في يوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011 قامت مصر ومن ورائها الملايين بكتابة تاريخ جديد سطرته بدماء شهدائنا الأبطال وفى وسط هذه الثورة المجيدة نظر العالم من حولنا بكل اندهاش و ذهول حتى سمعنا رؤساء دول عظما ورؤساء وزراء لم يستطيعوا أن يمنعوا ألسنتهم من التصريحات التي تعبر عن هذا الاندهاش . استوقفتني كثيرا كلمة سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا عندما قال : لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة نعم المصريون الذين ظن الكثيرون أنهم كالجسد الميت المستسلم للطغيان لسنوات نفضوا الهوان واختاروا الحرية لم تمر أيام أو أسابيع على الثورة حتى أكد المصريون للمرة الثانية على أنهم الشعب الذي يصنع التاريخ في ملحمة الاستفتاء على التعديلات الدستورية خرجوا بالملايين في مشهد يبهر كل من رآه ويشعل نيران الغيرة في قلوب كل حاقد على هذا الوطن ويبكى فرحا كل مواطن مصري بل وعربي عشق هذا البلد الطيب ودعي الله عز وجل في منتصف الليل أن يزيح عن هذه البلد ظلم الطغاة واستبداد الفراعنة . خرج الشعب حتى يسجل كلمته بكل حب واحترام . رأيت بأم عيني شباب ورجال ونساء بل وشيوخ وأمهات يقفون في طابور يصل إلى عشرات الأمتار دون سخط منتظرين دورهم حتى يدلو بصوتهم ولكن هذا المشهد يظل طبيعيا في أي دوله متحضرة أما مصر الحبيبة فلها البصمة ولما لا ومصر صاحبة البصمات الذهبية على مدار التاريخ . يخرج من بين لجان الاستفتاء شباب ينظمون الطابور ومن ثم يقدمون الشيوخ كبار السن من الرجال والنساء احترام لهم ولسنهم على الشباب في لفته طيبة اقدرها ويقدرها كل من أحب هذا الوطن .. نعم .. 14 مليون نعم للتعديلات الدستورية قالها أبناء هذا الشعب ولأول مرة على الأقل منذ ولدت أنا التي اسمع فيها أن هناك استفتاء في مصر نتيجته ليست 99% لفريق على حساب الأخر .. آه يا أبناء وطني الحبيب إنها الحرية التي لطالما بحثنا عنها في ليل طال وطال لعشرات السنين حتى سقط البعض منا في شباك اليأس والإحباط لطول هذا الليل حتى ظهر نور الفجر نور الديمقراطية الحقيقية بكل أشكالها في ملحمة أخرى لملاحم مصر الحبيبة . نعم كان هناك بعض السلبيات لأسباب كثيرة أرى أن أهمها أن هذا الاستفتاء هو الاختبار الأول لشعب ذاق طعم الديكتاتورية لعشرات السنين. لشعب أرهقته كبت الأصوات واعتقال الرأي الحر . ولكن رغم هذا ظهر الشعب في منظر حضاري مشرف يفخر به كل مصري حر ليصرخ أنا المصري ولا فخر لا اشكك أبدا في مصداقية كل من قال لا للتعديلات الدستورية فهم أبناء هذا الوطن يحلمون كما نحلم بمستقبل مشرق لهم وجهة نظر معتبرة نحترمها ونقدرها كما نطلب منهم أن يحترموا كلمة الأغلبية الساحقة لهذا الوطن . لهم منى كل التقدير والاحترام . هذه يا سادة عين الديمقراطية الحقيقية وليست الديمقراطية المزيفة . أن تقول رأيك بكل حرية ولكن في نفس اللحظة تحترم رأى الأغلبية وان خالفوك الرأي . نعم للتعديلات نعم لغد مشرق بإذن الله نعم للحرية في حدود الشريعة الإسلامية . نعم لمستقبل أفضل بأيدي وسواعد أبناء هذا الوطن . نعم لكل فكر حر متحضر . نعم لكل تنمية . نعم . نعم يا حبيبي نعم