بدأ الحلم الاخوانى فى التحقق و سرعان ما انقلب عليهم بمجموعة من الكوابيس المفزعة .. بالامس هم فى القصر .. اليوم متهمين بالتحريض و التخابر و القتل و تجارة السلاح و اهدار اموال الدولة .. ما السبيل اذا كما قالوا جميعهم بما فيهم رئيسهم عندما قال ليس هناك مانع بأن نضحى بألاف من اجل ان يعيش الملايين و ان كنا نرى انها يريد القول بأن تعيش الجماعة .. الجماعة التى ظلت تحلم بالوصول لكرسى الحكم منذ ايام الملك فاروق .. و قد علموا جميعا ان نهاية الجماعة تتمثل فى الوصول للحكم . 30 يونيو .. قابلوها الاخوان بجملة الشهيرة " موتوا بغيظكم " و " مرسى سيحكم ل 8 سنوات " و ظلوا هكذا يستخفون بفكرة الشباب الغاضب بدلاً من ان يسمعوا لهم .. يتعاونوا معهم .. يمدوا ايديهم للشباب بالمشاركة فى بناء الوطن و وجدناهم يكابرون و يحاولون الاستفزاز اكثر و اكثر حتى جاء اليوم الموعود لهم . تخلصت الموجة الثورية ل 30 يونيو فى نزول الشعب لمدة 4 ايام فى شوارع مصر جميعها .. شباب و رجال و شيوخ و نساء و اطفال و ذوى احتياجات خاصة .. جميعهم سبقوا شباب القوى الثورية .. سبقوا تمرد بمراحل .. سبقوا الثورة فى المطالب بحقوقهم التى نساها الاخوان فى ظل رفاهية الحكم .. و استجاب الجيش لمطالب الشعب حيث ان الجيش هو اخر عمود فى الخمية كما كانوا يطلقون دائما و ان السيسى هو اول وزير دفاع بنكهة الثورة . عُزل محمد مرسى من منصبه و تم تعيين السيد عدلى منصور رئيسا مؤقتا للبلاد و لم يهمد الاخوان بالوصول لهذا المطاف بل قرروا الاعتصام لحين رجوع الرئيس او حين الاستيقاظ من غفوتهم .. و دخلوا فى معركة هم يعلمون انهم خاسرون فيها ليس لعدم قوتهم او اكتمال عددهم بل لانهم سيحاربون شعبا كامل من اجل شخص .. و بدانا نسمع لهم نبرة جديدة فى الحديث .. لا حل هناك إلا الهروب إلى الأمام .. بعد ثلاثة أسابيع من الشحن .. انها معركة ضد الاسلام .. هل يهزم الاسلام ؟ مرسي سيرجع للحكم .. بعد ثلاثة ايام من " الانقلاب " ( 6 يوليو ) .. مرسي سيفطر أول يوم في رمضان داخل القصر .. مرسي سيكون معنا في رابعة غداً أو بعد غد .. الحرس الجمهوري يحافظ على حياة الرئيس ويجهز طائرة لتهريبه اذا احس بخطورة على حياته .. انشقاق الجيش الثالث .. تمرد ضباط النخبة .. قيادات الجيش ترفض انقلاب السيسي .. جبريل عليه السلام ينزل في رابعة العدوية .. النبي صلى الله عليه وسلم يقدم محمد مرسي للصلاة و يصلي خلفه .. اسرة السيسي تهرب الى الامارات ومعها حقائب كثيرة .. هيكل فر لأن الانقلاب يتداعى .. الشعب كله معنا .. مظاهرات في كل أنحاء العالم تؤيد مرسي .. سنسحقهم .. انها نهاية الفلول والنصارى وجبهة الانقاذ وتمرد .. سنعدم السيسي وتواضروس و الطيب .. دونها الرقاب .. دونها الرقاب .. قول يا عاصم قول ارعب الفلول .. بعد كل هذا وأكثر يقال لهم انصرفوا الى بيوتكم يرحمكم الله ؟ فلا مرسي يعود حاكماً ولا الاسلام ينتصر ولا يعدمون السيسي ؟ ولا على الاقل يعدمون وزير التموين الجديد ؟ ألن يعدموا أحد ؟ أين نصر الله الذي تعد به المنصة كل يوم ؟ علام كان نزول جبريل ؟ ولم انشق الجيش ؟ كل هذا هباء ؟ ومن ماتوا ؟ مذبحة الحرس الجمهوري ( مذبحة الساجدين ) .. أميرات المنصورة .. شهداء النصب التذكاري .. كل هؤلاء نتركهم خلفنا ونرجع ؟ ان الشجاع الذي سيصعد المنصة ليقول انصرفوا مشكورين فقد انتهى الأمر لابد أن يكتب وصيته قبل ان يمسك المكرفون ! ما هو الحل ؟ المزيد من التقوقع ومزيد من الشهداء والدم و الصياح .. التشويش بمزيد من التفاصيل لأطول فترة ممكنة .. كلما زاد الوجع كلما كان هناك مبرر للانسحاب في النهاية .. سننسحب ونضحى بالشرعية لأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة .. لن نسمح لهم بقتلكم يا اخوتي وتحويل مصرنا الحبيبة الى سوريا .. نحن حكماء وسنفوت الفرصة .. ربما بعد مزيد من الضحايا يصبح هذا المنطق مقبولاً للأسف .. وبه ستتعاضد الجماعة .. فقد فقدت أعداداً ضخمة ( سيصبح العشرين قتيلاً مئة ألف .. و الألف مصاب مليون وستمئة ) .. لكن حتى هذا الخروج سيحمل معه هزات قوية .. لن يسلم به الجميع .. بعضهم سيفكر .. سيتشكك .. كما انه سيعود ليواجه غضب الأهالي في كل مكان للناس فيه ثأر مع الاخوان ( المنيل .. بين السرايات .. المنيا .. الخ الخ ) .. ناهيك عن رغبات التشفي ممن كان قبل شهرين يقول للناس موتوا بغيظكم ! الحقيقة اني ارثي للجماعة .. انها في شر موقف من يوم كانت خاطرة في عقل حسن البنا .. لقد ارتقت مرتقاً صعباً .. فلأول مرة تواجه سلطة و شعب .. وارتفاع سقف توقعاتها لو كان لي أن أستلهم من التاريخ فسأذكر تاريخ المهدية في السودان .. عام 1898 خرجت قوات المهدي لمقاتلة الجيش الغازي في كرري .. كانت الرؤى الغيبية تؤكد على النصر .. فهم أهل الايمان و الغزاة كفار .. ثم هزموا في ساعتين .. بعدها كفر أغلب من خرجوا لبذل أرواحهم فداء للفكرة بها .. و ها هم الان بعد ان ظهروا على حقيقتهم و سقطت الاقنعة عنهم .. و ما كانت اللحية الا مجرد غطاء ظاهرى لكسب الود و التعاطف تجاه الشعب المعروف بتدينه الفطرى .. دعونا ننتظر المفاجأت القادمة !!