صاحب الشريعة هو الله ولم يفوض أحد ليتكلم باسمه سوى الرسول المعصوم! من يسيطرون على الآخرين بحجة أنهم أصحاب الإسلام يسلكون طريق الشرك بالله! انتصر لنفسك ولا تصدق دجالا يوهمك أنه يعرف حكم الله ويلزمك به! القرآن والسنة نصوص لا تطبق وما يطبق هو ما فهمته من النص وقد يكون فهمين أو أكثر! على عكس ما كان يجري – بالتوازي - في ميدان التحرير والمحافظات المصرية المختلفة من أحداث ساخنة، اتسم اللقاء الفكري الذي استضاف فيه معرض الكتاب الدكتور سعد الدين الهلالى بالهدوء. أجبر الهلالى القاعة على الإنصات لما يقول على مدار ما يقرب من الساعتين، كان فيهما رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون يتحدث عن إعمال العقل في الدين، وفضح من يحاولون السيطرة عليه والتحكم فيه لصالح أغراضهم ومصالحهم. الإعلامي حسن الشاذلي قدم للندوة بعبارة الإمام محمد عبده "التفكير فريضة في الاسلام" وأضاف بأن العقل منطقة التكليف الذي كرم الله به الانسان، وقال إن الهلالي استطاع ان يجمع بين التخصص والفكر من أرضية ازهرية وأثرى المكتبة الاسلامية بخمسة وثلاثين كتابا أهمها "الإنسان وإسلامية الدولة"، فضلا عن 60 بحثا مهما. خص الدكتور سعد الدين في استهلاله الشعب المصري الذي وصفه بالأصيل واستطاع أن يحافظ على إنسانيته وكرامته حين بدد حاجز الخوف في ثورة 25 يناير 2011 واستعاد عرينه في مواجهة الاستبداد والطغيان. وتلا الآية الكريمة "وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" وفسرها بقوله: الميزان يحتوي على كفتين، لكل منهما قوة معينة يجب أن تتساوى مع الأخرى وألا ينتقص من إحداهما. واستشهد بقوله تعالى "ولولا دفع الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض" وقال: إن البيع يتم عن طريق طرفين هما البائع والمشتري، وكذلك الإيجارة من مؤجر ومستأجر وكذا الزواج؛ زوج وزوجة، وكذلك الحياة من حكومة وشعب. والعلاقة بين البائع والمشتري، لا فضل فيها لأحدهما على الاخر وإذا أراد البائع أن يتفاخر فمن حق المشتري ان يتفاخر أيضا، وإن تواضع فواجب على المشتري أن يتواضع، ونفس الشئ بين الرئيس والحكومة من جهة والشعب من جهة أخرى، فإن تفاخر الرئيس والحكومة أنها صاحبة فضل لأنها ورثت بنية مهلهلة وتركة ثقيلة، فمن حق الشعب أن يقول للرئيس أنا فضلتك على غيرك ونصبتك رمزا.. وإذا تواضعت الحكومة فعل الشعب المثل. أما ما ذكره القرآن "ولا تنسوا الفضل بينكم" فهو يعني أن الزوج مثلا حين يسأم من زوجته ويقرر الانفصال عنها يجب ألا ينسى أنه أخذ منها عسلا من قبل، وحين تكره الزوجة عشرة زوجها يجب أن تتذكر ما أخذته منه من آمان ورعاية. "وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" فالحياة بدون ميزان كبر وغطرسة وألوهية، ومن يضع الميزان هو الله تعالى، وتلك رسالة الإسلام منذ آدم عليه السلام وتنامت الرسالة حين جاء الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يتمم هذه الرسالة " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" فالرسول جاء ليكمل رسالات السماء. قال الهلالي إنه يحيي شعب مصر اليقظ لحقوقه ومصالحه وعدم إغفاله لحقوق الكفتين. ولفت إلى أن المصريين احتفلوا بالأمس بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وتساءل: لماذا يحتفل المسلمون بميلاد النبي ولم يحتفلوا بوفاته؟.. وأجاب: من تلك الإجابات التي يبرر بها المفكرون هذا الاحتفال هي أن حياة الناس قبل مولده الشريف كانت تتسم بالظلم وبعد أن وجدوا الجبروت من بشر يعيشون بينهم وهو ما جعلهم ينتظرون الفرج الذي بشر به عيسى عليه السلام " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد". استسمح الدكتور الهلالى الحضور في أن يعيشوا معه لحظة تاريحية حددها بحياة إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وقال إنه أول من سمانا مسلمين "هو من سماكم المسلمين من قبل" وأنجب إسماعيل وإسحاق وكان الأول من زوجه هاجر (الجارية) التي وتزوج قبلها السيدة سارة ولم تنجب إلا عندما انجبت هاجر.. وأضاف: من ذرية إسحاق تناسل الأنبياء، فكان كل أب ينجب نبيا حتى وصلت ذريته إلى سيدنا عيسى عليه السلام، بينما سيدنا إسماعيل لم يكن من زريته نبيا حتى الجيل العشرين وهو سيدنا محمد محمد صلى الله عليه وسلم.. ولعل هذا سر تفاخر اليهود بأنهم الجنس السامي، ورابط العمومة الذي يربط بيننا وبينهم. أشار الهلالي إلى أن سيدنا إبراهيم الذي لم يسجد للأصنام يعني أنه كان موحدا بالله، وعندما اصطحب ولده اسماعيل الى مكة كان إسماعيل أيضا موحدا، وأرض مكة كانت بكرية وبالتالي لم يقربها الشرك. وعاش إسماعيل عليه السلام في هذا التوحيد، لكن الجيل العشرين كان يعبد 360 صنما.. فكيف نشأت تلك الأصنام على عشرين جيل، أي بمعدل 18 صنما في العام يقدسهم البشر ويعتقدون أنهم واسطة بينهم وبين الله.. قال الهلالي: تذكرنا قصة ظهور هذه الأصنام بقول الله عن فرعون "فاستخف قومه فأطاعوه" وأعني أن ظهور الاصنام جاء لسيطرة الإنسان على أخيه الإنسان، وكانت فكرة الكهنة الذين اخترعوا الأصنام تقوم على استغلال شوق الإنسان لرؤية ربه، فاستفادوا منها بما يقدمه العباد من قرابين وما يضعونه في صناديق النزور فتكسب الكاهن من حسن نية بشر يحسبون أن ما يفعلونه يقربهم إلى الخالق وأن الصنم سببا في قبول الدعاء. وأكد الهلالي على أن التاريخ يكرر حوادثه بنظام جديد، والشرك يعيد نفسه بثوب مختلف، فالذين يريدون السيطرة على الأخرين يأمرونهم دينيا وينهونهم دينيا وكأنهم أصحاب الدين وهي طريقة في الشرك، ذلك لأن الرسول جاء بكلمة لا إله الا الله بينما يرددها البعض بفمه فقط دون أن يفهمها أو يمارسها بجوارحه "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" اصرفوا الإلوهية عن المخلوق فالخالق الحي القيوم لا تدركه الأبصار هو الله الذي يعبد ولا يجوز أن يعبد أو يطاع احد سواه. هذا الإله لم يتمثل لك في شخص أو جسد ولم يطلب منك طلبا تعجز عنه، ويطلب منك ان تنتصر لنفسك في مواجهة الشيطان والإنسان الذي يريد ان يسيطر عليك، فلماذا تترك الله وتصدق دجال يوهمك انه يعرف حكم الله ويلزمك به أمرا ونهيا. اعترف الهلالي بأن الخط الفاصل بين الدراسة الأكاديمية وترجمتها إلى فكر ظهر له مؤخرا وقال:عشت سنين طويلة استمع إلى شيوخي من خلال الخطب والندوات، وتوهمت أن وظيفة الشيخ هي معرفة حكم الله وبالتالي علىّ اتباعه، فامتثلت لمبدأ السمع والطاعة لما يقولون، حتى عام 2002 (رغم أنني بدأت دراستي عام 1952)، وجاء ذلك من خلال كتابي "البصمة الوراثية وعلائقها الشرعية" الذي جاء بعد حضوري عدة مؤتمرات استمعت فيها إلى كلام الأطباء ممن درسوا الخلية الإنسانية التي تتم عن طريقها معرفة الصلة بين الناس بواسطة التحليل العلمي (دي إن أيه) والذي ظهر لأول مرة بصفة رسمية عام 1985 وظهر قضائيا عام 1987. وجدت أكثر المشايخ يقولون إن تحليل ال (دي إن أيه) لا يرتقي في معرفة النسب في الفقه الاسلامي إلا لمرتبة القيافة اي الفراسة بالعين المجردة والقيافة تخمين ورؤية حسية وانطباع لدى صاحب الفراسة وكانت معروفة في حياة النبي صلى الله علية وسلم وملتصقة بقصة تبنيه سيدنا زيد بن حارثه الذي قال فيه النبي قبل أن يأتيه الأمر بتحريم التبني "زيد ابني يرثني وأرثه" وكان الصحابة يلقبونه بحب النبي لما له من مكانة كبيرة عنده، ولما أكرم الله زيدا بولده اسامة لقبوه بحب الحب. ولكن سيدنا أسامة كان أسود بينما أبوه زيد صاحب بشرة بيضاء مما جعل الناس تنكر نسبه إليه. فماذا فعل النبي ليدفع التهمة عن أسامة تطوعا (وهذه مسئولية الحكام دفع التهم عن المظلومين). ما كان يقنع الناس في عصر النبي هم أهل القيافة، وكانت قبيلة من بني مدلج هي من يرث هذه المهنة، فأتى النبي برجلين منهما، وأجلس زيد وابنه أسامة وغطى رأسيهما بعباءته، وأظهر الأقدام فقط، ثم أدخل عليهما وفد بني مدلج، فقالوا بصوت واحد هذه الاقدام بعضها من بعض فكبر النبي وهلل وأضاء وجهه مستبشرا لبراءة أسامة. والفقهاء اعتبروا القيافة من الأدلة الشرعية التي تدل على النسب، لكن الواضح أن الرسول استخدم الوسيلة المتاحة في عصره وهو ما اعتبره الفقهاء دليل شرعي رغم أنه لم ينزل في كتاب الله أمرا به، ولم يأمر النبي أن تكون القيافة وسيلة لاثبات النسب! وفي عام 87 انتهى الفقهاء في توصيتهم من خلال مؤتمرهم إلى أن تحليل البصمة الوراثية في حكم القيافة فوجدت من واجبي كتابة "البصمة الوراثية وعلائقها الشرعية" وهو ما اعتبره فتحا من الدراسة الأكاديمية إلى الفكر وحياة الناس، وانتهيت إلى أن دراسة الإحكام الفقهية والعلوم الشرعية لا يكفي وحده للارتقاء بفكر الإنسان، فلا بد من تطبيق هذه العلوم الشرعية. بينما الآن كل من يجلس ويتكلم يظن أنه يمتلك الحقيقة ويعرف الحق وينصب بنفسه وصيا عليك ويلزمك بما فهمه عن الدين على خلاف قول الشافعي " قولي صواب يحتمل الخطأ.. وقول غيري خطأ يحتمل الصواب" وكان النبي إذا أمّر أميرا على جيشيه أوصاه وقال له"إذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن على حكمك! فطالما أنت صاحب اجتهاد فلماذا لا تقل أن هذا اجتهادي، والقرآن الكريم يحذرنا أن ننسب إلى الله قول لم يقله وما تقوله بأمر فقهي هو استنباطك وقناعتك.. أما كتابي "الإسلام وإنسانية الدولة" فهو مستوحى من الآية القرآنية "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" وجاءت في موضع آخر "الظالمون" وفي موضع أخير "الفاسقون"، والآية الأولى والثانية كانت تخاطب أهل التوراة والأخيرة أهل الانجيل! إلا أن الخطباء وأهل المواعظ تواطئت كلماتهم إلى جمع شمل المسلمين تحت عنوان الحاكمية لله ووجدت أن هذا الشعار سياسي والمقصد منه جمع شمل الناس بينما "الحاكمية لله" لها تفسير مختلف. وإذا كان أمر الله بالحكم بما أنزل جاء لأهل التوراة والانجيل لماذا استخدم الدعاة تلك الآيات للسيطرة على عقول الأخرين بأن الحاكمية لا تكون إلا لله وهي الحاكمية التي يفسرونها بما يملونه علينا! والرسول وحده لا ينطق عن الهوى والقرآن والسنة نصوص لا تطبق وما يطبق هو ما فهمته من النص وقد يكون فهمين أو أكثر.. ودليلي على ذلك الآية الكريمة "إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه..." وهي تعني أن الله يأمرنا حين نعطي زميل لنا جنيها نأخذ منه إيصالا، ولكن من حقي أن أفهم فهما آخر، أن الله لم يأمرني أن أحرج نفسي مع أقاربي ولكن مع من أتوجس من أعطيه الدين.. وهذا فهم وذاك فهم.. فهل يصح ان أخذ أحد الفهمين وأعتبره حكم الله.. وما فهمته عمل بشري فلا يصح أن أنسبه لله! ويرجع الدكتور سعد الدين الهلالي شعار الحاكمية لله إلى الخوارج ويقول: كان أول من نادى بهذا الشعار هم الخوارج أثناء الحرب بين أهل العراق والشام أو بين على ومعاوية حين فكّر عمرو بن العاص في فكرة التحكيم وأقنع أهل الشام بأنهم أقل من أهل العراق ولابد من تحكيم كتاب الله.. وكانت فكرة عمرو بن العاص من أجل إنقاذ جيش معاوية من الهلاك، فوضعوا المصاحف على أسنة الرماح ورفض 4 آلاف جندي الأمر وسموا بالخوارج.. قالوا أن على هو الأمير بعد عثمان وهذا حكم الله ولا حكم إلا لله.. ولكن عندما طلب أهل الشام الحكم كانوا (من وجهة نظرهم) أيضا يرفعون شعار الحاكمية لله. وعندما أراد عبد الله بن عباس أن يبادر بالاصلاح وقال لعلى هناك 4 آلاف جندي خرجوا عن طوعك وطلب من على أن يعطيه فرصة للجلوس معهم ليقنعهم بالعودة وقال لهم ما تنقمون على ابن عم رسول الله وختنه قالوا: رفض حكم الله.. عينه الله أميرا فتنازل عن البيعة وطالما قبل التحكيم.. وحدثت حرب بيننا وبينهم لم يسبي الأسرى وأطلق سراحهم.. قال ابن عباس وماذا لو أرد عليكم بكتاب الله: الله عز وجل جعل التحكيم في أمر يخصه. ألم تسمعوا " يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم...." وجعل شخصين من عموم الناس يحكموا بينك وبين الله.. فربنا يرتضي الحكم بينه وبين البشر وأنتم لا ترتضون تحكيم بين جيشين.. ويرضى أن يحكم الناس بين زوجين وأنتم ترفضون بين قبيلتين. فاقتنع بعضهم ورفض الكثير منهم. وفي سنة 38 هجرية ظهر مبدأ الحاكمية لله، ومرت الأيام وظهر الاستعمار الأوروبي للدول الإسلامية فأراد البعض توهج الغيرة على الأوطان ومنهم المودودي (1903- 1979) فرفع شعار الحاكمية لله من جديد لرد العدوان الانجليزي وفي مصر سيد قطب (1906- 1966) رفع نفس الشعار، وكان في مؤلفاته صريحا في تكفير المجتمع وادعى أن حياة الناس حياة غير إسلامية ولا يمكن الحياة بدون اسقاط الأنظمة ورفض اي ترقيع بقوانين إسلامية كما ورد في كتابه (نهج الحياة) وهو ميلاد لفكر هناك من اقتنع به واعتبر كل الحكام طواغيت ولا بد من القضاء عليهم قبل أن نبدأ الخطوة الاولى للأسلمة.. ولو فكرتم لوجدتم أن مبادرة قطب قابلة للتطبيق على نهجه، ولو قام بإسقاط النظام وتعريف الناس منذ البداية ب لا اله إلا الله من يضمن عدم الخروج عليه واتهامه بالطاغوت.. فهل هذا الفكر لم يفعله الرسول وهو أغير الناس على الدين إنه صلى الله عليه وسلم ترك الأنظمة كما هي وطلب منهم حماية عقولهم.. ولذلك عندما تفكر في وضع همزة وصل بينك وبين الله فأنت لا تستحق عبادته، ولقد جاء الرسول ليقطع تلك الواسطة. سئل وابصة بن معبد الرسول عن البر والاسم فقال له يا وابصة "استفت قلبك" . فلماذا تبعد المسافة بينك وبين الله.. وقال صلى الله عليه وسلم"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" ما ستحاسب عنه ارتكاب المعصية عن عمد.. الإسلام يرفع شأنك ولا بد ان نسترد قلوبنا وعقولنا وتوحيدنا لله.. اي شخص هو مخلوق ليس أحد أفضل من أحد على قدر قناعتي أعبد الله بهذه القناعة. قال النبي لجنوده "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" وهناك من صلوا العصر في وقته ومنهم من لم يصلي فأقر هؤلاء وأقر هؤلاء .. الدين النصيحة بالكلمة الطيبة وليس باللسان القاسى واليد المؤذية و"المسلم من سلم المسلمون لسانه ويده" ولا يجب أن نقول لمن لا ترتدي الحجاب أنت خارجة عن أصل دين الله.. قال تعالى "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها" فالإنسان لا يصلى بالسباب واللعان والزندقة ويعد من لا يصلون بأنهم خارجون من الملة.. فلا يصح لأحد أن يزايد على أحد في هذا الدين.. نعم يجب أن نسترد قلوبنا فلا يسيطر عليها أحد وعندما يسيطر عليها أحد فهو شرك بالله.. ولا بد أن نعبد الله بتوحيد خالص والعلاقة بين الناس ببعضهم بحسب الاتفاق والشروط والعلاقة بيننا وبين الله هي بالنيات. وإذا حولت الدين إلى قانون أفسدت الدين.. والتعامل يكون بالاتفاق. عندما تمنعني عن الطعام والشراب فهل تظن أنني صُمت لا بد من النية.. روي عن عمر بن الخاطب أن أعرابي أساء في صلاته مرة فضربه بالعصا فأساء مرة ثانية فضربه فصلى في الثالثة صلاة صحيحة فأراد أن يطيب خاطره فسأله عن أفضل صلاة فيهما فقال الإعرابي الأولى صليت فيها خوفا من الله أما الثالثة فكانت خوفا من عصاك فبكى عمر وعرف أن العبادة بالنية. وعن سؤال من أحد الحاضرين حول أن المحاضرة قد تفتح الباب لأن يأخذ الناس الدين على حسب أهوائهم حين يختارون الفتوى التي تروق لهم أجاب الدكتور سعد الدين الهلالي: هذه إشكالية يثيرها البعض ممن لا يريدونن استقلال الانسان ويوهموا الآخر بأنهم الافهم للدين ومن يعرفون حكم الله .. وأهل الذكر لو كانوا أهل ذكر لكانوا أهل صدق، والصادق يقول لك هذا رأيي.. سئل الإمام أحمد عن مسألة طلاق فقال "أرى ولم يكن هذا حكم الله.. ولا يجوز أن نقول بأن أهل الذكر لا يعرفون حكم الله ولكن نقول هي رؤيتهم الفقهية لحكم الله..الدين بسيط جدا.. مارسه على قدر استطاعتك! و صاحب الشريعة هو الله لم يفوض أحد أن يتكلم باسمه سوى الرسول المعصوم " استفت قلبك.. القلب ليس الهوى أو النفس ولكنه القناعة..