◄◄ «الملك الذى يضحك» أول كتاب يجمع «استظرافات» رئيس الوزراء الإيطالى وسخريته من سواد أوباما وطول ساركوزى وعناد اليهود «س: ليه باراك أوباما رئيس أمريكا أسمر؟ ج: عشان بيقف فى الشمس كتير». ليست هذه نكتة مصرية أطلقها شاب عابث يجلس على المقهى مع أصدقائه لتمضية وقت الفراغ، ولكنها «قفشة» أطلقها سيلفيو برسلكونى رئيس وزراء إيطاليا متهكما على أول رئيس أسود للولايات المتحدة، مستمرا فى سياساته وسلوكياته الاستفزازية التى جعلت الشعب الإيطالى يطلق عليه ألقابا عديدة يعلن فيها تبرؤه منه ومن سخافاته، فقالوا عنه إنه: «زعيم مافيا، ومغنى راقص فى حانة، وأبولسان طويل»، كما أن رئيس البرلمان طالب بعزله بسبب مواقفه وآرائه الخارجة على اللياقة دائماً. برلسكونى يصر دائماً على تصريحاته التى تحوى كمّا مبالغاً فيه من الاستظراف، وعلى نكاته الغريبة التى تثير الجدل وتدخل إيطاليا فى أزمات دبلوماسية وتوتر مع دول العالم المختلفة، مما دفع الكاتب الإيطالى «سيمونى باربللارى» إلى تأليف كتاب جديد يجمع «استظرافات» برلسكونى المثيرة للجدل، مقدماً تحليلاً مفصلاً لجميع النكات التى رد برلسكونى بها على معارضيه بسخرية، حتى لا يؤخذ عليه شىء سياسى. وبعد جملته الساخرة عن أوباما أتى الدور على الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فأثناء توقيع اتفاقية التعاون النووى بين إيطاليا وفرنسا بروما سخر برلسكونى من قصر قامة ساركوزى، ليحصل برلسكونى من وسائل الإعلام الفرنسية على جائزة أوسكار فى ثقل الدم والوقاحة. وقال المؤلف فى كتابه إن برلسكونى هو الوحيد الذى تجده أثناء القمم الأوروبية يترنح يميناً ويساراً للقيام بمواقف فكاهية وساخرة للظهور أمام الأوروبيين والإيطاليين على أنه رئيس وزراء مختلف عن نظرائه الأوروبيين، ومن أكثر المواقف التى أيضاً أثارت جدل الكثيرين، أثناء اجتماع لرؤساء الوزارات ووزراء الخارجية الأوروبيين بمدينة كاسيريس الإسبانية رفع بيرلسكونى خنصر وسبابة يده اليمنى لتصبح على شكل قرنين أثناء أخذه صورة جماعية بصحبة القادة والوزراء الأوروبيين. ورغم تلقيه انتقادات واسعة من الإعلاميين والسياسيين الإيطاليين بسبب هذا التصرف، فإن برلسكونى أبى إلا أن يستمر فى إظهار مواهبه وقدراته فى الدعابة الثقيلة وفى التصريحات غير المسؤولة، ففى السنة الماضية فاجأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أثناء زيارتها للمدينة الإيطالية «ترييستى»، بإجادته لعبة الاختباء. فقد كانت المستشارة الألمانية تعتقد أن برلسكونى سيستقبلها فى مدخل إحدى المؤسسات الحكومية بالمدينة، ليفاجئها بخروجه من وراء تمثال أمام المبنى كان يختفى وراءه! التصرف نفسه صدر عن برلسكونى أو «برلوسكا» كما يسميه أحد الفنانين الساخرين الإيطاليين، أثناء استقباله لرئيس الوزراء الهولندى جان بيتر بلاك نيند حين جذب له ذيل سترة بدلته، فى إشارة منه إلى أنها قصيرة عليه. فى اليابان أيضاً لم يتوقف برلسكونى عن تشويه صورة الإيطاليين حين أرسل قبلة بيده إلى فتاة يابانية وطلب من ساركوزى القيام بالمثل، ليرفض الرئيس الفرنسى ويتجاهله ويسرع الخطى للابتعاد عنه. بابللارى يذكر أيضاً أن نكات برلسكونى أثارت غضب الفاتيكان الذى قال إنه يبعث على الأسى أن يطلق برلسكونى النكات الجنسية والمعادية للسامية ويسب الذات الإلهية، وطالبه بمزيد من الاحترام حيث قال فى إحدى النكات عن الهولوكوست إن «هناك عائلة يهودية أخفت لديها يهوديا آخر خلال محارق النازيين مقابل أجر يومى، وحين انتهت الهولوكوست اجتمعوا ليفكروا هل يبلغونه بأن هتلر مات وأن الحرب انتهت أم يبقونه لديهم إلى ما لانهاية؟». الفاتيكان اعتبرت أن نكتة برلسكونى عن اليهود اعتداء على ذكرى ستة ملايين شخص راحوا ضحية الهولوكوست، خصوصاً أن برلسكونى قبل إطلاق هذه الدعابة كان قد صرح بأنه يشعر بأنه إسرائيلى، وذلك أمام مظاهرة تأييد لإسرائيل جرت فى روما بعد توجيه أحد حلفائه السياسيين سبابا فهم على أنه معاد لليهود خلال إحدى جلسات البرلمان الإيطالى. وينتقل باربللارى إلى اجتماع حزب الشعب الأوروبى بمدينة بون الألمانية حين أضفى برلسكونى حالة من البهجة غير المتوقعة حيث ألقى برلسكونى دعابة على نفسه لم تكن خالية من السخرية على شخصيته. وتقول الدعابة إن برلسكونى كان على متن طائرة تتعرض للسقوط مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر وأحد مساعدى البابا الشبان، ولم يكن على متن الطائرة سوى ثلاث مظلات إنقاذ. فأخذ أوباما المظلة الأولى مبرراً ذلك بالقول: «أنا أهم رجل فى العالم» وقفز، ثم أخذ برلسكونى المظلة الثانية وقال: «أنا أذكى رجل فى العالم» وقفز، وبعد ذلك طلب البابا من مساعده أخذ المظلة الثالثة حيث إن المساعد لا يزال فى مقتبل العمر، ولكن مساعد البابا رد عليه قائلاً: «لايزال لدينا مظلتان أيها الأب.. فبرلسكونى أخذ حقيبة الظهر الخاصة بى». نكتة حقيقية أخرى يرويها الكتاب: ففى أحد الأيام بينما كان برلسكونى يتنقل بالطائرة شاهد بالصدفة من أعلى إحدى المظاهرات الشعبية التى تندد بسياسته فى البلد فقال لزوجته لو رميت بقطعة فئة ألف يورو من الطائرة أستطيع إسعاد شخص واحد من هؤلاء وإذا رميت بقطعتين من فئة الخمسمائة سأسعد شخصين، وهكذا استمر نزولا وقال لو رميت ألف قطعة فسأسعد ألف شخص. فقال قائد الطائرة لبرلسكونى ولو رميتك من الطائرة فسأسعد الجميع.