أعتذر لكل أم وكل أب قدم ابنه أو ابنته شهيدا من أجل مصرنا الحبيبة أعتذر لكل زوجة أو زوج فقد شريك حياته في ميادين التحرير علي أرض الكنانة أعتذر لكل طفلة أو طفل حرم من حضن أمه أو أبيه برصاص الغدر لأنهم تمسكوا بحلم أبنائهم في مستقبل يسوده العدل والحرية. أعتذر لكم جميعا باسم جيل كامل عاش ثلاثين عاما تحت وطأة الظلم و الاستعباد حتي طهره دم الشهداء وألبسه ثوب الحرية الأبيض من جديد. لكن يبدو أن هناك من يرفضون ارتداء الثوب الأبيض لأنه يذكرهم بالشهداء ويذكرهم بيوم الحساب بين يد ملك الملوك الذي سمي نفسه بالشهيد, بل يخافون من ارتدائه لأنه يفضح أعمالهم السوداء من النفاق والرياء والانتهازية. يلبسون كل الألوان الباهتة ليتلونوا متي وأين وكيف شاءوا, وما كان نصيب الشهداء منهم إلا دموع زائفة تزرف من عيون حاقدة وآهات كاذبة تخرج من قلوب جافة متحجرة والعجيب أنهم أسرعوا يبحثون عن تركة الشهداء وخرجوا علينا في الشاشات وعلي صفحات الجرائد معلنين أسمائهم في إعلام الوراثة لشهداء الثورة منهم من حدد لنفسه ثلث البرلمان أو ربعه وآخر خمسه ومنهم من يطمع في مقعد رئيس الدولة أو حتي رئيس البلدية المهم يكون رئيس, يخرجون علينا كل يوم واحدا تلو الأخر كلا يبحث له عن مغنم ونسوا أنهم لولا الشهداء ما كان لهم صوت يسمع أو ظل يري. لكنهم أخطئوا في اعتقادهم بأن إعلام الوراثة يتضمن تقسيما أو توزيعا للتركة وأحب أن أصحح لهم هذا الفهم الخاطئ وأبين لهم أن المهمة الرئيسية للإعلام الوراثي هو تحديد الورثة الشرعيين للشهيد. ولكي يكون إعلام الوراثة صحيحا لابد من ثلاثة شروط وهي: أولا: شهادة إثبات مع بيان سبب الوفاة: وهذا مثبت في تاريخ الثورة المجيدة بأن الشهيد توفي أثر أعيرة نارية وطلقات مطاطية خرجت من أيادي آثمة لنظام فاسد. ومن البديهي أن لا يتم استخراج الإعلام الشرعي النهائي إلا بعد انتهاء التحقيقات الجنائية ونفي عدم تورط أي من الورثة في جريمة القتل العمد. فهل أغلق ملف الجريمة و تمت محاكمة القتلة؟ هل ثبت يقينا فيمن يبحثون عن التركة الآن أنه لا يوجد بينهم من هو متورط في جريمة القتل؟ ثانيا: تقديم شهادات الميلاد للقصر: لابد من تقديم ما يثبت بأن جميع الورثة بالغين عاقلين ولا يوجد بينهم قاصر أو مختل يحتاج لوصي أو ولي. فهل بلغ الشعب المصري سن الرشد؟ لاشك أن الشعب المصري بعد 25 يناير قد بلغ السن القانونية ليحدد مصيره ولا يحتاج لوصي عليه, ولكن لن يبلغ رشده الكامل إلا بعد أن يقدم قتلة الشهيد للمحاكمة الجادة ويري فيهم القصاص العادل حتي لا يتهم في قواه العقلية ويقال بأنه ذهب للقمر وطلب كيلو كباب كما وصفه البعض. ثالثا: تنفيذ وصية الشهيد: نعم فالشهيد كتب بدمه وصية واجبة الاستحقاق وعلي كل وريث شرعي أن يسعي لتنفيذها وفاء له لأنه ضحي بروحه من أجل هذه الوصية التي كتبها بدمه وكانت واضحة وهي "تحقيق الحرية والعدالة ومحاسبة الفاسدين " لذا أقول لهؤلاء المنتفعين إن الورثة الشرعيون لشهداء التحرير هم خمسة و ثمانين مليون مصري فهل استوعبت عقولكم أن كل هؤلاء الورثة مستعدون للتضحية من أجل تنفيذ الوصية,هل ظننتم أن يقبل الورثة العزاء في فقيدهم قبل محاكمة الجناه هل ظننتم أن يهنأ شعب مصر بحرية أو كرامة قبل القصاص العادل . لطالما تريدون شتات الأمة لكي يفلت الجناة بفعلتهم, تارة بفزاعة "انعدام الأمن" المفتعل والمتعمد لترويع الآمنين ابتداء من موقعة الجمل و مرورا بأعمال البلطجة والحرائق المدبرة هنا وهناك وإنتهاء بموقعة الجلابية وتارة تدعون "توقف عجلة الإنتاج" تلك العجلة التي صدأت علي أيدي الكثيرين ممن هم باقون من عصر الظلام السابق, وأخري تعزفون فيها علي أوتار الفقر المتقع لهذا الشعب المسكين سنفونية "عودة الأموال المنهوبة" التي هربت علي مرآي ومسمع من بعضكم لتجعلوها ورقة رابحة في المساومة للإفلات من العقاب فهل عودة الأموال المنهوبة سوف تمسح دموع الأمهات المنكوبة؟ كل ذلك لن يطوي صفحة الشهداء من حياة المصريين ولن يساوم الشعب المصري علي دم الشهداء حتي يري القتلة خلف القضبان بين يد العدالة, وبعد النطق بالحكم العادل الذي يريح قلوب المصريين عندئذ يعلن الورثة الشرعيين للشهداء من ينوب عنهم ويدير شئونهم من الشرفاء المخلصين الذين ارتدوا العباءة البيضاء رمز الطهارة والنقاء.