ما أشبه اليوم بالبارحة ولكن هيهات هيهات بين ابطال المشهد اليوم وابطال المشهد فى السابق ففى عام 41 هجريه ضحى الحسن رضي الله عنه بحياته وبمنصبه من أجل ان يوحد صف الأمة ومن أجل حقن دماء المسلمين التى هى أشد حرمة من هدم الكعبة الحسن كان معه جيش كالجبال وكما قال رضى الله عنه .كانت جماجم العرب بيدي تحارب من حاربت وتسالم من سالمت. ومع ذلك لم يغتر بما معه من جيوش جراره انما فضل تجنب اراقة الدماء هذا هو من اراد الخير للاسلام والمسلمين فهل يفعلها مرسى صاحب المشروع الاسلامى الذى اراد مؤيدوه ان يصوره لنا على انه أمير المؤمنين فى هذا الزمان لهذا اردت ان انقل له ولمؤيديه الصورة الحقيقية للاسلام من مشهد محفور فى عقول وقلوب كل المسلمين وهو مافعله الخليفة الخامس الحسن رضي الله عنه وهو من الشخصيات المظلومة في التاريخ بل انه سُلِب حتى لقبه الشرعي فهو الخليفة الخامس الذين يدخلون ضمن خلافة النبوة التي قال عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء) رواه ابو داوود وبخلافته التي استمرت بضعة أشهر تمت الثلاثون سنة فهو الخليفة الراشد الخامس وليس عمر بن عبد العزيز رحمه الله ولا عجب في ذلك نعم أنه صاحب مشروع اصلاحي عظيم فقد كان سيداً بشهادة جده نبي الأمه صلى الله عليه وسلّم حينما وصفه (ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) وقد حقق الله على يد الحسن رضي الله عنه ما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن حفيده الحسن رضي الله عنه سيكون سبباً في الإصلاح بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وحدث ذلك سنة 40 هجرية عندما بايع المسلمون الحسن رضي الله عنه بعد استشهاد أبيه الإمام علي رضي الله عنه وكان الحسن رضي الله عنه يشعر بالأسى لِما حلّ بالمسلمين من خلاف وما دار بينهم من قتال وكان يأمل بتوحيد كلمتهم ورصّ صفوفهم وإن تطلب الأمر تقديم تضحيات جسيمة كالتنازل عن الخلافةوكان ميل الإمام الحسن رضي الله عنه إلى الصلح ظاهراً منذ يوم بيعته إذ كان يقول: تبايعون لي على السمع والطاعة وتحاربون من حاربت, وتسالمون من سالمت. وقيل إن أوّل من بايعه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وكان قيس في حياة الخليفة الإمام علي رضي الله عنه يقود أربعين ألفاً من المقاتلين وكان الحسن رضي الله عنه يعتقد أن قيساً لا يرى مصالحة معاوية فخشي أن لا يوافقه إن أقدم على الصلح فقدم عليه في قيادة ذلك الجيش عبيد الله بن العباس وكان ذلك من علامات إرادته للصلح لم يكن ميل الحسن رضي الله عنه نحو الصلح وحقن الدماء ناتجاً عن ضعف أو قلة عدد بل لقد قال الحسن رضي الله عنه : كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها (أي الخلافة) ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين وبعد استشهاد علي رضي الله عنه سار معاوية رضي الله عنه بعساكر الشام حتى نزل مسكن وسار الحسن رضي الله عنه بعساكر العراق حتى نزل المدائن فالتقيا بمنزل من أرض الكوفة وهي النخيلة فلما نظر الحسن رضي الله عنه إلى كثرة ما معه من الجند رغب في حقن دماء المسلمين وبما عند الله تعالى فبادر إلى طلب الصلح وقد جاء وصف قوة جيش الحسن رضي الله عنه في صحيح البخاري عن الحسن البصري قال (استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال) وهذا يدحض مزاعم الذين قالوا أن الحسن رضي الله عنه كان ضعيفاً ومكرهاً على الصلح وتحقق الصلح بالفعل وتنازل الحسن رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية رضي الله عنه سنة 41هجرية وسمي ذلك العام عام الجماعة إذ توحدت راية المسلمين بعد طول قتال وخلاف وبعد الاتفاق على الصلح صعد الحسن رضي الله عنه المنبر وحمد الله وأثنى عليه وقال: ((فإن أكيس الكيس التقي, وإن أحمق الحمق الفجور, وإن هذا الأمر الذي اختلف فيه أنا ومعاوية, اما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم, أو يكون حقاً كان لامرىء أحق به مني ففعلت ذلك (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فهل يكون لنا فى هذا المشهد قدوة حسنة وان نرى رئيسنا المؤمن صاحب المشروع الاسلامى والكلام الجميل والمعسول وهو يخطوا على خطى الصالحين السابقين حقنا لدماء ذكيه ودرأ للفتن فقتل النفس التى حرم الله الا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر ويعظم الجرم ويشتد الاثم حين تكون هذة النفس نفسا مؤمنه اللهم قد بلغت اللهم فاشهد وللحديث بقية .