المحكمة الدولية ليست بأكثر من خنجر أمركي إسرائيلي لم تكن لتتأسس هذه المحكمة إلا بفعل أمريكي ولمصلحة أمريكية ولتكون سلاحا ذكيا جديدا أعدته مراكز الدراسات التابعة لوزارة الخارجية ووكالة مخابرات التآمر على الشعوب . إن متابعة بسيطة لأحداث تتتبعها المحكمة الدولية نرى أن الولاياتالمتحدة تتحكم بها وتمول لها ألألاعيب القذرة ، وبهدف التبرير والضحك على الشعوب ترسم ما يلزم من خرائط طرق عبر أحداث مدبرة في معظمها أو أحداث تجري بتفاعلات طبيعية سياسية واجتماعية وعسكرية تلتقطها السياسية الأمريكية لتستغلها بإثارة الضجيج حولها ومن ثم لجعلها مبررات لإختراقاتها في تلك المجالات وهنا تصبح التلفيقات سلاحا للإبتزاز والوصول إلى أهداف إجرامية المحتوى إنسانية المظهر . تظهر المحكمة الدولية ومحكمة جرائم الحرب وكأنها وسائل لإحلال القانون والعدل وهي في حقيقتها أدوات إجرامية أمريكية إسرائيلية ضحكا على عقول البشر ونفاذا إلى مصير ومصالح الشعوب لتخريبها والعبث بها من داخلها وخارجها ، ولتكون غطاءا قانونيا لتنفيذ مشاريعهم الإجرامية. وللتدليل على نفاق هذه الأدوات الخبيثة والمقنعة بالقانون الدولي نرى كيف كان تفاعل محكمة جرائم الحرب مع تقرير غولدوستون بعد جرائم إسرائيل في غزة وقبلها جرائمها في جنوب لبنان وعلى سفن فك الحصار التركية . لقد تجاهلت هذه الأحداث تماما، لأنها ضد مصالح إسرائيل الولاياتالمتحدة الإستعمارية . لقد جعلت هذه المحاكم من جرائم مزعومة في أحداث دار فور، وهي مشاكل داخلية سودانية لا يحق لأحد التدخل فيها إلا عبر القوانين السودانية، جعلت من هذه المزاعم حجة لإبتزاز الرئيس السوداني وتهديده بمحاكمة دولية تحتم تسليمه كمجرم حرب ! ومن وراء الستار عرض عليه مقايضة أن يوافق على التنازل عن جنوب السودان نهائيا وكأن جنوب السودان ملكا شخصيا له ، لكي يجمدوا عمل هذه المحكمة بشأنه! وقريبا سيعرضون عليه بابتزاز جديد التخلي عن دار فور مقابل سلامته وبقائه في السلطة، والظاهر أنه سيوافق لأن أشخاص مثله مستعدون أن يبيعوا الشعوب والأوطان مقابل سلامتهم أو مقابل بقائهم في السلطة ! أليس مدهشا أن الآلاف يقدمون أرواحم فداء للوطن ويأت شخص مثل البشير ليضحي بوحدة الوطن إن لم يكن به كله مقابل مصلحته الشخصية وبمباركة ورضا الحكام المارقين! إن الجرائم التي ارتكبها بوش وتشيني ورامسفيلد وبلير ومجموعات عملت لمصالحم من مرتزقة وعملاء عراقيين لم ترها ولم تسمع بها المحكمة الدولية ولا محكمة جرائم الحرب الإستعمارية رغم ضخامتها وتجاوزها ملايين الضحايا الأبرياء. لا شك واضح أن هذه المحاكم شكلت لكي تخدم المصالح الغربية في اختراق الجسم العربي والعبث به بكل الطرق بما يخدمهم ويسير بالعرب إلى الفناء والخراب! هنا لا بد من التأكيد أنه ما كان لهذه المخططات وهذا الإجرام أن يتم لولا وقوف كثير من العرب مع المستعمر قلبا وقالبا تآمرا على أمتهم ومستقبلها مقابل بقائهم في السلطة ومتابعة تسلطهم واستبدادهم ونهبهم لهذه الشعوب المستضعفة المظلومة. لا شك أن الجامعة العربية خانت وتخون الشعوب العربية، وما بقاؤها ووظيفتها إلا لتوفير غطاء للمستعمر وأذياله من أنظمة عربية الإسم صهيونية الروح. إن المحكمة الدولية لم تر ولم تسمع ما فعلته أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية وعبر عملائها في الجزائر من مذابح لمئات الآلاف من الجزائريين الأبرياء بالبلطات والرصاص والسكاكين في السنين الأخيرة من القرن العشرين . إن المحكمة الدولية بشأن لبنان كانت قد شكلت قبل عملية اغتيال الحريري وما كان ذلك الإغتيال إلا عملا مدبرا أمريكيا إسرائيليا لتبرير إعلان المحكمة واتهام جهات حرة لا تأتمر لهما، بتلك الجريمة ، و ليتم البدء بابتزاز هذه الجهات حتى الوصول إلى ما يحقق المخطط الإجرامي الصهيوني الأمريكي. ومن المؤكد أنه ما كان لهؤلاء المستعمرين أن يحققوا شيئا لولا مجموعات العملاء من عرب المنطقة سواء كانوا أنظمة حكم و مجموعات أو تيارات تخدم أمريكا علنا وإسرائيل سرا ، على شاكلة تيار المستقبل وسمير جعجع وحلفاء آخرين من من تخلوا عن شرفهم وكرامتهم وواجب إنتمائهم العربي ! إنهم الجسور التي تدخل عليها وبواسطتها عمليات التخريب والتفتيت الإسرائيلية الأمريكية. لم يخجل هؤلاء حتى من استخدام الإنتماء الطائفي تحريضا لمغفلين وجهلة غوغاء من تلك أو هذه الطائفة، متناسين أننا جميعا عرب والإنتماء العربي يجب أن يغطي على كل إنتماء آخر، وعكس ذلك هو خيانة للأمة العربية عظمى، لا يكون جزاؤها إلا حكم الإعدام بالشرائع الأرضية والسماوية. إن الأهداف الإستعمارية المتوخاة من اغتيال الحريري هي الوصول إلى نزع سلاح المقاومة وتفتيت لبنان وتشديد الحصار المفروض على سورية منذ سنين طويلة والذي ما كان ليستمر لولا تواطؤ أنظمة مسماة عربية معروفة لكل الجماهير ، وكذلك لا ننسى هدف آخر وهو التخلص من المنظمات الفلسطينية الحاملة للسلاح ومعتمدة المقاومة حتى تحرير الأرض والشرف . إن إسقاط المقاومة وتشديد الحصار على سورية سيقوي العملاء، أنظمة وجماعات، وسيعمل على خدمة مخطط دمج إسرائيل في المنطقة وتوسيع الإستيطان وجلب يهود مستوطنين جدد ليتسنى في المستقبل إحتلال أراضي أخرى باتجاه الفرات وباتجاه النيل . لتصحوا الشعوب وتعي ألاعيب المحكمة والمتحكمين بها وبالعملاء خدام المستعمر من العرب المعروفين بالخيانة والتآمر على قضايا هذه الأمة ومستقبلها. أبلغ إيادا وخلل في سراتهم أني أرى الرأي إن لم أعص قد نصع يا لهف قومي إن كانت أموركم شتى وأحكم أمر القوم فاجتمعوا قوموا قياما على أمشاط أرجلكم ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزع