قال مصدر قضائي يوم الاثنين ان سلطات الادعاء في نابولي تحقق في اذا ما كان أعضاء من المافيا المحلية لهم دور في الاحتجاجات ضد مستودع جديد للقمامة بالقرب من ثالث أكبر المدن الايطالية. ويواصل سكان ترزينيو -المدينة الغارقة في القمامة على سفح جبل فيزوف حيث من المخطط أن يقام المستودع الجديد- احتجاجهم الذي بدأ قبل شهر حيث يشكون من الروائح الكريهة والمخلفات السامة للمستودع. وتحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية الى احتجاجات عنيفة في الاسبوع الماضي حيث اشتبك المتظاهرون أكثر من مرة مع الشرطة ليلا وألقوا قنابل حارقة على شاحنات للقمامة وأضرموا النيران في سيارات. ووعدت الحكومة الايطالية يوم الاحد بالتصرف بسرعة لكن الاشتباكات استمرت. وألقي القبض على ثلاثة شبان مسلحين بالهراوات الحديدية خلال الليل بعد أن هاجموا عربتين للشرطة وأصابوا شرطيا. وأثارت طبيعة الاشتباكات تحقيقا لممثلي الادعاء الذين يشتبهون في ان أعضاء الكامارو -عصابة المافيا في نابولي التي تحقق ثروات طائلة من حرق المخلفات السامة ودفن القمامة بشكل غير شرعي- ربما تسللوا الي الاحتجاجات. وقال المصدر دون أن يخوض في المزيد من التفاصيل "هناك عناصر تشير الى أن مجموعات اجرامية اخترقت الاحتجاجات." وأضاف المصدر ان التحقيق ما زال في مرحلة مبكرة ولم يتضح على الفور كيف تستفيد المافيا من اشعال الاحتجاجات في حين انها تفضل في العادة القيام بأعمالها بعيدا عن الاضواء والاثارة. وعاشت الكامارو لعشرات السنين تحقق الربح من القمامة في نابولي والمنطقة المحيطة بها وفقا لما ذكرته جماعة ليجامبينتي المدافعة عن البيئة. وحتى عام 1994 عندما تولت السلطات المحلية السيطرة على مستودعات القمامة في المنطقة كانت المافيا تسيطر على معظم المستوعات ان لم يكن كلها. وما زالت المافيا تحقق ثروات عن طريق نقل النفايات الصناعية السامة والتخلص منها بالقائها أو حرقها في المناطق الريفية على أطراف المدينة مما يمثل مصدرا رئيسيا للتلوث وسببا لمعدلات ِأعلى من المستويات العادية لبعض أنواع السرطان في المنطقة. وتقدر ليجامبينتي ايرادات المافيا من المشاركة في الجرائم ضد البيئة بسبعة مليارات يورو (9.83 مليار دولار) سنويا.