فى مصر أبحاث العلماء حبر على ورق هذا هو لسان حال الواقع المصرى المعاصر . فعندما تصبح أفكار وابداعات وأبحاث العالم والشاب المصرى مجرد كلمات ومصطلحات فى صفحات بيضاء بعيده كل البعد عن مراحل التنفيذ فهى لاتعدو الا أن تكون مجرد حبر على ورق. وعندما تكون الاوراق والارفف هى أكثر الاشياء وجودا بين حجرات الاكاديميات البحثيه والمعاهد العلميه فى مصر يصبح كل مافى العقول لايغدو الا ان يكون مجرد حبر على ورق . وعندما تتسابق الدول الكبرى من أجل جذب علماء مصلر النابغين اليها فتحتضنهم وتوفر لهم كل الامكانيات اللازمه من أجل تنفيذ مايدور فى عقولهم من افكار وابداعات امثال العلماء مجدى يعقوب ومشرفه وزويل وان تبادر الى ذهن احد منهم فكرة الرجوع الى مصر لينقلوا خبراتهم لشبابنا تم اغتياله على الفور كما حدث للعلماء يحيى المشد وسميره موسى . عندما يحدث كل هذا تصبح غاية الابداع النهائيه فى مصر هى اخراج الافكار من عقول علمائها لسطرها فوق الاوراق التى تزين بها ارفف معاهدها ومكاتبها . ورغم تجاهل الحكومه لتمويل ابحاث هؤلاء العلماء الا انهم مازالوا يطرحون افكارهم وابداعاتهم املا فى دعم الحكومه لابحاثهم وتنفيذها فقد طرح سابقا العالم الكبير أحمد مستجير عالم الهندسه الوراثيه اكثر من مره نظريته التى تؤكد امكانية انتاج بذور القمح المهندسه وراثيا لتنمو فوق مسطحات المياه المالحه او زراعة القمح على اراضى قريبه من شواطئ البحرلا وامكانية الرى بمياه البحر المالحه . ورغم مالهذه النظريه العمليه التى قام هو بتطبيقها من اهميه اقتصاديه فى توفيرها لكميات هائله من المياه العذبه وزياده للبقعه المنزرعه بمحصول القمح وبالتالى اكتفاء زاتى وزياده للدخل القومى نتيجة التصدير الا أن الحكومه لم تحرك ساكنا ولم نسمع عن محاوله واحده من اجل تنفيذ هذه النظريه ؟ هذا بالاضافه للعشرات بل المئات من رسائل الماجستير والدكتوراه المكدسه فوق أرفف الجامعات المصريه والتى كان الغرض الوحيد منها هو منح الطالب درجة الماجستير أو الدكتوراه فقط دون الاستفاده العلميه التطبيقيه من هذه الابحاث . لذا فعلى الحكومة القادمه أن تعى ان ثروتها الحقيقيه تكمن فى عقول علمائها وشبابها فان لم يكن هناك مسانده حقيقيه ودعما واضحا لهم واستفاده حقيقيه من خلاصة فكرهم لكى تطبق على أرض الواقع يكون من حقم البحث عن أى مكان تحت الشمس يعترف بهم ويقدر عقليتهم ونبوغهم ويقدم الدعم لهم حتى يروا أفكارهم متجسده أمام أعينهم على أرض الواقع وفى أى مكان يعترف بالعلم والعلماء . فان كانت الافكار والابداعات مجرد حبر على ورق فليس حزنى أشد من هؤلاء ان قال القائلون أن ماكتبت مجرد حبر على ورق.