ( وهى تغمض عينيها ) : كلماتكْ أراحتْ قلبى . . وسكنتْ لها روحى ونفسى . . إسمعْ منى ولا تقاطعنى : من أجل عينيكْ عشقتُ الهوىَ . . بعد زمان كنتُ فيه الخلِى . . وأصبحتْ عينىَ بعد الكرىَ تقولُ للتسهيدِ : لا ترحلِ . . يا فاتناً لولاه ما هزنى وَجدُ . . ولا طعمُ الهوى طابَ لى . . هذا فؤادى فامتلكْ أمرَه . . واظلمه إن أحببتَ أو فاعدلِ " . . .
ونهضتْ . . كى تودعنى وتمضى .
ولكنها ما وَدعتنى . . بل ظلتْ كلماتها . . تداعبُ روحى وقلبى .