ثورة البنات.. هذا هو عنوان صفحة حديثة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فى هذه الصفحة لن تجد البنات تتحدث عن الميكب والموضة وآخر لفة للطرحة ولون الشنطة، هنا ستجد بنات من نوع آخر، بنات موجوعة وثائرة وهادرة بالغضب والقرف من المجتمع، هنا ستجد البنات يبُحن ويَصرخن ويَعترفن ويتوجعن ويعلنّ ثورتهن ضد مجتمع يصر على تخلفه وغبائه وبجاحته وقرفه وجهله وتجاهله ودفن رأسه فى الوحل، أنصح كل ذكر من سن سبع إلى سبعين سنة بزيارة هذه الصفحة وقراءة بعض ما تبوح به البنات، ليدرك أن فعلًا أحمقًا بسيطًا جدا يبدُر منه، أو لمسة حمقاء فى لحظة نزوة غبية لجسد البنت قد يقضى على مستقبل إنسانة بالكامل، وقد يذبحها ويتركها تعيش عمرها كله تنزف من تصرف صغير أحمق سينساه صاحبه بمجرد فعله، كما أدعو كل أب وأم إلى زيارة تلك الصفحة والاطلاع على بعض من بوح البنات لكى يحرسوا بناتهم وأيضا أولادهم الذكور، لا فرق، فهذا المجتمع يتحرش بذكوره مثل إناثه ويذبح الاثنين لا فرق، وهذه هى المفاجأة التى لا تعرفها البنات الموجوعات النازفات الناقمات بشدة، إن كل المتحرشين بكن من ذكور أو إناث قد تم التحرش بهم وهم صغار لا فرق، والآن سأنقل إليكم بعضًا من بوح البنات على تلك الصفحة، حسب ما تستوعبه المساحة المخصصة للمقال. هذه مشاركة من بنت تحرش بها جارها الذى يكبرها بخمسة عشر عاما، وهى طفلة عمرها ست سنوات!! وحذّرها إن حكت الموضوع لأحد سيجعل والده يطرد أباها من البيت، ولكم أن تتخيلوا حجم الرعب الذى عاشته الطفلة التى استعملها هذا المريض لسنوات حتى صادفها الحظ وانتقلت إلى بيت آخر، وإليكم ما تقوله فى بوحها النازف.. بسببه أنا كنت طفلة بترفض تنام فى حضن باباها لمجرد إنه راجل زى اللى ما يتسماش، بسببه عمرى ما قدرت أقول لبابا إنى باحبه حتى قبل ما يموت لمجرد إنى مش قادرة أظهر مشاعر حب لأى راجل!! باحاول أخلّى شكلى وحش جدا وأنا خارجة عشان مافيش راجل يبصلى، دلوقت أنا عندى عشرين سنة وقابلت إنسان بيحبنى وطلبنى للجواز، بس أنا خايفة اتجوز لأنى مش عايزة أعيش مع راجل!! وتتوالى الحكايات الموجعة ولكن المساحة لا تسمح فاخترت مشاركة فتاة قررت أن تخرج عن صمتها لتلخص وجع كل البنات حين تقول «هل تعلم أن رجلًا قد جدى اتحرش بيا!! وهل تعلم أن صاحبتى راحت تعمل محضر فى القسم الضابط اتحرش بيها!! وهل تعلم أنى بقيت أحبس نفسى فى البيت 24 ساعة، ودخلت الجامعة واتخرجت فيها وماتهنّتش بأيامها بسبب التحرش!! هل تعلم أنى مابقتش أشوف أهلى ولا أخرج مع أصحابى واتفسح عشان ماتعرضش للتحرش!! هل تعلم أنى وصل بيا الحال أنى ألوم نفسى واقول إيه خلاكى تنزلى من البيت أصلا.. تستاهلى!! هل تعلم أن المجتمع هو اللى علمنا نسكت لأننا مش هناخد حقنا فى الآخر، وهنكون فى عيون الناس مذنبين!! هل تعلم أن وأنا نازلة بقيت أحس إنى رايحة معركة ومش هفوز فيها فى الآخر ولاحد هينصرنى!! هل تعلم أنى بقيت أشوف الشارع غابة وكل اللى حواليّا حيوانات وأسوأ، على الأقل الحيوانات بتحس!! هل تعلم أنى اتحجّبت عشان أشوف الفرق ولقيت إنى حتى لو اتنقّبت هىَّ هىَّ!! هل تعلم أنى اتمنيت ألبس طاقية الإخفا عشان أعرف أمشى فى الشارع براحتى!! هل تعلم أنى فكّرت فى الانتحار أكتر من مرة بسبب إنى مش باعرف آخد حقى فى بلدى، وحاسة إنى مضطهدة وكل حقوقى منتهكة!! هل تعلم أن كل ما أهلى يقولولى يابنتى اخرجى من البيت شوية، أطلعلهم بميت حِجة عشان ماخرجش!! هل تعلم أن القرف ده خلّانى أكره بلدى ومابقاش يشرفنى إن أنا مصرية!! هل تعلم أن أى بنت تقولّك مافيش تحرش تبقى كدابة وبنت ستين كدابة!! هل تعلم أنى بقيت أحس أن الضباط بيلبسوا بدلتهم عشان يتعايقوا بيها وبس!! هل تعلم أنى بقيت أعتبر نفسى المذنبة والمتحرش هو الضحية من كتر ما المجتمع مش بيدينى حقوقى كإنسانة.. ده لو كان شايفنا بنى آدمين أصلا!! هل تعلم أنى مابقاش عندى ثقة فى الرجالة، ده لو كان فيه رجالة.. وخايفة اتجوّز يطلع جوزى كمان متحرش!! هل تعلم أن دى مابقتش بلد وبقت زريبة متستاهلش إن الواحد يحبها أو يعيش فيها لأن كرامته متهانة فيها وحقوقه مش موجودة!! هل تعلم أن أنا اتعرضت للتحرش وعمرى عشر سنين!! هل تعلم أن الرجالة بقت فى الأفلام والمسلسلات فقط!! هل تعلم أن مش هيبقى فيه رجالة بيحموا الستات بعد كده، وأن الستات همَّ اللى هيحموا نفسهم.. يعنى مش كفاية بنصرف عليكم بعد الجواز.. إخيه على الرجالة!! هل تعلم إنى نفسى الرجالة يبقوا زى أبطال الأفلام والمسلسلات اللى بيخافوا على مشاعر وأحاسيس الست، وباقول يا ريت الرجالة يحبوا الست لذاتها مش مجرد شهوة!! هل تعلم أنى كل يوم قبل ما بنام بافتكر كل المواقف البشعة اللى حصلت لى وباعيَّط بشهقة لحد مايجيلى صداع وأروح فى النوم!! هل تعلم أنى ارتحت شوية دلوقت وحابسة دموعى بالعافية عشان خرَّجت كل اللى كاتماه جوايا من سنين حتى لو ماكنش حد هيحس بيه ولّا هيقراه!! هل تعلم أنى اتجرّأت فقط إنى أقول الكلام ده هنا، لكن مش هتجرّأ أقوله لأى حد ولا هاعمل أى حاجة!! هل تعلم أن لو حد من عيلتى شاف الكلام ده بالصدفة هانكر وهاقول مش أنا اللى كاتباه.. وإن عمرى ما حصل لى تحرش لأننا فى بلد محترمة!!