اعلم بان كثيرا من اللعنات قد صبها البعض علي – بل وانتظر المزيد من اللعنات , ليس هذا فقط فقد اتهم بالعمالة والخيانة ,والرجعية والانهزامية ألي آخره من تلك المصطلحات التي أصبح من السهل علي الآخرين اتهام بعضهم البعض بها . ولكن اعتقد بان أهم شيء في هذا الوقت ان يكون الإنسان متصالح مع نفسه متسامح مع الآخرين , بل اذا وصل الإنسان ألي هذه المرحلة فسوف نرى وطنا جميلا حقا .وتكون مصر بلدا آخرا غير ما كانت عليه في السابق . مع فارق التشبيه – سوف نبدأ بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه " إياكم وخضراء الدمن " اى إياكم والبنت ألجميله ولكنها تعاني من سوء المنبت " اى ان هناك صراع دائما داخل الإنسان بين عواطفه وعقله وعليه ان يغلب ما يكون في صالحه.ولن يتأتي ذلك الا باستعمال الحقل الذي وهبنا الله إياه أذن فالقضية مفاضلة بين العواطف وبين العقل – وانأ بداخلي عواطف ربما أكثر مما لدى الشباب من نظام الحكم الفاسد الذي عانينا منه جميعا , لكن أكثر الناس معاناة هم من هم علي شاكلتي من الفئة العمرية والذي قضي فترة كبيرة من شبابه وجزء من كهولته بإحساس القهر الحياتي الذي يتعرض له الإنسان يوميا دون هوادة أو رحمة بل كان مسحوقا تماما تحت مسؤوليات تكمني من الله ان يعينه عليها . وحاجز من الخوف ليس علي نفسه بقدر ما كان خوفه علي لقمة عيشة ومستقبل أولادة وهي مسؤليه لا يعلم حجم معاناتها الا من يعيش نفس ألحاله . ومع أن الشعب والشباب المصري كسر حاجز الخوف بكل قوة الا انه مازال يعيش حالة أخرى من فوبيا الخوف وهي التفاف النظام حول مطالبه – متناسين بان النظام رغم انه فقد المناعة مهما تعاطي من فيتامينات وعقاقير طبية تطيل من عمره أو تجدد شبابه – ألا انه طبقا للشرعية مازال يحتفظ بأوراق أللعبه في يده ومحاولة انتزاع هذه الشرعية يعرض الوطن ألي خطر اكبر .متمثله في غياب الواعي والعقل ويحمل الوطن أعباء لن يدفع ثمنها سوى الشعب الثائر وليس الفئة الضالة الأخرى التي اكتنزت كروشها بخير هذا البلد. ففي حالة التظاهر او حالة العصيان المدني سوف يكون الخاسر أو دافع تلك الضريبة فئة واحدة من الشعب . لن أقول بان علينا إلقاء السلاح – اقصد وقف المظاهرات – ولكن أن تسير جنبا آلي جنب مع التفاوض – وقد رأينا في الحرب الفيتنامية مع أمريكا كانت الحرب مستمرة ومائدة المفاوضات مستمرة – أذن فنحن أصحاب الاختيار ونحن نملك أدوات القوة مهما حاول النظام من لم الشتات – ولم يصبح أمامه سوى التهديد بتدخل القوات المسلحة كما جاء في تصريحات نائب رئيس الجمهورية والذي قام بتهديد المتظاهرين بصراحة وبدون دبلوماسية .مما يؤكد بأنه ربما ينقسم الجيش علي نفسه وهي مؤسسة يجب علينا أن نحافظ عليها لأنها المؤسسة الوحيدة التي لم يتلوث قادتها بفساد الآخرين . ربما قد يعول البعض علي عدم تدخل القوات المسلحة في الأحداث الجارية من منطق أنهم أولادنا وان واجبهم الدستوري هو حماية الحدود وليس الاشتراك في ضياع الحقوق . لكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وساعتها لن يكون أمامنا سوى مزيد من الجثث الملقاة في الشوارع وطوفان من الدم قد لا يتوقف قريبا . لذلك لننحي العواطف جانيا فمازال الطريق طويلا والحرية ثمنها غالي وتحتاج ألي وقت لان ما يأتي سريعا يذهب سريعا . وعدم استعجال الحصاد حتى تستوي الثمرة فيكون لها لون ورائحة ومذاق طيب –يعيش ونعيش معه سنين عمرنا وأولادنا وأحفادنا – لذلك أسألكم شيء من العقل .حتى نصل بسفيتنا ألي شاطئ الأمن والأمان والحرية التي حملتها رياح التغيير . سامي عبد الجيد احمد فرج