مما لا شك فيه أن ما بدأ يحدث في مصر منذ الرابع عشر من الشهر الجاري أذن ببدء مرحلة جديدة بالغة الحدة والخطورة من التاريخ الحديث لهذا البلد العربي والإسلامي العريق. لكن وبرغم ما تحمله هذه المرحلة من حدة وخطورة، إلا انها تؤشر إلى بدء العد العكسي لنهاية جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وربما في الوطن العربي والعالم الإسلامي وحيث يتواجدون. إتُخذ القرار وأعلنت ساعة الصفر وشرعت قوات الأمن المصرية مدعمة بالقوات المسلحة بفض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة بهدف تنفيذ خطة إعادة الامن والاستقرار لمصر ولكل الشعب المصري على اختلاف مشاربه وانتماءاته السياسية والدينية، وأعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور حالة الطواريء ومنع التجول في القاهرة والجيزة وتسع محافظات كان الاخوان المسلمون والمتحالفون معهم من الأحزاب والتيارات الدينية المتطرفة قد عاثوا فيها فساداً، من استخدام العنف واقتحام وحرق الكنائس والمؤسسات العامة إلى مداهمة أقسام الشرطة والاعتداء عليها واخراج المساجين من داخلها إلى قتل وجرح بعض قادة هذه الاقسام. هذا إلى جانب ارتكابهم جرائم القتل وسفك الدماء في العديد من ميادين وشوارع مصر. واقع الحال الذي استجد في هذا القطر العربي والإسلامي الغالي مع ذلك اليوم بات يؤشر بوضوح إلى أن حركة الإخوان المسلمين ومن يوالونها في الداخل والخارج يسعون بكل الوسائل الإجرامية واللاأخلاقية بما في ذلك مختلف أنواع الأسلحة إلى نقل التجربة السورية إلى مصر، لخلط الأوراق وزج مصر في آتون حرب أهلية إن حصلت لا قدر الله لن تُبقي ولن تذر، خدمة لمتطلبات المخططات الجهنمية التي رسمها المحافظون الجدد في واشنطن بالتعاون مع رعاة الإرهاب الدولي الرسمي في تل أبيب تحت مُسمى "الشرق الأوسط الجديد"، والتي كانت قد نقلتها إلى المنطقة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الأرعن جورج بوش في عام 2006، مستبقة الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني في ذلك العام على لبنان ومُني فيها بهزيمة نكراء أسقطت إلى ما لا رجعة "أسطورة الجيش الذي لا يقهر"!! لكن كما فشلت التجربة في سوريا بعد عامين وخمسة أشهر من الحرب الكونية الإجرامية المفتعلة والمتواصلة فيها، فإن من المؤكد أن لا تكون في مصر أوفر حظاً مما كانت عليه في سوريا، ومن المؤكد أيضاً أن تُمنى بالفشل الذريع وأن يتم دفنها في المهد إن شاء الله. حمي الله مصر وشعبها البطل وجنبهما شرور الأشرار في الداخل والخارج وانصرهما على القوم الظالمين والمتآمرين عليهما وعلى الوطن العربي وقضاياه الوطنية والقومية...أللهم آمين يا رب العالمين. محمود كعوش كاتب وباحث عربي كوبنهاجن في آب/اغسطس 2013 [email protected]