إن الأمل والحب روح الحياة، وهما اللذان يدعوان المؤمن أن يخالف هواه ويطيع ربه.. إنهما أمله فى رضوان ربه وجنته.. فإذا أملنا وتأملنا وأحببنا ونظرنا بتدبر وتفكر نهتدى إلى الجمال الحقيقى فى الحياة الدنيا، ونعيش حياة تناسق وتناغم بيننا وبين الحياة، وبما شرعه وأمرنا به الله سبحانه وتعالى فى الأديان السماوية، ونشعر دائمًا بالله سبحانه وتعالى صاحب الجلال والسلطان بجانبنا فى السراء والضراء.. إن الإنسان العابد المؤمن بالله لولا أمله فى غفران الله ما عبد.. بدون الأمل والحب والإيمان نفتقد الحياة التى سخرها لنا الله، فالأمل والحب إحساس يمر من القلب وينتشر بين مهجة الروح والنفس ما دمنا عابدين لله وسائرين على منهجه. إن الحياة تغدو ميالة نحو السكينة.. إن المستقبل يصبح كالوجه الفاحم إذا لم يكن هناك أمل وحب فى نفس الإنسان.. بدون الأمل والحب يصمت كل ناطق فى الوجود، وتتساقط أوراق العمر، وينقص نور القمر، وتسافر دقائق وساعات الإنسان بلا رجعة، ولا يستطيع الإنسان رؤية الحياة السامية ومشاهدة التجليات الجليلة فى الكون التى خلقها وأبدعها الخالق، لأنه ينظر ببصره لا ببصيرته، وبعين رأسه لا بعين قلبه، وبعين الأسباب والطبيعة لا بعين الحكمة والحب والأمل والتوحيد والإيمان الحق. إن الأمل والحب مثل الشمس التى تزيح غيم اليأس والتشاؤم.. مثل البقعة البيضاء على صفحة سوداء.. مثل الضوء فى وسط الظلام.. وهما قادران على تجديد النفس من غياهب اليأس والحزن.. هما توأم التفاؤل وباعث على الصبر.. وقوة مضادة للعجز والكسل ودافع للإنسان أن يستمر فى كدر هذه الحياة وهمومها.. انظروا إلى الطيور على الشجر فلولا أملها فى العثور على الطعام ما سعت.. الأمل والحب يجعلان الإنسان يشعر بدفء وأهمية لحياته ويحب أخاه الإنسان بغض النظر عن عقيدته! فلابد أن نعتلى جناح الأمل والحب فوق جبال المآسى والهموم.. ونجعل الأمل والحب والتفاؤل شعارًا لنا مع كل إشراقة شمس.. وتفاؤل صادق بنصر الله عز وجل.. فلا يأس ولا تشاؤم ولا إحباط بل أمل وحب وإيمان بالله متلألئ يضىء القلوب والعقول والنفوس. ( سبق وتم نشرها لي بجريدة المصري اليوم بتاريخ 4/11/2009 في باب السكوت ممنوع ومحرره الكاتب المهندس الخلوق المميز حاتم فودة